20-أغسطس-2021

استياء كبير ولوم للرئيس سعيّد لسماحه بهذا التعيين (الصورة من "نواة")

الترا تونس - فريق التحرير

 

أدانت عائلات شهداء الثورة بمنطقة تالة التابعة لولاية القصرين، الجمعة 20 أوت/أغسطس 2021، تعيين العميد خالد المرزوقي مديرًا عامًا لوحدات التدخل بوزارة الداخلية، معتبرين أنه "متهم في قتل 5 من شباب تالة في أحداث ثورة 2011 وإصابة عديد الجرحى.

وأوضح حلمي الشنيتي وهو شقيق الشهيد غسان الشنيتي الذي قتل في تالة يوم 8 جانفي/يناير 2021، في مقطع فيديو نشره على صفحته الخاصة بموقع التواصل فيسبوك، أن "كل متساكني تالة يعرفون أن خالد المرزوقي متهم في قتل وإصابة أبنائهم وإهانتهم".

شقيق الشهيد غسان الشنيتي: "يا سيادة الرئيس، طالما أنت لصيق بإرادة الشعب، كيف تقبل تعيين شخص ارتبطت به قضايا القتل العمد والمشاركة في القتل على رأس وحدات التدخل؟"

ووجه الشنيتي خطابه للرئيس قيّس سعيّد قائلًا: "يا سيادة الرئيس، طالما أنت لصيق بإرادة الشعب، كيف تقبل تعيين شخص ارتبطت به قضايا القتل العمد والمشاركة في القتل على رأس وحدات التدخل؟ كيف يحدث ذلك ونحن نتحدث عن تونس ما بعد الثورة وتونس ما بعد 25 جويلية وتونس 'لا سبيل للرجوع إلى الوراء'؟"، مستطردًا: "ها نحن قد عدنا إلى المنظومة القديمة التي قتّلت وشرّدت!".

وتابع شقيق الشهيد: "نحن بصفتنا عائلات شهداء تالة نرفض هذا التعيين ونعتبره خطًا فاصلًا في حياتنا. ونرجو ممّن كان وراءه وساهم فيه ودبّر له أن يراجع نفسه"، موجهًا نداء إلى "كل الشرفاء وكل من تبنى قضية الشهداء أن يقف ضد هذا التعيين"، وفق تعبيره.

وتساءل حلمي الشنيتي: "ألهذه الدرجة ليست هناك كفاءات بوزارة الداخلية حتى يتم تعيين قاتل على رأس وحدات التدخل؟"، حسب وصفه. 

وكان المُكلف بتسيير وزارة الداخلية رضا غرسلاوي قد أعلن، الخميس 19 أوت/ أغسطس 2021، عن إجراء تحوير صلب المديرين العامين بوزارة الداخلية، شمل 9 مناصب، وذلك بعد يوم واحد من إعلان رئاسة الجمهورية إدخال تغييرات في سلكيْ الحرس والأمن الوطنيين. 

وأفادت وزارة الداخلية، في بلاغ نشرته على موقعها الإلكتروني، أنه تم تعيين العميد خالد المرزوقي مديرًا عامًا لوحدات التدخل.

يذكر أن عائلات شهداء وجرحى الثورة كانوا قد تقدموا بشكايات قضائية ضد عديد الشخصيات الأمنية التي تتهرب بدعم وإيعاز من النقابات الأمنية ولا تحضر الجلسات، وبالتالي ظلّت هذع القضايا بعد أكثر من 10 سنوات على ثورة 2011 دون حسم فيها، حسب عائلات شهداء وجرحى الثورة ومحاميهم.

 ليلى الحداد لسعيّد: أعلمك أن عائلات شهداء وجرحى تالة لم يغمض لها جفن بعد تعيينك أحد المتورطين في قتل أبنائها من القيادة الأمنية، فرجائي لا تكن رصاصة ثانية وأنت الأمل الباقي  لهم جميعًا

وقد نشرت النائب عن حركة الشعب ومحامية عائلات شهداء وجرحى الثورة ليلى الحداد، الجمعة 20 أوت/2021، رسالة موجهة إلى الرئيس قيس سعيّد جاء فيها: "سيدي الرئيس، أعلمك أن عائلات شهداء وجرحى تالة لم يغمض لها جفن بعد تعيينك أحد المتورطين في قتل أبنائها من القيادة الأمنية".

وأضافت الحداد، في ذات الصدد: "أعلم علم اليقين أنك غير مطلع على قائمة المتورطين في قضية شهداء وجرحى تالة والقصرين، فرجائي لا تكن رصاصة ثانية وأنت الأمل الباقي لهم جميعًا"، وفق تعبيرها.

وقد تفاعل عديد النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مع هذا التعيين الأخير، معبرين عن استيائهم منه وعن تضامنهم مع عائلات شهداء وجرحى تالة.

ودونت الناشطة الحقوقية مريم البريبري على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك: "سيدي الرئيس، هل تعرف من هو خالد المرزوقي الذي عينته مديرًا عامًا لوحدات التدخل؟ هو أحد المتهمين في قضية شهداء تالة والذي تمت خيانتها أكثر من مرة"

وتابعت البريبري: "هل تعرف منهم شهداء تالة؟ دعني أذكّرك بأسمائهم، هم: أحمد بولعابي، وجدي سائحي، غسان شنيتي، أحمد ياسين رطيبي ومروان جملي. هؤلاء من وعدتَ أمهاتهم بدعمهم لأخذ حق أبنائهم في محاسبة القتلة"، وفق تعبيرها.

ومن جهته، دوّن الناشط سامي بوركبة: "خالد المرزوقي، هو أحد المتهمين في قتل شهداء تالة و القصرين، إبان أحداث ثورة 17 ديسمبر المجيدة. وهو مازال قيد التتبع القضائي لدى الدوائر المختصة بقضايا العدالة الانتقالية"، متسائلًا: "كيف يتم تعيين شخص تلاحقه قضايا للمشاركة في قتل شباب الثورة كمدير عام لوحدات التدخل؟". 

وأردف في ذات الإطار: "التطبيع مع نظام القتل والإرهاب خيانة أيضًا يا سيادة الرئيس".

وبدوره، تساءل الناشط أحمد السائحي: "ماذا يعني تعيين الرئيس لأحد المتهمين بقتل شهداء الثورة بتالة خالد المرزوقي مديرًا عامًا لوحدات التدخل والحال أن القضية مازالت جارية لدى القضاء، أهي خيانة لدماء الشهداء؟ أم أن الرئيس غير عارف بمن يعين ومحيطه يغالطه؟ وهل مازلنا في "غلطوه"؟".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تعيينات جديدة صلب المديرين العامين بوزارة الداخلية

تعيينات جديدة في سلكيْ الحرس والأمن الوطنيين