28-ديسمبر-2021

وزير الخارجية الإيطالي يؤدّي زيارة رسمية إلى تونس الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، إنّ زيارة وزير الخارجية الإيطالي لتونس العاصمة الثلاثاء 28 ديسمبر/ كانون الأول 2021، هي "تكريس للضغوطات الإيطالية المستمرة على تونس من قبل إيطاليا التي حوّلتنا إلى حارس للحدود الأوروبية وإلى أكثر متعاون في مجال الترحيل القسري" وفق قوله.

رمضان بن عمر: زيارة وزير الخارجية الإيطالي لتونس هي تكريس للضغوطات الإيطالية المستمرة على تونس من قبل إيطاليا التي حوّلتنا إلى حارس للحدود الأوروبية

وتابع بن عمر خلال مؤتمر صحفي انعقد بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، على هامش زيارة وزير الخارجية الإيطالي، التي لم تعلن عنها السلطات التونسية، أنّ "طريقة إعداد الزيارة تبيّن أنّ المسار نفسه من عدم الشفافية والتعتيم على كل المعلومات حول الزيارات ومخرجاتها في العلاقات التونسية الإيطالية، مستمرّ في السنوات الأخيرة".

وحضرت المؤتمر الصحفي، أسرة وسام عبد اللطيف، الذي توفي في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 في مستشفى سان كاميلو في روما بعد احتجازه في مركز الإعادة إلى الوطن (CPR) في بونتي جاليريا. والفقيد "هو مهاجر غير نظامي تونسي يبلغ من العمر 26 عامًا من قبلي، وصل إلى صقلية في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2021"، تطالب عائلته بالحقيقة والعدالة بعد شهر من وفاته.

رمضان بن عمر: طريقة إعداد زيارة وزير الخارجية الإيطالي لتونس تبيّن أنّ المسار نفسه من عدم الشفافية والتعتيم على كل المعلومات حول الزيارات ومخرجاتها في العلاقات التونسية الإيطالية، مستمرّ في السنوات الأخيرة

وذكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنّ الظروف لا تزال التي أدت إلى وفاة وسام بحاجة إلى توضيح وإبلاغ الأسرة، التي لا تزال تنتظر نتائج التشريح، وأضاف بن عمر: "لدينا عديد القضايا التي نتمنى طرحها خلال هاته الزيارات مثل ارتفاع عدد الضحايا بمراكز الاحتجاز الإيطالية، لكننا لم نلمس أي مسار لتعاون تونسي إيطالي حقيقي فيها، وبالتالي فإننا نرفض مسارات عدم الشفافية"، معتبرًا أنّ تونس تحولت اليوم بطريقة غير معلنة إلى منصة لإنزال وفرز المهاجرين، على حد وصفه.

وأشار منير الساري أحد أقرباء الفقيد وسام عبد اللطيف، من جانبه إلى أنّ الراحل "درس وحاول تحسين مستواه بالخضوع إلى عديد الدورات، وبحث عن عمل فلم يجد، وبما أنه كان مطالبًا بإعالة عائلته، فقد قرر الهجرة غير النظامية، وقد اتصل بي من مركز الإعادة إلى الوطن، ووصف لي الأوضاع الصعبة هناك" وفق قوله.

مجدي الكرباعي: حادثة وفاة وسام عبد اللطيف مسترابة، خاصة وأنّ ملف المتابعة الخاص به بمركز الحجز والترحيل مفقود، وما يقلقنا هو أنّ الدبلوماسية التونسية صامتة ونطالب الجانب التونسي بأن يقوم بدوره الرقابي على هذه المراكز

وأضاف منير الساري أنّ الفقيد كان قد حدّثه عن تمييز في المعاملة بين الحاملين للجنسية التونسية وجنسيات أخرى، فضلًا عن إجبارهم على تناول أدوية للتخدير، وتابع: "وسام أخبرني أنه سجن وليس مركز حجز.. وقد فقدنا الاتصال به منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، ووصلنا خبر الوفاة يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول" وفقه.

وعلّق النائب مجدي الكرباعي من جهته لدى تدخله في المؤتمر الصحفي بقوله إنّ حادثة وفاة وسام مسترابة، خاصة وأنّ ملف المتابعة الخاص به مفقود، مشيرًا إلى أنّ قاضي صلح سيراكيوز علق مرسومه بالإعادة القسرية وبالتالي أمر الاعتقال، وقد ذكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في بيانه أنّ قرار إطلاق سراح وسام يرجع إلى "عدم إبلاغه بحقه في الحماية الدولية، هو مثال على الممارسات السريعة والتدابير الموحدة التي تعممها السلطات الإيطالية ضد المواطنين التونسيين".

وأضاف الكرباعي أنّ "مراكز الحجز والترحيل بلا رقيب أو رقابة، وهناك من المحامين الإيطاليين من يتمعشون من آلام وأماني هؤلاء المهاجرين، عكس محامين آخرين يناضلون من أجل حقوق هذه الفئة"، وقال: "هناك 2465 تونسي داخل مراكز الحجز والترحيل، والتقارير تثبت الوضعية الكارثية التي يعيشونها، وما يقلقنا هو أنّ الدبلوماسية التونسية صامتة، ونطالب الجانب التونسي بأن يقوم بدوره الرقابي على هذه المراكز" وفق تصريحه.

اقرأ/ي أيضًا: حصاد 2021 لرحلات اليمّ بين تونس وإيطاليا.. "تضحيات" في أرقام

وعبّر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية على أنّ "الزيارة الرسمية لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، إلى نظيره التونسي عثمان الجرندي، ينبغي أن تكون فرصة لصياغة التزام ملموس من كلا الطرفين حتى تكشف حقيقة وفاة وسام، وإشراك الأسرة بالكامل في متابعة القضية أمام المحاكم المختصة".

وقد أدى وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، زيارة إلى تونس تتضمن سلسلة من اللقاءات الرسمية بدءًا بنظيره التونسي عثمان الجرندي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" عن وزارة الخارجية الإيطالية.

ويشار إلى أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قد استقبل الثلاثاء 28 ديسمبر/ كانون الأول 2021 بقصر قرطاج، لويجي دي مايو، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالجمهورية الإيطالية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وفاة مسترابة لشاب تونسي في مركز احتجاز إيطالي.. حقيقة تنتظر الكشف

وزير الخارجية الإيطالي يؤدّي زيارة رسمية إلى تونس

بن عمر: تعاون غير عادل في مسألة الهجرة غير النظامية ألقى كل العبء على تونس