08-أكتوبر-2018

جيش الطيران السعودي متهم بارتكابه جرائم حرب في اليمن (محمد الشيخ/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

طرح تنظيم تدريبات عسكرية مشتركة بين جيش الطيران التونسي ونظيره السعودي، وهي تدريبات انطلقت في تونس منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018 ومن المفترض أن تمتد على مدى أسبوعين، عديد الأسئلة حول غاياتها الحقيقية وأبعادها.

أحد الأوجه الرئيسية للمؤاخذة على هذه التدريبات، وهي الأولى من نوعها بين البلدين وفق الوكالة الرسمية السعودية، هو دور جيش الطيران السعودي في الحرب في اليمن، إذ يتورّط هذا الجيش، تحت مسمى التحالف العربي، في ارتكاب جرائم حرب منذ انطلاق الحرب في اليمن قبل ما يزيد عن ثلاث سنوات.

جيش الطيران السعودي الذي يشارك في التدريبات المشتركة متورط في ارتكاب جرائم حرب في اليمن وفق تقارير أممية

وأكد تقرير لجنة الخبراء الأممي، في أوت/أغسطس 2018، أن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قام بجرائم حرب في حق اليمنيين، وهو ما جعل هذا التحالف يسعى لإيقاف عمل لجنة التحقيق نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2018، في تصويت في مجلس حقوق الإنسان الأممي، امتنعت تونس عن التصويت فيه.

تزامن الامتناع التونسي عن التصويت، والذي لاقى إدانة من عديد المنظمات والجمعيات التونسية لما اعتبر "موقفًا مهادنًا واصطفافًا يشجع على مواصلة الحرب الأهلية المدمرة على الشعب اليمني"، مع الاستعداد لاستقبال الطائرات العسكرية السعودية في تونس. وكان محلّ التحفظ هو أن جيش الطيران السعودي المتورط في جرائم حرب في اليمن يسعى لتعزيز جهازيته بتدريبات مع الجيش التونسي، ولتبدو تونس، بنهاية المطاف، كجولة تدريبية للمقاتلات السعودية قبل عودتها للمشاركة في الحرب في اليمن.

النائب وعضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس نواب الشعب عماد الدايمي يدعو لإيقاف التدريبات العسكرية المشتركة بين تونس والسعودية

في ذات السياق، أثار فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لضابط سعودي يلقي خطبة الجمعة بقاعدة سيدي حمد في بنزرت، جدلًا واسعًا لعديد الاعتبارات منها أن الخطاب الديني الرسمي السعودي تُوجه إليه أصابع الاتهام في تورطه في انتشار التطرف وتغذية الفكر الإرهابي الذي اكتوت منه تونس في السنوات الأخيرة. وقد اعتبر طارق الكحلاوي، المدير السابق للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية، أن هذه المناورات تعني "انحيازًا إقليميًا لمحور محدد".

كما تأتي هذه التدريبات المشتركة بالتزامن مع اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في قضية تلاقي اهتمامًا كبيرًا من الإعلام الدولي وتكشف حجم الانتهاكات السعودية وسط تقارير متواترة حول تورطها في تعذيبه وقتله. وهذا التزامن يزيد من إحراج تونس والمسّ من صورتها، وفي هذا السياق، طالب النائب في البرلمان وعضو لجنة الأمن والدفاع عماد الدايمي بإيقاف التدريبات "مع جيش نظام مجرم يقتل مواطنيه داخل حدود بلاده وخارجها"، وفق تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بسبب التقرير الأممي حول اليمن.. حملة سعودية إماراتية ضد كمال الجندوبي

منظمات تونسية تدين موقف الديبلوماسية التونسية في قضية الحرب على اليمن