04-فبراير-2022

كانت وزارة التعليم العالي قد أعلنت تغيير صبغة 6 جامعات و9 مؤسسات جامعية (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

علقت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، الخميس 3 فيفري/شباط 2022، على مسألة "تحويل صبغة جامعات ومؤسسات تعليم عالٍ وبحث علمي إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علميّة وتكنولوجية"، بقرار من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في 17  جانفي/يناير 2022. 

كانت وزارة التعليم العالي قد أعلنت عن تحويل صبغة جامعات ومؤسسات جامعية من مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية

وأكدت الجامعة، في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، أن "استقلالية الجامعات والمؤسسات الجامعية العمومية كانت على الدوام مطلبًا تاريخيًا للجامعيين منذ سنوات 2002 - 2003، والذي قوبل آنذاك برفض حكومي قاطع بدعوى أن هذه الجامعات والمؤسسات إنكا تنفذ سياسات الدولة في قطاع التعليم العالي ولا يستقيم أن تتمتع بالاستقلالية"، معتبرة أن ذلك "يمثل خلطًا واضحًا ومتعمدًا بين مهام وأهداف المنظومة العمومية للتعليم العالي والانتظارات المجتمعية منها وطرق وآليات تسييرها وحوكمتها"، حسب تقديرها.

واعتبرت، في ذات الصدد، أن "استقلالية المؤسسات الجامعية نقطة منصوص عليها صلب المخطط الاستراتيجي لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي 2015 - 2025 ومشروع إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، رغم أن الاتفاق الدولي نص على إنشاء صيغة قانونية جديدة خاصة بالجامعات والمؤسسات الجامعية مختلفة عن صيغة المؤسسة العمومية ذلت الصبغة العلمية والتكنولجية"، وفق ما ورد في نص البيان.

الجامعة العامة للتعليم العالي تدعو الوزارة إلى وضع النصوص والأطر القانونية والإدارية المناسبة والتي تمنع من أن يكون هذا التحويل مدخلًا لمزيد تنفذ القطاع الخاص داخل المؤسسات والجامعات العمومية

ونبهت الجامعة إلى "الارتباط الوثيق بين استقلالية الجامعات والمؤسسات الجامعية مع التزام الدولة بدعم تمويلها للتعليم العالي والبحث العلمي العموميين"، داعية الوزارة إلى "مواكبة تحويل صبغة الجامعات وتأطيره وتوفير أسباب النجاح له ماديًا ولوجستيًا وتأهيليًا"، مؤكدة ضرورة "وضع النصوص والأطر القانونية والإدارية المناسبة والتي تمنع من أن يكون هذا التحويل مدخلًا لمزيد تنفذ القطاع الخاص داخل المؤسسات والجامعات العمومية".

كما طالبت الوزارة بـ"تفعيل لجنة متابعة تنفيذ الإصلاح المتفق عليها سابقًا سابقًا وفق ما ورد في مشروع إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي"، مؤكدة أن ذلك "من أجل إرساء آليات المتابعة والتقييم والتحسين المستمر، احترامًا منها لتعهداتها ولاستمرارية الدولة وتكريسًا للنهج التشاركي"، وفق ما جاء في البيان ذاته.

يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كانت قد أعلنت، في 17 جانفي/يناير 2022، أن "مجلس الوزراء، المنعقد السبت 15 جانفي/يناير 2022، صادق على 6 مشاريع أوامر رئاسية تتعلق بتحويل صبغة جامعة (جامعة المنستير، جامعة صفاقس، جامعة قابس، جامعة القيروان، جامعة سوسة، جامعة تونس المنار) و9 مشاريع أوامر رئاسية تتعلق بتحويل صبغة مؤسسة تعليم عال وبحث (المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة، المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير، كلية الطب بسوسة، كلية الطب بتونس، كلية الطب بصفاقس، كلية العلوم بقابس، المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر، المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بسوسة)، من مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية.

اتحاد "إجابة": تحويل صبغة جامعات يثير عدة نقاط استفهام وقد يكون بابًا مقننًا للخوصصة وضرب مجانية التعليم وجودته

وكان اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" قد اعتبر، في 17 جانفي/يناير 2022، أن تحويل صبغة مؤسسات جامعية عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية يثير "نقاط استفهام عديدة"، مؤكدًا أن "دعم استقلالية الجامعات دون مراجعة الحوكمة والتصرف بها بشكل يضمن الشفافية يعتبر أمرًا خطيرًا جدًا"، مضيفًا أن "دعم استقلالية الجامعات والمؤسسات دون آليات متابعة ومراقبة بشكل موضوعي وفعال يفتح أبواب سوء تصرف وفساد لا يمكن تلافيها"، حسب رأيه.

كما لفت، في بيان له، إلى أن "دعم الموارد الذاتية للمؤسسات لا بد أن يشترط بعدم المساس بمجانية التعليم والتكوين للطالب التونسي وألّا يكون بابًا مقننًا للخوصصة وضرب مجانية التعليم وجودته"، مشيرًا إلى أن "ما تعتبره الوزارة تشجيعًا للمؤسسات على تحمل مسؤولياتها هو خطر ينذر بتخلي الدولة عن دعم الجامعة العمومية وضخ الأموال لها بتعلة تغيير الصبغة"، وفق تصوّره.

وأكد اتحاد "إجابة" أن "تغيير صبغة المؤسسات بهدف تعبئة موارد ذاتية دون وضع خطط وأهداف وطنية يمكن أن يجعل من المؤسسات والجامعات إمارات صغيرة تبحث عن الربح ويدخل التعليم في السلعنة ويهدد الإنسانيات والعلوم الأساسية بالاندثار ويهدد أحد أهم ركائز التعليم العمومي ألا وهي تكوين مواطن سليم يدعم استراتيجيات وطن منيع"، على حد توقعاته.


 

اقرأ/ي أيضًا:

اتحاد "إجابة": تحويل صبغة جامعات يثير عدة نقاط استفهام وقد يكون بابًا لخوصصتها

قالت إن معطيات الطلبة معرضة للانتهاك.. هيئة حماية المعطيات الشخصية تقدم توصيات