"تبعية جديدة لأوروبا".. نقابي يعلق لـ"الترا تونس" على مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا
6 أكتوبر 2025
في الوقت الذي تمضي فيه السلطات التونسية قدمًا في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا (ELMED)، تحذر أصواتٌ نقابية من المخاطر الاقتصادية والاستراتيجية لهذا المشروع، الذي تقول الحكومة إنه يهدف إلى تعزيز الأمن الطاقي ودمج تونس في الشبكة الأوروبية للكهرباء.
هذا وشهد يوم الخميس 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025 توقيع اتفاقية هبة ممولة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 12 مليون يورو (حوالي 41 مليون دينار تونسي) بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) والبنك الأوروبي للاستثمار (BEI)، بحضور المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط.
وتهدف الاتفاقية إلى تقديم مساندة فنية للشركة التونسية للكهرباء والغاز في إطار إنجاز المشروع الذي تبلغ كلفته الجملية نحو مليار يورو، ويهدف لتطوير الشبكة الكهربائية في تونس وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة، وفق "الستاغ".
عضو جامعة الكهرباء والغاز: مشروع الربط الكهربائي يفتح الباب أمام تبعية طاقية جديدة
وفي هذا الإطار قال إلياس بن عمار، عضو الجامعة العامة للكهرباء والغاز التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، لـ"الترا تونس": "مشروع الربط الكهربائي قد يفتح الباب أمام تبعية طاقية جديدة لتونس".
إلياس بن عمار، عضو جامعة الكهرباء والغاز لـ"الترا تونس": تنفيذ مشروع الربط الكهربائي سيؤدي إلى تقليص الاعتماد على الغاز الجزائري لصالح توريد الكهرباء من أوروبا، أي أننا سننتقل من تبعية للجزائر إلى تبعية جديدة لأوروبا
وأضاف بن عمار: "مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا من الممكن أن يهدد استقلالنا الطاقي أولًا، وثانيًا، لا توجد دراسات كافية تجعلنا نحسم ما إذا كان يجب أن نذهب إلى هذا الربط أم ثم أنه سيُعمّق من أزمتنا الطاقية إذ أن الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) ستصبح مجرّد وسيط، ولن تكون قادرة بعد ذلك على إنشاء محطات إنتاج كهرباء جديدة".
وأوضح أن تنفيذ المشروع "سيؤدي إلى تقليص الاعتماد على الغاز الجزائري لصالح توريد الكهرباء من أوروبا، أي أننا سننتقل من تبعية للجزائر إلى تبعية جديدة لأوروبا".
واعتبر بن عمار أنّ المشروع لا يحمل أي إضافة حقيقية لتونس، مشيرًا إلى أن "الهدف من الربط الكهربائي في الأصل هو أن تقوم الدول التي تمتلك فائضًا في الكهرباء بتصديره، لكن في حالتنا، نحن لا نملك هذا الفائض أصلًا".
اقرأ أيضًا: تونس ورّدت حوالي 10% من حاجياتها من الكهرباء مباشرة من الجزائر مع موفى جوان 2025
وتابع: "عمليًا، هذا يعني أنّ تونس قد تضطر إلى استيراد الكهرباء الأوروبية، خصوصًا في فترات العجز الطاقي"، مضيفًا أن "تقريرًا للبنك الدولي برّر هذا التحول بوجود فائض كهربائي في أوروبا، خاصة من الطاقات المتجددة، ورغبة الاتحاد الأوروبي في دمج تونس في سوق الكهرباء الأوروبية".
لكن بن عمار رفض هذا المنطق، واعتبر أن ما يقدّم على أنه "اندماج" هو في الواقع مشروع تبعية اقتصادية جديدة، قائلاً: "أوروبا تملك سوقًا موحدة للكهرباء، أما تونس فلا. ومع ذلك، تتحمّل الدولة التونسية الجزء الأكبر من كلفة المشروع".
بن عمار: تونس تستثمر من أجل تصدير الكهرباء بينما تعاني من الانقطاعات
وأشار عضو الجامعة العامة للكهرباء والغاز إلى أن المشروع يضع تونس في موقف متناقض، متسائلًا: "نحن بلد يعاني من انقطاعات ونقص في الطاقة، ومع ذلك يُطلب منّا الاستثمار في بنية تحتية هدفها الأساسي التصدير لفائدة مستثمرين أوروبيين".
وأضاف أن القانون التونسي لسنة 2015 لا يُلزم محطات الإنتاج المخصّصة للتصدير بتزويد السوق المحلية حتى في حالات الأزمة، قائلاً: "المستثمر الذي ينتج للكهرباء المخصصة للتصدير لن يزوّد تونس ولو بكيلوواط واحد إن كانت هناك أزمة".
وأكّد بن عمار: "طالبنا داخل الستاغ بدراسة جدوى اقتصادية، لكن لم نجد شيئًا. كيف يمكن الالتزام بمشروع ضخم دون معرفة فائدته الفعلية لتونس؟"
إلياس بن عمار لـ"الترا تونس": سيقوم مستثمرون أوروبيون باستغلال شمسنا ورياحنا لبيع الكهرباء إلى أوروبا وهذا المشروع، المدعوم من البنك الدولي والمفوضية الأوروبية لا يعزز السيادة الطاقية لتونس، بل يجعلها في موقع هشّ
وشدد: "هناك دول عديدة قامت بمشاريع ربط كهربائي بينها، لكنها لم تقدم على التنفيذ إلا بعد دراسات معمّقة ومفاوضات طويلة تضمن مصالحها الوطنية، بينما في وضعيتنا، يبدو أن القرار اتُّخذ دون نقاش واسع أو تقييم دقيق".
اقرأ أيضًا: من الوقود الأحفوري إلى الهيدروجين الأخضر.. طريق شائك للانتقال الطاقي في تونس
ولفت عضو جامعة الكهرباء إلى أن الاتحاد الأوروبي خصّص 150 مليون يورو لتونس و150 مليون يورو لإيطاليا في إطار تمويل المشروع، مؤكدًا أن "تونس ستتحمّل نفقات إنجاز هذا الربط الذي سيقوم به إيطاليون، ما يعني أنها ستعيد للاتحاد الأوروبي المنحة بشكل غير مباشر".
وختم بن عمّار تصريحه لـ"الترا تونس" بالقول: "سيقوم مستثمرون أوروبيون باستغلال شمسنا ورياحنا لبيع الكهرباء إلى أوروبا وهذا المشروع، المدعوم من البنك الدولي والمفوضية الأوروبية لا يعزز السيادة الطاقية لتونس، بل يجعلها في موقع هشّ ضمن منظومة طاقية تتحكم فيها أطراف أجنبية".
ويجدر بالذكر أن مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا يشمل إنشاء البنية التحتية الأساسية لتبادل الطاقة بين البلدين، ويتمثل ذلك في محطتين لتحويل التيار المستمر إلى تيار متردد، إحداهما في منزل تميم بتونس، والأخرى في جزيرة صقلية بإيطاليا.
كما يتضمن المشروع مدّ كابل بحري عالي الجهد يمتد على طول 200 كيلومتر بين البلدين، بالإضافة إلى خط كهربائي هوائي مزدوج يربط بين محطتي التحويل الملعبي وقرمبالية 2، وخط هوائي مزدوج آخر يصل بين محطتي التحويل قرمبالية 2 والمرناقية، إلى جانب إنشاء محطة تحويل جديدة مصفّحة في قرمبالية 2.
الكلمات المفتاحية

جمعية: النمو الاقتصادي في تونس هشّ في ظل مخاطر محدقة وضعف هيكلي
معهد الإحصاء: النشاط الاقتصادي سجّل نموًّا بنسبة 2.4 بالمائة، خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، والأنشطة الفلاحية تعد المحرك الأساسي لمنحى النمو الاقتصادي

هشام العجبوني: تونس ستسدد فوائد أعلى من ميزانية الاستثمار للسنة الخامسة تواليًا
هشام العجبوني: "للسنة الخامسة على التوالي، مبلغ الفوائد التي ستسددها تونس في ميزانية الدولة، أكبر من ميزانية الاستثمار.. فالفوائد التي سنسددها هذه السنة في حدود 7.2 مليار دينار، أما نسبة الاستثمار فهي 6.5"

تونس توقّع اتفاق تمويل مع البنك الدولي بـ430 مليون دولار لدعم التحول الطاقي
البنك الدولي: يساعد المشروع على خفض تكاليف إمدادات الكهرباء بنسبة 23%، وتحسين نسبة استرداد تكاليف الشركة التونسية للكهرباء والغاز من 60 إلى 80%

"مصدر انبعاث غازات مسرطنة".. وقفة احتجاجية في قليبية للمطالبة بغلق مصب
انتظمت يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025، أمام مقر معتمدية قليبية من ولاية نابل وقفة احتجاجية للمطالبة بالإسراع في غلق المصب العشوائي بوادي ليمام، وذلك بمبادرة من فرع قربة–قليبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد المحلي للشغل قليبية–حمام الغزاز، وبمشاركة عدد من المواطنات والمواطنين المتضررين من الوضع البيئي المتدهور بالمنطقة

كاتب عام اتحاد الشغل بصفاقس لـ"الترا تونس": متمسكون بالإضراب وبحق العمال في الزيادات
أكد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، يوسف العوادني، لـ"الترا تونس"، يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 تمسّك الاتحاد بتنفيذ الإضراب العام يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 في القطاع الخاص، احتجاجًا على تعطّل المفاوضات الاجتماعية الخاصة بالزيادة في أجور سنة 2025

تونس تتسلم 47 سيارة إسعاف من الاتحاد الأوروبي
أعلن الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عن تسليم 47 سيارة إسعاف كاملة التجهير إلى تونس في إطار برنامج "الصحة عزيزة"، الذي يهدف إلى دعم القطاع الصحي وتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية في الخطوط الأمامية وجودتها

بكالوريا 2026.. إجراءات لفائدة المترشحين من ذوي الإعاقة والاضطرابات الخصوصية
أعلنت وزارة التربية، يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025، عن جملة من التدابير الاستثنائية التي سيتم اعتمادها خلال الاختبارات الكتابية والتطبيقية لامتحان البكالوريا 2026 لفائدة المترشحين من ذوي الإعاقة والاضطرابات الخصوصية في التعلم. وتأتي هذه الإجراءات بعد دراسة الملفات الطبية المعروضة على الإدارة العامة للامتحانات

