06-يونيو-2023
الصحبي عتيق

عائلته تؤكد أن حالته الصحية حرجة وحياته في خطر (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت زينب المرايحي زوجة القيادي السابق بحركة النهضة، الصحبي عتيق، ليل الاثنين 5  جوان/يونيو 2023، أنه تم نقل زوجها من السجن إلى قسم الاستعجالي بمستشفى الرابطة بتونس العاصمة وذلك إثر تدهور صحته بعد مرور 25 يومًا من إضراب الجوع الذي يخوضه، مشيرة إلى أنه تم وضعه في قسم الإنعاش، وفقها.

زينب المرايحي: نقل الصحبي عتيق من السجن إلى قسم الاسعجالي بمستشفى الرابطة ثم لقسم الإنعاش وهو في حالة صحية حرجة 

وقالت المرايحي، في مقطع فيديو مقتضب من أمام المستشفى نشرته على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، إن تم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة وقلبه في حالة ضعيفة جدًا، لافتة إلى أنه لم يُسمح لها بزيارته بالمستشفى، وفقها.

 

 

 

وفي وقت سابق، أكدت زينب المرايحي، في بلاغ نشرته ظهر الاثنين، أنها لدى زيارتها زوجها بالسجن في اليوم ذاته سجلت خطورة وضعه الصحي، مشيرة إلى أنه "لم يعد قادرًا على المشي وأثناء الزيارة وقع أرضًا، كما يعاني من عدم انتظام خطير في دقات القلب"، مشددة على أن "حياته في خطر"، حسب تقديرها.

زينب المرايحي: حياة الصحبي عتيق في خطر وأحمّل قاضي التحقيق الذي يصرّ على إبقاء الصحبي عتيق في السجن ظلمًا وبهتانًا مسؤولية ذلك

وحمّلت، في هذا الصدد، قاضي التحقيق الذي قالت إنه "يصرّ على إبقاء الصحبي عتيق في السجن ظلمًا وبهتانًا، والحال أن الشاهد الذي اعتُمدت أقواله لإيداع زوجها في السجن تراجع عن أقواله تمامًا وأكد أنه لم يسبق له أن رأى زوجها يتردد على البيت الذي تعرض للسرقة سنة 2016" مسؤولية ذلك، ومعتبرة أنه "ليست هناك حجة وحيدة قائمة اليوم لإبقاء زوجها في السجن"، وفق ما ورد في نص البلاغ. 

 

 

وفي تعليقه على وضع الصحبي عتيق المودع بالسجن منذ 12 ماي/أيار المنقضي، تساءل المحامي وعضو هيئة الدفاع عنه سمير ديلو "هل يكون الصحبي عتيق أوّل ضحايا حملة القضايا الكيديّة؟". 

وأضاف، في تدوينة له على فيسبوك، "لم نتفاجأ كهيئة دفاع عن الصحبي عتيق حين أعلن عن دخوله في إضراب عن الطعام وقراره بعدم إنهائه إلاّ بإنهاء المظلمة الصّارخة المسلّطة عليه، لأنّه وبكلّ اختصار ضحيّة قرار بالإيداع في السّجن دون قضيّة تقريبًا"، وفقه.

سمير ديلو: هل يكون الصحبي عتيق أوّل ضحايا حملة القضايا الكيديّة؟ وحده قاضي التّحقيق المتعهّد بالملفّ يتحمّل، نتيجة قرار الإيداع التّعسّفيّ وغير المبرّر، المسؤوليّة الكاملة عمّا يتهدّد حياة من أوقفه ظلمًا 

وتابع المحامي قائلًا: "وحده قاضي التّحقيق المتعهّد بالملفّ يتحمّل، نتيجة قرار الإيداع التّعسّفيّ وغير المبرّر، المسؤوليّة الكاملة عمّا يتهدّد حياة من أوقفه ظلمًا وهو يدخل اليوم الـ 25 من الإضراب عن الطّعام مخاطرًا بحياته دفاعًا عن شرفه وسمعته".

وذكّر سمير ديلو بالوقائع التي وصفها بـ"الغريبة" والإجراءات التي وصفها بـ"المريبة" و"الاستهداف الواضح والجليّ"، وهي الآتية:  

  • "تمّ إيقاف الصّحبي عتيق قبل دقائق من سفره للمشاركة في ندوة علميّة دوليّة بتعلّة أنّه محلّ منشور تفتيش والحال أنّه لم يتلقّ سابقًا أيّ استدعاء رغم إقامته على بعد أقلّ من 500 متر من مركز الحرس الوطني
  • وقع فتح بحث بتهمة حمل شخص على الشّهادة زورًا، بتعلّة أنّ المنزل الذي تعرّض للسّرقة منذ 7 سنوات هو منزله وأنّ المبلغ الذي سُرق (حوالي 60 ألف دينار، وليس مليون دينار ونصف كما زعم البعض) هو على ملكه وأنّه اتّفق مع رئيس الفرقة التي باشرت البحث على إقناع السّارق بالتّغاضي عن ذكر اسمه في محضر البحث
  • اتّصل القضاء بالملفّ الذي يعود لسنة 2016 وأودع الطّفل السّارق بالإصلاحيّة وسوّى صاحب المنزل المسروق الوضعيّة بإجراء صلح مع الدّيوانة بخصوص العملة الصّعبة المحجوزة ضمن ما تمّت سرقته وأغلق الملفّ.
  • تمّ إيقاف السّارق مجدّدًا في شهر أفريل/نيسان 2023 بتهمة جنائيّة وأحيل ملفّه على قاضي تحقيق  بمحكمة أريانة تلقّى بعد أيّام من تعهّده بملفّ السّارق الموقوف مجدّدًا تقريرًا من مسؤول أمنيّ، نقلًا عن الموقوف يدّعي فيه أنّ المنزل الذي سرقه منذ 7 سنوات (وصرّح لدى التّحقيق أنّه لم يكن يعرف مالكه) هو منزل الصّحبي عتيق وأنّه لم يقل الحقيقة حينها بطلب منه.
  • صرّح الموقوف بأنّ رئيس الفرقة التي باشرت البحث معه منذ 7 سنوات قد أخفى جزءًا من المبلغ المسروق واقتسمه مع أعوان الفرقة المتعهّدة .
  • أكّد الموقوف "الواشي" بأنّ الصّحبي عتيق قد زاره لدى إيقافه بالإصلاحيّة منذ سبع سنوات ووعده بتسوية وضعيّته ومنَحه لدى مغادرته لها مبلغ 50 ألف دينار"

سمير ديلو: قاضي التحقيق لم يجد الوقت بعد 25 يومًا من إصداره بطاقة إيداع في حقّ الصّحبي عتيق لسماع رئيس الفرقة المتّهم وأعوانه بتلقّي رشوة وبالمشاركة في حمل شخص على الشّهادة زورًا

واستطرد ديلو: "أمّا غريبة الغرائب فهي أنّ قاضي التّحقيق لم يجد الوقت، بعد 25 يومًا من إصداره بطاقة إيداع في حقّ الصّحبي عتيق، لسماع رئيس الفرقة المتّهم وأعوانه بتلقّي رشوة وبالمشاركة في حمل شخص على الشّهادة زورًا، ولا لاستفسار الإصلاحيّة عن  مدى صحّة ادّعاء الطّفل المورّط في السّرقة بأنّه تلقّى زيارة في الإصلاحيّة من الصّحبي عتيق"، وفق ما جاء نص تدوينة المحامي. 

 

 

جدير بالذكر أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة كان قد أصدر، ليل الجمعة 12 ماي/أيار 2023، بطاقات إيداع بالسجن في حق القيادي السابق بحركة النهضة، الصحبي عتيق، الذي تم إيقافه منذ 6 ماي/أيار الجاري. وهو يخوض إضرابًا عن الطعام منذ تاريخ إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه.

وكانت الناطقة باسم المحكمة فاطمة بوقطاية قد قالت، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إن التهم الذي أحيل عليها الصحبي عتيق تتعلق بـ"تكوين وفاق بغاية غسيل الأموال باستغلال تسهيلات النشاط المهني والاجتماعي ومسك عملة أجنبية بطريقة غير قانونية والإدلاء بشهادة زور"، كما تعلقت الأبحاث تعلقت أيضًا بتهم "التحريض على الشهادة زورًا وتعمّد إخفاء ما تثبت به الجريمة والمشاركة في كل ذلك"، وفقها.

في المقابل، أكدت هيئة الدفاع عن القيادي السابق بحركة النهضة، الصحبي عتيق، في 16 ماي/أيار 2023، أن القضية التي تم على أساسها إيقاف منوّبها "كيدية وملفقة وذات طابع سياسي"، وفقها.