بعد فشل جلسة التفاوض.. منظمة الأطباء الشبان تتمسك بمواصلة تحركاتها الاحتجاجية

دعت المنظمة التونسية للأطباء الشبان، وفق بيان أصدرته ليل الخميس 15 ماي/أيار 2025، منظوريها إلى "مواصلة تحركاتهم النضالية من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة، وذلك من خلال الالتزام بجملة القرارات الصادرة عن الاجتماع العام الحاصل یوم 2 من الشهر الجاري، المتمثلة في إضراب عام وطني لمدة خمسة أيام سيتم تحديد تاريخه لاحقًا، ومقاطعة اختيار مراكز التربصات".

وتأتي هذه الخطوة التصعيدية، بعد التوصل لاتفاق مع السلطة الأكاديمية فيما يتعلق بالمصادقة على التربصات، مقابل فشل جلسة التفاوض الثانية مع سلطة الإشراف فيما يتعلق بالمطالب المادية للأطباء الشبان، وفقها. وقالت المنظمة في بيانها: "نؤكد أن وزارة الصحة ومسؤوليها يتحملون المسؤولية الكاملة عن كل التأخيرات والتعطيلات التي قد تؤثر سلبًا على حق المواطن في خدمات صحية ذات جودة، نتيجة تجاهل مطالب الأطباء الشبان".

المنظمة التونسية للأطباء الشبان تقرر تنفيذ إضراب وطني عام لمدة خمسة أيام سيتم تحديد تاريخه لاحقًا، ومقاطعة اختيار مراكز التربصات

وقدّرت المنظمة التونسية للأطباء الشبان بأنّ "السلطة كانت لديها الوقت الكافي منذ بداية تحرك الأطباء الشبان في أول أفريل/نيسان لتقديم مقترحات جدية تصب في مصلحة الأطباء الشبان وقطاع الصحة، بعيدًا عن المماطلة والتعطيل الذي يؤخر التقدم في هذا الشأن الهام"، وفقها.

يشار إلى أنّ ممثلي المنظمة قد عقدوا اجتماعًا صباح الخميس 15 ماي/أيار 2025 مع عمداء كليات الطب ورئيس هيئة مجالس الاختصاصات، توصلت من خلاله جميع الأطراف إلى اتفاق سيتم نشر تفاصيله لاحقًا. وحيّت المنظمة "الجهود المبذولة من قبل العمداء ورئيس هيئة مجالس الاختصاصات، وأهمية التفاعلات الإيجابية في دعم مسار التكوين الطبي التي تصب في مصلحة الأطباء الشبان وقطاع الصحة العمومية"، وفقها.

وفي اليوم نفسه، عقد ممثلو المنظمة اجتماعًا مع مسؤولي وزارة الصحة ترأسه وزير الصحة مصطفى الفرجاني، لكن هذا الاجتماع "لم يُفضِ إلى أي نتائج ملموسة، حیث استمر الحديث عن حسن النوايا من جانب سلطة الإشراف، مع تأكيد مشروعية مطالب الأطباء الشبان، غير أن التذرّع بالإجراءات الإدارية والبیروقراطیة حال دون إمضاء محضر اتفاق"، وفق المنظمة.

وكان طلبة كليات الطب بكامل تراب الجمهورية، والأطباء الداخليين والمقيمين في جميع الأقسام الاستشفائية الجامعية، قد شنوا بدعوة من المنظمة التونسية للأطباء الشبان، بتاريخ 2 ماي/أيار 2025، إضرابهم العام الوطني الثاني خلال أقل من أسبوعين.

وشمل الإضراب الانقطاع التام عن كافة الأنشطة الجامعية الأكاديمية، من دروس وتربصات وامتحانات وأنشطة تطبيقية، بالنسبة لطلبة الطب بكافة الكليات، مع التوقف الكامل عن العمل بالنسبة للأطباء المقيمين والداخليين بكل الأقسام الاستشفائية الجامعية للصحة العمومية بما في ذلك المستشفيات العسكرية للأطباء الشبان غير المتعاقدين مع وزارة الدفاع، ما عدى أقسام الاستعجالي وفرق تأمين حصص الاستمرار.

وسبق أن أكد نائب رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان بهاء الدين الرابعي في حديثه مع "الترا تونس"، أن "أبرز مطالب الأطباء الشبان تتعلق بساعات حصص الاستمرار التي يتلقى الطبيب الشاب مقابل كل ساعة منها أجرًا يتراوح بين دينار و3 دنانير فقط، كما أن الأطباء الشبان في ثلثي المستشفيات العمومية في تونس لا يتقاضون هذا الأجر الضعيف"، مضيفًا أنهم "لا يتمتعون مثل عموم التونسيين بنفس شروط الإعفاء من الخدمة المدنية، ويتلقون خلال سنة الخدمة المدنية أجرًا شهريًا يقدر بنحو 750 دينارًا، وهي سنة عمل للأطبّاء حديثي التخرج في المستشفيات"