18-أغسطس-2021

تحت اسم "الشارع يراقب ويقرر" (صورة توضيحية/ ياسين القايدي / الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

بعد ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للشباب"، برزت خلال الأيام القليلة الماضية مجموعة تحت اسم "الشارع يراقب ويقرر" تزعم أنها "منبثقة من تحركات 25 جويلية/يوليو 2021"، وتنادي بجملة من المطالب السياسية على غرار استفتاء شعبي حول النظام السياسي في تونس والدعوة لاعتصام مفتوح للمطالبة بالتعجيل بفتح عدد من الملفات القضائية قالت إنها من "رحم حراك 25 جويلية".

وكان مبرمجًا أن تنعقد ندوة صحفية لهذه المجموعة بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الأربعاء 18 جويلية/يوليو 2021. إلا أن النقابة عبرت، الثلاثاء 17 أوت/أغسطس 2021، عن رفضها "إقحامها في أي صراع سياسي واستغلال مقرها من قبل جهات مشبوهة تحاول استغلال التحركات العفوية للشعب التونسي التي دعمتها النقابة يوم 25 جويلية/يوليو لتحقيق غايات وأهداف غير معلومة"، وفق وصفها.

نقابة الصحفيين ترفض "إقحامها في أي صراع سياسي واستغلال مقرها من قبل جهات مشبوهة تحاول استغلال تحركات 25 جويلية لتحقيق غايات وأهداف غير معلومة"

وأكدت، في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وجود "مغالطات ومحاولات تشويهها من قبل مجموعة من الأفراد تدعي أنها تمثل حراك 25 جويلية"، موضحة أن شخصًا اتصل بالنقابة الاثنين 16 أوت/أغسطس قدم نفسه بأنه يمثل منظمة من المجتمع المدني تطلق على نفسها اسم منظمة "الشارع يراقب ويقرر"، حسب ما ورد في البيان.

وتابعت النقابة: "إيمانًا بأهمية دعم النقابة لمكونات المجتمع المدني وتمكينهم من قاعة الندوات بسعر رمزي لم تمانع في تمكينهم من القاعة رغم أن القاعة تستغلها النقابة في أنشطتها الداخلية طيلة هذه الفترة لتحقيق التباعد الاجتماعي بين موظفيها"، وفق نص البيان.

واستدركت نقابة الصحفيين أنه "حين تم توجيه الدعوة تبين أن هذه المجموعة تقدم نفسها متحدثة باسم حراك 25 جويلية، ونظرًا للجدل الذي لحق الندوة الصحفية الأولى التي تم عقدها في نزل أفريكا من قبل مجموعة أيضًا تقدم نفسها بنفس الصفة وتم التبرأ منها، وبما أنها (النقابة) ترفض إقحامها في أي صراع سياسي وترفض استغلال مقرها من قبل جهات مشبوهة تحاول استغلال التحركات العفوية للشعب التونسي لتحقيق غايات وأهداف غير معلومة، تم إعلامهم منذ صباح الثلاثاء 17 أوت/أغسطس برفض تمكينهم من القاعة"، حسب نص البلاغ.

ويأتي بيان النقابة إثر نشر صفحة "الشارع يقرر" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التابعة لمجموعة "الشارع يراقب ويريد" والتي تزعم أنها "منبثقة من تحركات 25 جويلية"، تدوينة مساء الثلاثاء تهاجم فيها نقابة الصحفيين بعد رفض تمكينها من قاعة لعقد ندوتها.

وأوردت المجموعة سلسلة من التساؤلات كالآتي: "هل يوجد هناك ضغوطات على نقابة الصحفيين لمنع ندوة صحفية لمجموعة "الشارع يقرر ويراقب" النابع من رحم حراك 25 جويلية؟ لماذا ترضخ النقابة لمثل هكذا ضغوط؟ هل أن النقابة بذلك تعلن بأنها اصطفت مع فساد تونس ما قبل 25 جويلية/يوليو 2021؟"، خالصة إلى وجوب "فتح ملف الفساد في المنظومة الإعلامية برمتها سريعًا"، وفق ما جاء في منشورها.

يشار إلى أن المجموعة المذكورة كانت قد نشرت، صباح الثلاثاء 17 أوت/أغسطس 2021، بلاغًا وجهت من خلاله دعوة لندوة صحفية بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الأربعاء 18 أوت/أغسطس 2021.

من جملة المطالب التي رفعتها مجموعة ما يعرف بـ"الشارع يراقب ويقرر" الدعوة إلى استفتاء شعبي حول النظام السياسي والتعجيل بفتح جميع الملفات القضائية المتعلقة بحركة النهضة وبالفساد والاغتيالات السياسية

 وأوضحت أن الندوة ستكون من أجل الدعوة لاعتصام مفتوح انطلاقًا من تاريخ 24 أوت/أغسطس الجاري "لمساندة المسار السياسي والمطالب الشعبية التي تم رفعها يوم 25 جويلية/يوليو 2021، إضافة إلى المطالبة بالتعجيل بفتح جميع الملفات القضائية المتعلقة بحركة النهضة وبالفساد والاغتيالات السياسية، والدعوة إلى استفتاء شعبي حول النظام السياسي"، وفق ما ورد في البلاغ. 

يذكر أنه كان قد برز، بتاريخ 7 أوت/ أغسطس 2021، تنظيم شبابي في تونس من خلال عقده ندوة في أحد النزل في العاصمة التونسية وهو يحمل اسم "المجلس الأعلى للشباب". وكان هذا التنظيم، الذي لا يُعرف الكثير عن قياداته وأفكارهم ولا عن تمويلهم، وراء الدعوة للاحتجاج يوم 25 جويلية/ يوليو 2021. 

وقد صرحت قياداته، في ذات الندوة الصحفية، أنها تدعو "لحل البرلمان الحالي المنتخب في 2019 نهائيًا والدعوة إلى استفتاء وانتخابات مبكرة،" مؤكدة رفضها الحوار مع من سمتها "المنظومة القديمة"، ودعت إلى "نظام سياسي وانتخابي جديد"، كما طالبت الرئيس قيس سعيّد بالمسارعة بوضع خارطة طريق وتشكيل حكومة.

وإثر نشر بعض الصور من الندوة الصحفية المذكورة، صار ما يُعرف بـ"المجلس الأعلى للشباب" في تونس، محل سخرية واسعة واتهامات بالانتهازية على منصات التواصل الاجتماعي. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"المجلس الأعلى للشباب" في تونس.. سخرية وجدل واتهامات بالانتهازية

5 أخبار كاذبة تناقلتها حسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي تونسيًا