15-فبراير-2022

صورة لإرسال القوات الأمريكية تعزيزات مع تنامي المخاوف من غزو روسي محتمل لأوكرانيا (NurPhoto)

الترا تونس - فريق التحرير

 

مع ارتفاع حدة التوتر في ظل الأزمة الأوكرانية إثر نشر روسيا المزيد من قواتها على الحدود مع أوكرانيا، ترتفع الأصوات في تونس مطالبة السلطات بالتدخل العاجل لإجلاء التونسيين بأوكرانيا وحمايتهم، لاسيّما وأنه لم يصدر إلى حد اللحظة أي بيان رسمي عن وزارة الخارجية التونسية لتطمين التونسيين هناك، خاصة وأنه ليس لتونس سفارة في أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، أهابت جمعية الجالية التونسية في أوكرانيا بالمواطنين التونسيين المتواجدين هناك إلى تسجيل بيانات التواصل معهم من خلال البريد الإلكتروني atcu-2016@ukr.net، ووضعت على ذمتهم خطًا ساخنًا للاتصال في الحالات الطارئة من أجل طلب المساعدة: +380939662259.

جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا تضع على ذمة التونسيين بأوكرانيا خطًا ساخنًا للاتصال في الحالات الطارئة من أجل طلب المساعدة وتدعوهم لتسجيل بيانات التواصل معهم عبر البريد الإلكتروني

وأشارت الجمعية، في بلاغ نشرته على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، إلى أنه "يتم التنسيق مع سفارة تونس في بولندا وسفارة أوكرانيا في تونس، ومع وزارة الخارجية التونسية والأوكرانية"، مؤكدة أن "الوضع إلى حد اللحظة تحت السيطرة والمتابعة ولا داعي للقلق والتوتر"، وفق ما جاء في نص البلاغ.

وتفاعلًا مع التطورات في أوكرانيا، قالت حركة "أمل وعمل"، الاثنين 15 فيفري/شباط 2022، إنها "تتابع بانشغال كبير تطورات الأزمة الديبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، المُنبئة باندلاع حرب وشيكة في المنطقة"، معبرة عن استغرابها "تهاون الخارجية التونسية في التواصل مع الجالية للإحاطة والإجلاء والتأمين".

حركة "أمل وعمل" تستغرب "تهاون الخارجية التونسية في التواصل مع الجالية للإحاطة والإجلاء والتأمين" وتدعوها لـ"التحرك العاجل والتنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة حمايةً للتونسيين بالخارج"

ودعت حركة "أمل وعمل"، في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، السلطات التونسية لـ"التحرك العاجل والتنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة حمايةً للتونسيين بالخارج"، وفق ما جاء في نص البلاغ.

وبدورها، نشرت النائب بالبرلمان التونسي المعلقة أعماله، عن دائرة القارة الأمريكية وبقية الدول الأوروبية، رباب بن لطيف، تدوينة على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، حذرت فيه من "تحوّل مأساة الطلبة التونسيّين في أوكرانيا إلى فاجعة"، وفق توصيفها.

ودوّنت بن لطيف: "لازالت الحياة تسير بشكل شبه طبيعيّ في جيب دونباس الأوكراني على بعد كيلومترات من المائة ألف جندي روسي على الجانب الآخر من الحدود.. لكن الأمر مختلف في شارع نيتشوي ليفيتسكي فالاتّصالات الهاتفيّة مقطوعة عن القنصليّة التّونسيّة في كييف مع أنّ تونس لم تعلن الحرب -بعد- لا على أوكرانيا ولا على روسيا"، وفق تعبيرها.

رباب بن لطيف: الدولة التونسية لم تضع الطلبة التونسيين بأوكرانيا في قائمة اهتماماتها لحدّ الآن بينما بلدان أخرى تسابق الزّمن لإجلاء ديبلوماسيّيها وطمأنة مهاجريها والإحاطة بطلبتها هناك

وتابعت قائلة: "حتى السفارة التونسيّة في روسيا لم تعد تقدّم الخدمات الإداريّة العاديّة كتجديد الجوازات! أمام أعيننا ألفٌ من ضحايا حرب لم تبدأ بعد"، مضيفة: "هم الألف طالب الذين لم تضعهم بلادهم في قائمة اهتماماتها لحدّ الآن ولم تعد تخشى إزعاج النّوّاب وإلحاحهم وأسئلتهم المُحرجة. من حقّ طلبتنا في تلك البلاد البعيدة أن يشعروا بالحسرة وقد اجتمع عليهم صقيع الثّلوج بصقيع الإهمال وهم يرون بلدانًا أخرى تسابق الزّمن لإجلاء ديبلوماسيّيها وطمأنة مهاجريها والإحاطة بطلبتها ودارسيها في غُربتهم المضاعفة!".

وختمت النائب تدوينتها بالقول: "من يدري، ربّما يجد وزير الخارجية فسحة من الوقت يخصّصها ليسأل عن حال هؤلاء إذا سمحت رزنامته المكتظّة بالاجتماعات التفسيريّة للمسار الإصلاحي لرئيسه"، حسب ما جاء في تدوينتها.

ومنذ بدء الحديث عن غزو روسي محتمل لأوكرانيا ومسارعة دول بتحذير مواطنيها وإجلائهم من الأراضي الأوكرانية، ارتفعت أصوات التونسيين المنادين بحماية الجالية التونسية بأوكرانيا وإجلائها على خطى عديد الدول الأخرى، منتقدين الصمت من جانب السلطات التونسية التي لم تبادر حتى بنشر بيان تحذيري أو تطميني للتونسيين بأوكرانيا، وخاصة بالعاصمة كييف.

 

وكانت سفارة أوكرانيا بتونس قد نشرت، السبت 12 فيفري/شباط 2022، بلاغًا أكدت فيه أنه "منذ بداية التصعيد من جانب روسيا، تبذل السلطات والدبلوماسية الأوكرانية والجيش كل ما في وسعها للحفاظ على استقرار أوكرانيا واستعدادها لسيناريوهات مختلفة، ولمنع أي عمل عدواني ضدها".

وأضافت، في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، أن "قوات المسلحة الأوكرانية تراقب تطورات الوضع باستمرار وهي على استعداد لصد أي اعتداء على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، مشيرة إلى أن "الدبلوماسية الأوكرانية على اتصال مع جميع الشركاء الرئيسيين على مدار الساعة، وتتلقى على الفور المعلومات الأمنية اللازمة مما يسمح لها بالتصرف بسرعة"، مشددة على أنها "تواصل العمل للحد من التوترات وحشد الدعم الملموس من الشركاء الدوليين لإبقاء روسيا ضمن منطق الحوار الدبلوماسي"، وفق ما جاء في نص البلاغ.


 

اقرأ/ي أيضًا:

خبير عسكري يجيب "الترا صوت": ما هي سيناريوهات الهجوم الروسي على أوكرانيا؟

البيت الأبيض: غزو روسيا لأوكرانيا قد يبدأ في أية لحظة