21-يناير-2019

أكد الدعم التركي والقطري لتسليح الجيش التونسي (صورة أرشيفية/ إلياس القايدي/ الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد رئيس حزب حراك تونس الإرادة محمد المنصف المرزوقي أنه يساند مطالب الاتحاد العام التونسي للشغل وأن الإضراب العام حق دستوري، مستدركًا أنه "لا يساند في المقابل تسييس الإضراب العام وبعض الشعارات التي رفعت والتي لا علاقة لها بمطالب المواطنين".

المنصف المرزوقي: اتحاد الشغل منظمة تقوم بالعمل النقابي وإذا أراد ممارسة السياسة فعليه تشكيل حزب

وقال المرزوقي، في حوار بثته القناة التلفزية الخاصة "حنبعل"، مساء الأحد 20 جانفي/ كانون الثاني 2019، إن "الأموال التونسية موجودة لدى عصابات الفساد الكبرى التي أتت بالحكومة والتي لا تستطيع استرداد هذه الأموال"، وأضاف أن "اتحاد الشغل منظمة تقوم بالعمل النقابي وأنه إذا أراد ممارسة السياسة فعليه تشكيل حزب سياسي كما هو الحال في  إنجلترا"، مبرزًا أن المنظمة الشغيلة تمثل جميع التونسيين الذين قد يكونون مختلفين وأن الوصول إلى الحكم يجب أن يكون عبر الصندوق وبالتالي عبر برامج وهيئات وشخصيات. وشدد على أن "خلط الأوراق مضرّ بالعمل السياسي وبالعمل النقابي"، وفقه.

وبخصوص الانتخابات المقبلة، أكد المنصف المرزوقي أن حزبه، حراك تونس الإرادة، قرّر أنه معني بالانتخابات الرئاسية والتشريعية، موضحًا أنه يتمّ العمل حاليًا على الإعداد للانتخابات التشريعية وأن هياكل الحزب هي التي ستقرّر هوية مرشحها للانتخابات الرئاسية وستعلن عنه قبل الصيف القادم.

على صعيد آخر، قال المرزوقي إن الثورة فاجأت الجميع والمنظومة الدولية، مضيفًا أنه "عندما بدأت الضربات الإرهابية فهم أنها تهدف إلى وقف المسار الديمقراطي وإدخال البلاد في فوضى". وأبرز أنه أعاد إحياء مجلس الأمن القومي الذي يضمّ عسكريين وأمنيين ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ووضع استراتيجية لمواجهة الإرهاب، ارتكزت أولًا على المسارعة في تنمية الجهات الفقيرة إلا أن الدولة العميقة قامت بتعطيل هذه العملية، حسب تعبيره.

كما اعتمدت استراتيجيته، كما قدمها في ذات الحوار، على دعوة شيوخ السلفية العلمية ومطالبتهم بالتوجه للشباب لإقناعه بعدم الانزلاق إلى العنف، وفق المرزوقي، الذي أكد أن "هذا القرار تمّ اتخاذه من قبل مجلس الأمن القومي ذاته"، نافيًا صحة ما يروج عن اسقباله لشيوخ تبيّن أنهم مورطون في ملفات إرهابية.

وأضاف أن القرار الثالث تمثل في تسليح الجيش التونسي، مبينًا أنه قام بذلك وتوجه للأتراك والقطريين للمساعدة في تسليح الجيش، على حدّ قوله. وأشار إلى أن مجلس الأمن القومي كان يشعر أن هناك مؤامرة لزعزعة الاستقرار في تونس، مؤكدًا أن غرفة عملياتها كانت "إماراتية".

المرزوقي: كانت هناك مؤامرة لزعزعة الاستقرار في تونس، غرفة عملياتها إماراتية

وكشف رئيس الجمهورية السابق أنه راسل الولايات المتحدة الأمريكية ودولًا عربية في هذا الشأن، موضحًا أن هناك أدلة تؤكد أن المال الإماراتي كان موجودًا وأنه حاول وقف نزيف التمويل الإماراتي، وفق تأكيداته. كما لفت إلى أنه "عندما كان رئيسًا للجمهورية أعطى تعليمات لمنع التعذيب في السجون مهما كانت الظروف باعتبار أن السجون التي يمارس فيها التعذيب تمثل أكبر مدرسة تخرّج الإرهاب".

وبخصوص مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سبق أن احتضنته تونس، قال المنصف المرزوقي إنه لم يدع إلى عقد هذا المؤتمر بل كان مبرمجًا من قبل حكومة الباجي قائد السبسي حينها، مشيرًا إلى أنه وحركة النهضة متهمان بتسفير الشباب إلى سوريا في حين أن العكس هو الصحيح باعتبار أنه عمل على التصدي لتسفير الشباب.

وشدّد على أن 30 ألف تونسيًا غادروا تونس خلال الفترة الممتدة منذ بداية الثورة وإلى غاية تسلم الترويكا السلطة وكان من بينهم الآلاف من الذين توجهوا إلى سوريا. واعتبر أن الحرب السياسية التي تستهدفه هي "حرب قذرة مبنية على قلب الحقائق والأكاذيب"، مؤكدًا أنه لا يتحمل مسؤولية الشباب الذي سافر إلى سوريا.

المرزوقي: إذا لم يقع تزوير الانتخابات القادمة فإن المنظومة الحاكمة الحالية سترحل

وأشار المرزوقي إلى أنه "إذا لم يقع تزوير الانتخابات القادمة فإن المنظومة الحاكمة الحالية سترحل"، موضحًا أن التزوير بدأ من الآن ويتمثل في ما يُروج في الإعلام والكذب والإشاعات ومنح الرخص مقابل التصويت لحزب معيّن، مبرزًا أن حركة النهضة تعتبر ملاذها وبقاءها يتطلب الالتحام مع السلطة وهو ما يراه خيارًا خاطئًا ولن يذهب فيه.

وشدد على ضرورة القطيعة مع النظام القديم الذي يمثله حزبان في تونس، وهما حزب "نحينالكم القمل" وحزب "بكلّ حزم"، وفق تعبيره، معتبرًا أن هذه المنظومة قادت تونس إلى الهلاك ويجب القضاء عليها. وأوضح "وذلك من خلال القطع مع عقلية وفلسفة دولة استبدادية ريعية ترى المواطنين رعايا تخاف منهم ويجب أن تحاسبهم وتراقبهم".

وأشاد المرزوقي بنجاح هيئة الحقيقة والكرامة في مهمتها وفقه، مؤكدًا أنه ستكشف في تقريرها عن منظومة الفساد المتغلغلة في الدولة التونسية، مشيرًا إلى أن الحرب الحقيقية على الفساد تكون حربًا على المؤسسات لا حربًا استعراضية مناسبتية فلكلورية، في إشارة لما كان أطلقها رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد من حرب على الفساد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المرزوقي: الثورة المضادة انهارت ولن أذهب لحركة النهضة

المنصف المرزوقي: لم أقرّر بعد الترشح للرئاسيات وأستمع لآراء متناقضة حول ذلك