16-سبتمبر-2021

قال إن "ما يقوم به سعيّد هو محاولة لإتمام إجهاض الثورة بنهاية الدستور" (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبر الرئيس السابق للجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، أن الرئيس قيس سعيّد ضاعف عدم الاستقرار السياسي في تونس عشرات المرات، وهو ما يؤدي إلى الخوف على مستقبل تونس، موضحًا أن عدم الاستقرار السياسي يؤدي إلى تراجع الاستثمار الداخلي والخارجي وإلى إيقاف عجلة الاقتصاد. 

وأضاف، في حوار أجراه مع قناة "الجزيرة"، أن سعيّد يتلاعب بالصلاحيات ويريد أن يوهم الناس بأنه يتحرك داخل الدستور، معقبًا أن ما يراد بتعديل الدستور هو العودة إلى دستور الستينيات ودليل ذلك هو استشهاد الرئيس بدستور 1959، مستطردًا: "العودة إلى دستور الحكم الفردي والرئاسة مدى الحياة أمر خطير وفضيحة بكل ما للكلمة من معنى".

المرزوقي: العودة إلى دستور الحكم الفردي والرئاسة مدى الحياة أمر خطير وفضيحة بكل ما للكلمة من معنى

وتابع المرزوقي: "دستور الثورة من أفضل دساتير العالم، وقد نص على محاذير معينة حتى لا يكون هناك دستور لكل رئيس"، مشيرًا إلى أن "الدساتير مجعولة لأن يكون قواعد لعبة طويلة المدى، ولا يعقل أن نغير الدستور كل 5 سنوات وفق الأهواء"، حسب رأيه. 

واستطرد: "ما يقوم به سعيّد هو محاولة لإتمام إجهاض الثورة بنهاية الدستور، لأنه لم يبقَ من الثورة التونسية إلا الدستور"، لافتًا إلى أنه "بالنظر إلى من يقف خلف الرئيس نجد الأنظمة الإماراتية والسعودية والمصرية، وهي التي حاربت الثورات العربية وأجهضتها"، وفق تقديره.

اقرأ/ي أيضًا: المنصف المرزوقي يقترح جملة من التصورات للمرحلة القادمة

وأضاف: "لما صارت الأزمة، تقدمت بمقترح يحفظ ماء الوجه للجميع لأن تونس لا تحتمل أن تنقسم إلى شعبين وأن تسير دون قانون ومؤسسات، لكن للأسف يبدو أن هذا الرجل لا يستمع إلا إلى نفسه"، وفق تقديره.

المرزوقي: سعيّد كشف للملأ أنه قام بكل هذه الخطوات التي قال إنها تصحيحية وليست لديه أي سياسة باستثناء بعض الأفكار الهلامية حول ديمقراطية شعبوية

كما علق المنصف المرزوقي على آخر لقاء جمع الرئيس قيس سعيّد برجال قانون بقصر الرئاسة بقرطاج، قائلًا: "سعيّد كشف للملأ، من خلال قوله 'ماذا نفعل بالحكومة إذا لم تكن هناك سياسات'، أنه قام بكل هذه الخطوات التي قال إنها تصحيحية وليست لديه أي سياسة باستثناء بعض الأفكار الهلامية حول ديمقراطية شعبوية لم تجرّب أبدًا في العالم باستثناء ليبيا"، وفقه.

وأكد الرئيس السابق أنه على قناعة مطلقة أن قيس سعيّد يشكل خطرًا داهمًا على تونس، وأن بقاءه في السلطة سيفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بكيفية لم يسبق لها مثيل، مردفًا: "هذا الرجل يجب أن يستقيل أو يقال". 

ودعا المرزوقي، في هذا السياق، "المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية إلى أن تعي بخطورة هذا الرجل على الوضع وأن بإمكانه أن يقود تونس إلى الكارثة"، حسب توصيفه. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

المرزوقي: "الإيقافات وتحجير السفر دليل على أن الانقلاب لم يعد معنيًا بالقانون"

المرزوقي: سعيّد أسمى نفسه رئيس الجهاز القضائي وكأنه أضحى "القاضي الأوحد"