29-نوفمبر-2018

دعا المرزوقي قائد السبسي إلى خفض الاحتقان (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال رئيس الجمهورية السابق ورئيس حزب حراك تونس الإرادة محمد المنصف المرزوقي إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس أظهرت أن الشعب التونسي "شعب مواطني لا يخضع للتعليمات وللإغراءات"، مؤكدًا فخره به ومتوجهًا بالتهنئة لنقابة الصحفيين لموقفهم المشرف دفاعًا عن زميلهم جمال الخاشقجي، وفقه.

وأكد المنصف المرزوقي، في حوار مع قناة الجزيرة بثّ مساء الأربعاء 28 نوفبر/ تشرين الثاني 2018، أن "الحديث عن وديعة سعودية بـ2 مليار دولار هي إشاعات ومجرد طعم يعطى للشعب التونسي"، مضيفًا أن المهم هو ردة فعل التونسيين الذين قالوا إنهم لا يمكن شراؤهم بالأرز، على حدّ تعبيره.

المنصف المرزوقي: لو كنت رئيسًا للجمهورية لرفضت استقبال محمد بن سلمان

واعتبر أن "استقبال بن سلمان كان فشلًا ذريعًا للرئاسة التونسية ولكلّ من استقبلوه لأنهم لم يستمعوا إلى شعبهم ورفضوا التجاوب معه ودخلوا في قضية المصالح"، مبينًا أن هذه العملية أثبتت "وجود شرخ بين المجتمع التونسي والقيادة السياسة التي قال إنها لا تمثله في شيء تقريبًا وإنها ستدفع الثمن في انتخابات 2019 وذلك بسبب جملة الأخطاء التي ارتكبوها وخاصة خطأ استقبال ولي العهد السعودي باعتباره كان خطأ سياسيًا وأخلاقيًا في حق الشعب  التونسي والشعوب العربية والشهيد جمال خاشقجي"، وفق تصريحاته.

وأضاف المنصف المرزوقي أنه لو كان رئيسًا  للجمهورية لرفض استقبال محمد بن سلمان، مشيرًا من جهة أخرى إلى أنه يدين لقاء نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري ببشار الأسد، ومؤكدًا أنه يرفض مصافحته لأنه سلّم على الأسد وقابله في دمشق. ومشددًا على أنه "إذا تعلم العرب أن المبادئ قارة في كلّ مكان فستجد الأمة العربية آنذاك طريقها".

وبخصوص موقف حركة النهضة من زيارة بن سلمان إلى تونس، قال المرزوقي إنه كان يتمنى أن يكون أعضاء النهضة في الشارع إلى جانب التونسيين، ومضيفًا "يكفي من الصفقات يجب أن تكون الأمور واضحة". وعبّر عن خشيته من أن تكون حسابات قصر قرطاج والقصبة حول الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2019 وراء توجه تونس نحو المحور السعودي الإماراتي، منبهًا من أنه لن يسمح بلبننة تونس أبدًا ولن يسمح لـ"الأرز الخليجي والإماراتي والسعودي أساسًا بالتدخل في هذه العملية".

المرزوقي: أدين لقاء نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري ببشار الأسد، وإذا تعلم العرب أن المبادئ قارة في كلّ مكان فستجد الأمة العربية آنذاك طريقها

وأكد رئيس حزب الحراك أن مشاكل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الداخلية وخسارته أمام حركة النهضة ورئيس الحكومة يوسف الشاهد دفعته لهذا الحلف، وفق تقديراته، موضحًا أن "المنظومة الحاكمة الآن تركز جهودها على الانتخابات التشريعية والرئاسية 2019 التي لم يبق إلا عام لإنجازها ولا يمكن أن يكون هناك أي تصرّف سياسي بمعزل عنها".

وأضاف أنه لهذا الأسباب "تونس في خطر حقيقي وقد تفقد استقلالها وما بقي لها من هيبة"، مشيرًا إلى أن "المجموعة الحاكمة تشعر أنها انسلخت عن الشعب وابتعدت عنه ولم تعد تملك أي وسيلة تنفذ بواسطتها إلى عقله وقلبه وبالتالي يمكن أن تحتمي بالأجنبي". ولفت إلى أن الباجي قائد السبسي في وضع لا يحسد عليه باعتبار أنه معزول تمامًا وبصدد ارتكاب أخطاء جسيمة عندما يتهم حركة النهضة بتهم سخيفة وعندما يدخل في حرب مع رئيس حكومته.

وتوجه رئيس الجمهورية السابق بالنصيحة إلى قائد السبسي قائلًا "يكفي من سياسة الأرض المحروقة ومن هذه الاتهامات السخيفة ضدّ النهضة واستعمال بعض البيادق في معركة خاسرة مسبقًا ويكفي هذه الحرب مع رئيس حكومتك"، داعيًا إياه إلى التخفيض من حدة الاحتقان والاستعداد إلى الرحيل بهدوء وترك بلد جاهز للانتخابات، ولافتًا إلى أنه إذا واصل هذه السياسة "ستكون نهايته ونهاية حكمه صعبة جدًا".مضيفًا أن لا أحد في تونس يصدق الأمين العام لحركة نداء تونس الذي يتهم رئيس الحكومة بالانقلاب.

وأكد المنصف المرزوقي أنه "إذا تواصل نهج التصعيد والتهييج والاتهامات على سخافتها واستعمال قطاع الطرق ستتوجه تونس نحو أزمة سياسية قد تكون مفتعلة بهدف وقف التطور الطبيعي للديمقراطية التونسية"، محذرًا من أن تكون نهاية الباجي قائد السبسي محزنة. وبيّن أن تونس بحاجة إلى أكبر قدر من الاستقرار حتى تتمكن من الوصول إلى انتخابات 2019 وسيكون للشعب آنذاك الحق في اختيار من يريده.

المرزوقي: إذا تواصل نهج التصعيد والاتهامات على سخافتها ستتوجه تونس نحو أزمة سياسية قد تكون لوقف التطور الطبيعي للديمقراطية التونسية

وبخصوص الحديث عن لقاءات ممكنة لقائد السبسي مع وليد المعلّم، وزير خارجية النظام السوري، والمشير خليفة حفتر، اعتبر المرزوقي أنه "إذا تمّ كلّ هذا فذلك يعني أن هذه المنظومة دخلت في نزق عمليات ليس لها أي علاقة بالسياسة وبالشعب التونسي وبالتالي ستكون القطيعة بينهما أوسع بكثير مما هي عليه حاليًا" ومؤكدًا أنه إذا تمّ السير في هذه السياسة فالقطيعة مع الشعب ستكون تامة ونهائية وسيتحملون هم تبعاتها وكذلك الشعب التونسي.

وشدد على أن الباجي قائد السبسي يتجه في الاتجاه الخاطئ، داعيًا إياه إلى إيقاف هذا الانزلاق وتغيير اتجاهه عكسيًا والتلاحم قليلًا مع الشعب وإعطاء الحد الأدنى من الثقة والاستقرار، مشيرًا إلى أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين تتفاقم يومًا بعد يومًا واليوم تونس بأمس الحاجة للاستقرار السياسي، ومضيفًا أنه يجب هذه السنة على الأقل أن تجمد كلّ الخلافات السياسية حتى يستطيع رئيس الحكومة، الذي قال إنه يتمنى أن لا يترشح للانتخابات المقبلة، التفرغ للإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 ساعات فقط وإقصاء للإعلام التونسي.. ملخص زيارة ابن سلمان لتونس

التيار الديمقراطي: زيارة ابن سلمان لا تشرف تونس الثورة وقيم الديمقراطية