الترا تونس - فريق التحرير

تعرضت، الخميس 27 ماي/آيار 2021، مجموعة من عاملات مصنع الخياطة بمنطقة الباطن من ولاية القيروان إلى الاعتداء بالعنف الشديد والضرب المبرح بالعصي من قبل المشغل الإيطالي مما انجرت عنه إصابات بليغة في صفوف العاملات من بينهن عاملة حامل، مما استوجب نقلهن إلى المستشفى الجهوي بالقيروان لتلقي الاسعافات اللازمة، وفق ما كشفه الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان. 

اتحاد الشغل يقرّر رفع شكوى قضائية محليّة ودولية ضدّ المعتدي والشركة التي يمثلّها

وأفاد الاتحاد، في بلاغ له على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أن الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان السيد السبوعي والكاتب العام المساعد نور الدين الذويبي تحولا على عين المكان  وسجّلا "حالة الغبن والقهر والاستغلال في أعين العاملات المقهورات اللاتي يتعرضن لشتى أنواع الاستغلال الفاحش الذي بلغ حد العبودية"، وفق ما ورد في البلاغ.

وطالب الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان نشره مساء الخميس 27 ماي/آيار الجاري، السلطات بسرعة اتّخاذ الإجراءات القضائية ضدّ المعتدي، معبرًا عن استغرابه من "صمت النيابة العمومية رغم طلبات الاتحاد الجهوي للشغل"، ومحملًا "السلطات الإيطالية مسؤوليّتها في هذا الاعتداء الإجرامي".

اتحاد الشغل يحمل السلطات الإيطالية مسؤوليّتها في هذا "الاعتداء الإجرامي" ويطالب رئاسة الحكومة بالتنديد بهذه العملية

كما طالب رئاسة الحكومة بالتنديد بهذه العملية، ودعا وزارة الخارجية إلى استدعاء سفير إيطاليا ومطالبته بإدانة الواقعة واتّحاد الصناعة والتجارة إلى اتّخاذ موقف تجاه هذا المؤجّر، معتبرًا ما حصل عنفًا ماديًّا ومعنويًّا ضدّ المرأة العاملة، ومطالبًا بتشديد العقوبة في مثل هذه الجرائم الشنيعة.

كما قرّر رفع شكوى قضائية محليّة ودولية ضدّ المعتدي والشركة التي يمثلّها، مطالبًا النقابات الإيطالية بإدانة المعتدي ومحاسبته ومقاضاة الشركة التي يمثّلها إيطاليًا وأوروبيًا ودوليًا، وفق نص البيان.

وأفادت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، في بلاغ لها، أن العاملات بمصنع الخياطة بالباطن تعرضن إلى اعتداءات بالعنف الشديد باستعمال آلة حادة من قبل المشغل الإيطالي ومسؤول بالمصنع أثناء قيام الكاتبة العامة بالنقابة الأساسية سلوى بلحودي باجتماع مع العاملات، مما أسفر عن إصابات وجروح متفاوتة الخطورة في صفوف 6 عاملات، إحداهن حامل وحالتها خطيرة، وفق الجمعية. 

جمعية النساء الديمقراطيات: إصابات وجروح متفاوتة الخطورة في صفوف 6 عاملات، إحداهن حامل وحالتها خطيرة

وأكدت أن فرع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بالقيروان، ممثلًا في الحقوقية منيرة بلغوثي، رافق العاملات ضحايا عنف المؤجر من المستشفى الجهوي بالأغالبة إلى الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة، حيث كان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل  السبوعي في متابعة للقضية ورافق العاملات من المصنع الى المستشفى، وفق نص البلاغ. 

وأثارت الحادثة استياء وغضبًا واسعين في صفوف نقابيين وحقوقيين وناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بضرورة فتح تحقيق عاجل ومحاسبة كلّ من صاحب المصنع الإيطالي والمسؤول بالمصنع الذيْن قاما بالاعتداء على العاملات. 

الطاهري: العبودية بدعوى تشجيع الاستثمار تعود.. أين النيابة العمومية؟

وعبر أعضاء الاتحاد المحلي بنصرالله ومنزل المهيري بالقيروان عن وقوفهم إلى جانب العاملات ومساندتهم المطلقة لهن، منددين بـ"هذا السلوك الهمجي والوحشي من قبل هؤلاء اللامسؤوليين واللانسانيين"، وفق توصيفهم.

كما دعوا، في بيان لهم، إلى تتبع المعتدين ومحاسبتهم، مطالبين كل العمال والحقوقين والنقابين برد الاعتبار للعاملات وتدويل هذه القضية، وفق تعبيرهم.

ومن جهته، استنكر الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والناطق الرسمي باسمه سامي الطاهري، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل فيسبوك، تعرض عاملات وأعضاء النقابة الأساسية بمصنع الخياطة بالباطن بالقيروان إلى الضرب المبرح والعنف الشديد بالعصي من قبل المدير الإيطالي ونقلهن إلى مستشفى الاغالبة، مدونًا: "العبودية بدعوى تشجيع الاستثمار تعود".

وتساءل المسؤول النقابي: "أين النيابة العمومية؟"، مؤكدًا أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيدوّل القضية، على حد قوله.

اقرأ/ي أيضًا:

العنف ضد المرأة في تونس.. تمييز أم تسلط ذكوري؟

مساءلة رئيسة جمعية في قضية رفقة الشارني.. منظمات تدخل على الخط وتندد