21-يونيو-2021

"الستاغ" تقدم اعتذارها عن الانقطاع الفجئي في التيار الكهربائي وتوضح (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تتواصل خطورة الوضع الوبائي في القيروان على مستوى عدد الإصابات والوفيات المسجلة بفيروس كورونا التي تقابلها محدودية طاقة استيعاب وإمكانيات المستشفيات بالجهة، مما استوجب إعلان الحجر الصحي الشامل وفرض إجراءات مشددة، فضلًا عن تركيز مستشفى عسكري ميداني من أجل دعم الجهود الصحية بالقيروان. 

وقد أكدت الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الدكتورة جليلة بن خليل، الاثنين 21 جوان/يونيو 2021، أن الحالة الوبائية بالقيروان، على غرار عدد من الولايات الأخرى، سيئة وعلى الجميع القيام بمجهودات للخروج منها، معتبرة أن المسؤولية لا يتحملها المواطن وحده وإنما تتحملها أيضًا السلط لأنها لم تراقب تطبيق الإجراءات الصحية التي تم إقرارها من أجل الحد من تفشي كورونا، حسب تقديرها. 

جليلة بن خليل: مسؤولية الوضع الوبائي السيء الذي تشهده القيروان وغيرها من الولايات لا يتحملها المواطن وحده وإنما تتحملها أيضًا السلط لأنها لم تراقب تطبيق الإجراءات الصحية التي تم إقرارها 

وفي الأثناء، مع تواصل حساسية الوضع الوبائي، وقع مساء الأحد 20 جوان/يونيو الجاري، انقطاع فجئي في التيار الكهربائي بولاية القيروان، مما خلق حالة من الذعر لا سيما وأن هناك عددًا من المصابين بكورونا الذين يخضعون لآلات التنفس الاصطناعي التي تعتمد على الكهرباء. 

وقد تداول نشطاء مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لانقطاع الكهرباء قيل إنه صوّر بالمستشفى الجهوي إبن الجزار، يكشف الوضع الصحي الكارثي به ويصور مرضى ينتظرون إسعافهم في قاعة الانتظار بالمستشفى في ظل انقطاع التيار الكهربائي. 

وقد نشر المكلف بالإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر مقطع الفيديو، معلّقًا: "الدولة مجرمة بسياساتها وأجهزتها ما يقع في القيروان يتطلب محاسبة جزائية للمسؤولين جهويًا ومركزيًا"، وفق توصيفه.

وقال نشطاء إنه تم تسجيل وفيات ممن يخضعون إلى التنفس الاصطناعي بسبب انقطاع التيار الكهربائي بالقيروان، بينما نفى المدير الجهوي للصحة محمد رويس، تسجيل حالات وفاة في صفوف المرضى المقيمين بالمستشفى الميداني ومستشفى ابن الجزار والأغالبة بسبب الانقطاع الفجئي للكهرباء والذي دام نحو ربع ساعة مساء الأحد.

المدير الجهوي للصحة بالقيروان: انقطاع الكهرباء لم يكن له أي تأثير على أجهزة الأكسجين لدى المرضى بمستشفيات القيروان وليست لدي أي معلومة مؤكدة عن حالات وفاة لأشخاص يستعملون أجهزة أكسجين في منازلهم

وأوضح، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية) الاثنين 21 جوان/يونيو 2021، أن الكهرباء لم تنقطع على المستشفى الميداني، لكنها انقطعت لمدة وجيزة بمستشفيي الأغالبة وابن الجزار ثم عادت بعد تشغيل المولد الكهربائي، وهو ما لم يكن له أي تأثير على أجهزة الأكسجين لدى المرضى، على حد قوله. 

ومن جهة أخرى، قال المدير الجهوي للصحة بالقيروان إنه "لا يمتلك أي معلومة مؤكدة عن تسجيل حالات وفاة لأشخاص يستعملون أجهزة أكسجين في منازلهم بسبب هذا الانقطاع الفجئي"، حسب تصريحه.

في المقابل، قدمت الشركة التونسية للكهرباء والغاز، الاثنين 21 جوان/يونيو 2021، اعتذارها عن هذا الحادث الذي وصفته بـ"العرضي"، مؤكدة تسخيرها لكافة طاقاتها البشرية وإمكانياتها اللوجستية من أجل تأمين هذا المرفق العمومي في أفضل الظروف.

ودعت، في بلاغ توضيحي نشره مكتب إعلام الشركة، كافة المؤسسات الحيوية بجهة القيروان وبمختلف جهات البلاد وخاصة منها المؤسسات الصحية والمستشفيات إلى ضرورة صيانة مولداتها الخاصة لتلافي أية اضرار قد تنجر عن الانقطاعات الفجئية للكهرباء والخارجة عن نطاق الشركة في هذه الفترة الحساسة التي تعيش على وقعها البلاد في ظل الأزمة الصحية الحادة جراء انتشار فيروس كورونا.

"الستاغ" تعتذر وتدعو المؤسسات الحيوية إلى ضرورة صيانة مولداتها الخاصة لتلافي أية اضرار قد تنجر عن الانقطاعات الفجئية للكهرباء

كما أوضحت أن انقطاع الكهرباء بالقيروان مساء الأحد كان نتيجة عطل فني طرأ على مستوى محول كهربائي بجهة الغابات التابعة لمعتمدية القيروان الشمالية نتيجة حادث عرضي مرده اصطدام طائر بعنصرين مشحونين، وهو ما استوجب التدخل السريع لكافة وحدات الشركة بالجهة، إذ سخرت الشركة كافة مجهوداتها وإمكانياتها لتلافي هذا العطب وإرجاع الأمور إلى نصابها في وقت وجيز".

وأشارت الشركة إلى أنه "بدأ إرجاع التيار الكهربائي تدريجيًا بعد بضع دقائق من الانقطاع ليتم تسجيل استقرار شبه كلي في شبكة التيار الكهربائي بالجهة بلغ 95% ابتداء من الساعة الثامنة و 12 دقيقة مساء"، وفقها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إجمالي الوفيات بكورونا يتجاوز 14 ألف حالة

إعلان الحجر الصحي الشامل وغلق الولايات ذات الانتشار المرتفع لعدوى كورونا