24-يناير-2020

أكد الفخفاخ أنه سيحرص على توسيع الحزام السياسي للحكومة (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال رئيس الحكومة المكلّف إلياس الفخفاخ، خلال ندوة صحفية، انعقدت الجمعة 24 جانفي/ كانون الثاني 2020، إن تكليفه من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد منطلق لمرحلة جديدة سيتم "الحرص من خلالها على تثبيت وتدعيم الانسجام بين رأسي السلطة التنفيذية بهدف تعبئة كل الصفوف ومواجهة التحديات الوطنية والإقليمية وانتظارات الشعب".

إلياس الفخفاخ: سأعمل على تشكيل حكومية سياسية مصغرة تضم كفاءات ويكون فيها تمثيل المرأة والشباب حقيقيًا

وأكد الفخفاخ أنه سيحرص على توسيع الحزام السياسي للحكومة المرتقبة حتى تنال ثقة واسعة في البرلمان "باعتباره السلطة الأصلية المعبّرة عن الإرادة العامة للشعب التونسي وبما يمكن أيضًا من توسيع دائرة الانسجام بين السلطتين التنفيذية والتشريعية".

وأشار إلى أن الوضع الحالي يتميّز بانعدام الثقة بين الفاعلين السياسيين وضعف الثقة في الطبقة السياسية إلى جانب ضعف الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، مضيفًا أن هذا الأمر يدفعه إلى ضرورة وضع الحكومة في بيئة قيمية حاضنة قائمة على أخلقة الحياة السياسية وعقلنتها واعتماد الصدق والوضوح والصرامة في تطبيق القانون.

وتابع قائلًا إن هذا الأمر يدفعه أيضًا إلى "اعتماد منهجية قائمة على الوضوح والتعاقد والشفافية وعلى قاعدة خط سياسي منسجم مع نتائج الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية، ومنحاز إلى أهداف وقيم الثورة والانتقال الديمقراطي، والإنصات الجيّد لانتظارات المواطنين والفئات الضعيفة والهشة ورفع منسوب الأمل لدى الشباب، بعيدًا عن المزايدات العقيمة والحسابات الفئوية الضيقة والتجاذبات السياسية المفسدة للحياة السياسية"، حسب تعبيره.

الفخفاخ: اعتماد منهجية قائمة على الوضوح والتعاقد والشفافية وعلى قاعدة خط سياسي منسجم مع نتائج الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية، ومنحاز إلى أهداف وقيم الثورة والانتقال الديمقراطي

وبيّن رئيس الحكومة المكلّف أن هذه الآلية ستمكنه من العمل مع الشركاء على صياغة برنامج حكومي متكامل للتغيير والإصلاح يتم التوافق على أدوات إنجازه وإنجاحه، موضحًا أنه انطلق لبناء الحزام السياسي والتصور المشترك لبرنامج الحكومة المزمع تكوينها مع الأطراف "التي التقت في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الأخيرة على التصويت للقيم التي جسّدها قيس سعيّد ورغبة الناس في التغيير والإصلاح ومقاومة الفساد"، على حدّ قوله.

وأكد أنه سيعمل على تشكيل حكومية سياسية مصغرة ومنسجمة من أجل تحقيق أكبر قدر من النجاعة والفاعلية تضمّ كفاءات عالية مستوعبة لخصائص ودقة المرحلة ويكون فيها تمثيل المرأة والشباب حقيقيًا، وفق تصريحاته، مشيرًا إلى أن سيسعى إلى أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن.

وأضاف إلياس الفخفاخ أنه سيتحمل مسؤولياته كاملة أمام الشعب داعيًا بقية الشركاء إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل سويًا بما يحقق مصلحة البلاد في أجواء من الثقة والالتزام والاحترام، قائلًا "أعاهد الشعب على حمل الأمانة بكل صدق وإخلاص وعزيمة ثابتة".

وردًا على سؤال حول "إقصاء" حزب قلب تونس، أكد الفخفاخ أنه لا يوجد أي إقصاء ولكنه اتجه نحو أن يشكّل الائتلاف الحكومي "على قاعدة نتائج الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني وما تعنيه رمزية الأصوات"، مشددًا على أنه اختار من يتشاور معهم على هذا الأساس دون أي إقصاء ومع احترام المعارضة.

واعتبر أن الديمقراطية لا تقوم على "التوافق" بل على أحزاب في الحكم وأحزاب في المعارضة كي تضغط على الحكومة وتتقدّم هذه الأخيرة.

إلياس الفخفاخ: إجراء تغيير في السياسات الاقتصادية وإعادة المرفق العمومي والمدرسة والصحة إلى مستوى يضمن كرامة المواطنين

وأضاف إلياس الفخفاخ أنه من المنتظر أن يتم إجراء تغيير في السياسات الاقتصادية مبينًا أنه جاء من العائلة الاجتماعية الديمقراطية مؤكدًا إعادة المرفق العمومي والمدرسة والصحة إلى مستوى يضمن كرامة المواطنين، ومستدركًا بالقول إن ذلك يستوجب عودة الاقتصاد لخلق الثروة وتهيئة مناخ الثقة.

وأفاد أن هناك لجنة تعمل من أجل إقحام برامج الأحزاب وإعداد برنامج ستتم مناقشته مع الأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي الأسبوع المقبل ليتم بعد ذلك تكوين حكومة قد تضم أحزابًا من داخل الأحزاب ومن خارجها ومن الكفاءات الوطنية. وأكد أنه سيعمل على تشكيل حكومة سياسية مصغّرة لا يتجاوز عدد أعضائها 25 عضوًا.

واعتبر الفخفاخ، من جهة أخرى، أن المديونية مرتفعة وأن المشكل يتمثل في كونها لم توجه للاستثمار مؤكدًا أنه يرغب  في توجيهها نحو الإصلاح وتغيير منوال التنمية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رئيس الجمهورية يستقبل 6 أطفال من أبناء مقاتلي "داعش" العائدين من ليبيا

الشعانبي: إصابة مواطن إثر انفجار لغم