10-أغسطس-2022
 الغنوشي

الغنوشي: "الديمقراطية يصنعها التونسيون وليس الأمريكان ولا الفرنسيين ولا الإنجليز" (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الأربعاء 10 أوت/أغسطس 2022، إنه مستعد للتخلي عن رئاسة الحركة في حال "تقدم أي طرف بتسوية للمشكل التونسي"، وفق ما صرح به لوكالة الأناضول التركية.

الغنوشي: "أغلبية الشعب التونسي في حالة مقاومة لمسار الرئيس قيس سعيّد وغير مطروح التأقلم مع الواقع الجديد"

واعتبر الغنوشي أن "أغلبية الشعب التونسي في حالة مقاومة لمسار الرئيس قيس سعيّد وأنه غير مطروح التأقلم مع الواقع الجديد"، وفقه، مشددًا على أن "الديمقراطية يصنعها التونسيون وليس الأمريكان ولا الفرنسيين ولا الإنجليز"، وفق تعبيره.

وأضاف، في ذات السياق، "الثورة لم تأت بها أمريكا ولا فرنسا بل فوجئنا بها، ودستور 2014 أتى به الشعب التونسي ولا يجب أن نشوّه ثورتنا"، متابعًا "الثورة المضادة هي التي تقول إن ثورات الربيع العربي هي ربيع عبري".

 

 

وحول نتائج الاستفتاء في تونس، قال الغنوشي للأناضول "الشعب انتخب قيس سعيّد بنسبة 73 في المائة عام 2019، ونزل به إلى 23 في المائة في الاستفتاء (الرقم الرسمي 30.5 في المائة)، مما يدل على أنه فقد شعبيته".

واعتبر أن "السيادة الوطنية تُنتهك عندما تشترط مؤسسات دولية على تونس شروطًا معيّنة كأن تغلق المؤسسات العمومية وتمنع التوظيف وتمنع زيادة الأجور ونخضع لذلك، ولا أحد يقول هذا تدخل دولي"، في إشارة إلى مفاوضات تونس مع صندوق النقد الدولي وما يشترطه من إجراءات مقابل مساعدات مالية.

الغنوشي: "لا يجب أن نقول الديمقراطية سيئة لأن أمريكا تدعم الديمقراطية، لكن نقول الديكتاتورية سيئة سواء دعمتها أمريكا أم لا"

وأضاف "أما عندما ينتقدنا أحد لأننا زوّرنا الانتخابات ولأننا صادرنا الحريات واعتدينا على حقوق الإنسان، نقول دعونا نبطش بشعبنا كما نريد واصمتوا ولا أحد يتدخل.. المؤسسات الغربية ليست مؤسسات خيرية ومؤسسات مثالية وأخلاقية والمواقف هي مصلحية.. هم يدافعون عن مصالحهم.. مصلحتهم (الدول الغربية) هي في انتشار الديمقراطية في هذه المنطقة، وهذا جيّد بالنسبة لنا أن تلتقي بعض مصالح شعوبنا في نقطة معينة معهم، لا يجب أن نقول الديمقراطية سيئة لأن أمريكا تدعم الديمقراطية، لكن نقول الديكتاتورية سيئة سواء دعمتها أمريكا أم لا".

وتابع  الغنوشي، في ذات المقابلة: "أمريكا دعمت دكتاتوريات كثيرة في العالم وانقلابات، ولكن عندما تقف إلى جانب الديمقراطية نقول هذا موقف صحيح، وإذا وقفت مع الديكتاتورية كما فعلت مع بن علي نقول ذاك غلط".

الغنوشي: "هذا الدستور وهذا الاستفتاء هي أدوات لفرض أمر واقع لشرعنة الانقلاب، لكنه يبقى انقلابًا، ومن واجبنا وواجب الشعب أن يقاومه"

وعن المرحلة القادمة في تونس بعد الاستفتاء، قال الغنوشي إن "ما حصل من استفتاء لم يغير موقفنا بل أكده، هي الثورة المضادة التي تآمرت على الثورة، وعلى مدار 10 سنوات من الثورة اعتبرتها سنوات سوداء وخراب لتبرر الانقلاب.. قلنا من البداية سنقاوم وكنا منذ سنة لوحدنا في ساحة المقاومة، والآن أغلبية الشعب التونسي في حالة مقاومة للانقلاب وما ينجر عنه". وبشأن الدستور الجديد، قال الغنوشي إنه "أمر واقع، هذا الدستور وهذا الاستفتاء هي أدوات لفرض أمر واقع لشرعنة الانقلاب، لكنه يبقى انقلابًا، ومن واجبنا وواجب الشعب أن يقاوم الانقلاب".

وعن المعارضة التونسية، علّق الغنوشي "المعارضة موحدة في أهدافها، هناك مجموعتان على الأقل تحملان نفس الأهداف وإن لم تتحركا في مسيرات واحدة، فالتلاقي هو مسألة زمن لأن الناس يجتمعون في الأفكار والأهداف ثم تلتحم صفوفهم".

وعن ترؤسه لحركة النهضة، اعتبر الغنوشي "رئاسة الحركة ورئاسة المجلس أو أي رئاسة أخرى هي أمر هين وقليل أمام مصلحة تونس، ولذلك لو تقدم لنا أي طرف بتسوية للمشكل التونسي تتطلب هذه التضحية منا فهذا أمر يسير، ولكن أن نبادر نحن بالتنازل عن موقعنا فلمصلحة من ولرغبة من؟"، وفقه.

الغنوشي: "لو تقدم لنا أي طرف بتسوية للمشكل تتطلب التخلي عن رئاسة الحركة أو المجلس فهذا أمر يسير، ولكن أن نبادر نحن بالتنازل عن موقعنا فلمصلحة من ولرغبة من؟"

يُذكر أن تونس تعيش على وقع أزمة سياسية حادة منذ استحواذ الرئيس التونسي قيس سعيّد، منذ 25 جويلية/يوليو 2021، على السلطة التنفيذية بإقالته رئيس الحكومة حينها ثم حله البرلمان والانطلاق في الحكم بمراسيم في خطوة وصفها خصومه "بالانقلاب"، ويعتبرها "تصحيحًا للمسار"، وسط انتقادات داخلية وخارجية من التوجه لترسيخ حكم فردي.

 

تونس