14-يناير-2019

تحدث عن خضوع غير مبرر لصندوق النقد الدولي (الشاذلي بن ابراهيم/Getty)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي، الإثنين 14 جانفي/كانون الثاني 2018 أمام تجمع عمالي بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة، أن المنظمة الشغيلة عملت بكل الوسائل والطرق لتجنّب الإضراب العام المزمع تنفيذه يوم الخميس القادم 17 من الشهر الجاري، غير أن "تمترس الحكومة وراء مواقف صندوق النقد الدولي وخضوعها غير المبرّر ولا المقبول لمساوماته ولشروطه المجحفة واللاّشعبية، لم يترك من خيارٍ إلاّ اللجوء إلى الإضراب".

وأضاف الطبوبي في كلمته أن اتحاد الشغل سيمضي بعد تنفيذ هذا الإضراب إلى خطوات تصعيدية أخرى أشمل وأوسع.

ووصف، في سياق آخر، ما حدث يوم 14 جانفي/كانون الثاني 2011 بأنه كسب تاريخي عظيم وثمرة تراكم نضالي طويل وَنِتَاجُ نضال شعبي أصيل ومتجذّر في عمق الحركة الوطنية.

وهاجم الحكومات المتعاقبة بعد الثورة وقال إنها انصاعت لـ"المنطق الليبرالي الجائر" وللتقشّف "الذي تعمل الأوساط المالية على فرضه عبر المقايضات والمساومات"، مضيفًا أنه لم يصمد أمام هذه الحكومات القرار السيادي الوطني ولا مطالب الثورة ولا استحقاقات التنمية ولا حتّى المقتضيات الأساسية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وفق تعبيره.

نورالدين الطبوبي: ما حدث يوم 14 جانفي 2011 كسب تاريخي عظيم وثمرة تراكم نضالي طويل

واعتبر أمين عام المنظمة الشغيلة أن الحالة لم تتغير منذ الثورة "بل ازدادت سوءًا" متحدثًا عن المزيد من التفاوت بين الجهات والفساد والبطالة والتهميش وما وصفه بالنهب الممنهج.

كما اعتبر، أيضًا في نفس الإطار، أن قانون المالية الحالي غير مُنصف قائلًا إنه قانون تقوده خلفيّات انتخابية ويكرّس هيمنة لوبيات الفساد وينحاز إلى العائلاتِ المُتنفِّذة، وينصاع إلى دوائر القرار الدولية على حساب القرار السيادي الوطني والمصلحة العليا للبلاد، وفق تعبيره.

وقال الطبوبي في كلمته أيضًا إن "التردّد والمماطلة من جانب الحكومة ما يزالان رهن مزاج صندوق النقد الدولي لعجزها عن التحرّر من السياسات الفاشلة ولتلكّؤها في إقناع الجهات المانحة بضرورة احترام قرارنا السيادي ومراعاة الإكراهات المرافقة للمسار الانتقالي".

في سياق آخر، قال أمين عام المنظمة الشغيلة إن الاتحاد لا رغبة له في الحكم ولم يكن يومًا من مُرِيدِيه، حسب تعبيره، مؤكدًا في نفس الوقت أن الاتحاد معني بانتخابات 2019 من حيث مجرياتُها ومآلاتُها ونتائجُها "ولينزعج المنزعجون".

وختم كلمته أنه يأمل أن تقدير النخب السياسية بكلّ مسؤولية ما تشهده البلاد من "احتقان أشعلته إجراءات الحكومة الارتجالية وأحادية الجانب" وأن تلتزم الحكومة بتعهّداتها مع الاتحاد بشأن إصلاح أوضاع المؤسسات العمومية.

يُذكر أنه من المرتقب أن يلتقي الطبوبي برئيس الحكومة يوسف الشاهد مساء اليوم الإثنين، فيما ستنعقد الثلاثاء 15 جانفي/كانون الثاني لجنة خمسة زائد خمسة للنظر في المفاوضات الاجتماعية قبيل الإضراب العام المنتظر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحزاب ومنظمات: اعتزاز بذكرى الثورة ووقفة مع التحديات الراهنة

تونس.. البلد الأكثر ديمقراطية في الوطن العربي سنة 2018