26-يونيو-2021

اعتبر أنه حان الوقت لرحيل المنظومة الحاكمة واستبدالها بمنظومة وطنية قادرة على إخراج البلاد من الأوضاع المتردية التي تعيشها

 

اعتبر الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، السبت 26 جوان/يونيو 2021، أنه حان الوقت لرحيل المنظومة الحاكمة واستبدالها بمنظومة وطنية قادرة على إخراج البلاد من الأوضاع المتردية التي تعيشها، مشيرًا إلى أنه "طالما فشل من هم في الحكم عليهم تسليم الأمانة للشعب وتقديم استقالاتهم"، وفق تقديره.

وأضاف، في تصريح لـ"الترا تونس"، أن "رئيس الحكومة هشام المشيشي قد فشل على جميع المستويات: فهو اليوم غير قادر على مواجهة التونسيين ويخاطبهم حول حقيقة الأوضاع الصحية، وعاجز عن حل مشكلته مع رئيس الجمهورية، وعن التوجه إلى البرلمان ومحاورته"، واصفًا ما يحدث بـ"الكارثة".

الشواشي لـ"الترا تونس": على المشيشي والداعمين له تحمل مسؤوليتهم السياسية والجزائية والأخلاقية أمام الشعب التونسي، لأنهم فشلوا في إدارة الشأن العام وفي مواجهة الجائحة الصحية والأزمة الاقتصادية والاجتماعية

واعتبر الشواشي أن المسؤولية الأكبر تتحملها الأحزاب الداعمة له لأنه دون ثقتهم ودعمهم لكانت الحكومة قد سقطت منذ مدة، مستطردًا أنه "يوم يغضب الشعب هو من سيطالب برحيل هذه المنظومة الحاكمة"، حسب رأيه. 

وبخصوص دعوة قيادات من حركة النهضة بتشكيل حكومة سياسية يترأسها المشيشي، قال الأمين العام للتيار الديمقراطي: "التيار أكد منذ البداية أنه في ظل نظامنا السياسي حكومة التكنوقراط المتكونة من مستقلين لا يستمدون شرعيتهم من الشعب لا تستطيع أن تنجح، وبالتجربة اليوم حكومة التكنوقراط الحالية أثبتت أنها أضعف حكومة حكمت تونس، ليس فقط منذ الثورة، وإنما منذ الاستقلال إلى الآن، وتسببت في كوارث على جميع المستويات الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب تسببها في الأزمة السياسية الراهنة".

اقرأ/ي أيضًا: عبد الكريم الهاروني: ندعو المشيشي إلى تشكيل حكومة سياسية يكون هو رئيسها

وتابع القول: "وحسب النظام السياسي التونسي أهم شخصية في الحكومة هو رئيسها لأن صلاحياته تتجاوز حتى صلاحيات رئيس الدولة، وبالتالي عندما نقول إن هذه الحكومة أثبتت فشلها على جل المستويات، ونحاول الإبقاء على رئيس فريق هذه الحكومة ونحوّل هذه الحكومة إلى حكومة سياسية على رأسها شخصية إدارية مستقلة، فذلك يعتبر هروبًا إلى الأمام واستثمارًا في الفشل ومحاولة لتأزيم الأوضاع أكثر مما هي عليه"، على حد توصيفه. 

وتساءل غازي الشواشي: "كيف نحافظ على شخص جربناه وأثبت فشله ونقدم له فرصة لمزيد تأزيم الأوضاع على جل المستويات؟" معقبًا: "إن تم فعلًا في قادم الأيام الاتفاق على تشكيل حكومة سياسية مع الإبقاء على هشام المشيشي رئيسًا لها، فإن التيار الديمقراطي غير معني بهذه الأشكال من الحكومات الفاشلة"، وفقه.

وأكد محدث "الترا تونس" أن "على المشيشي والوسادة السياسة الداعمة له تحمل مسؤوليتهم السياسية والجزائية والأخلاقية أمام الشعب التونسي، لأنهم فشلوا في إدارة الشأن العام وفي مواجهة الجائحة الصحية والأزمة الاقتصادية والاجتماعية، ولايزالون ماضين إلى الأمام في مزيد تأزيم الأوضاع بين رأسي السلطة التنفيذية، وبين رئيس الدولة والبرلمان والأغلبية الداعمة لهذه الحكومة"، مستطردًا أن "التيار براء من هذا الهروب إلى الأمام ومن هذا التخريب للأوضاع على جميع الأصعدة وسيتصدى لهم"، حسب تصريحه

الشواشي لـ"الترا تونس": الدول الداعمة لنا لا تحبذ أن تخرج تونس عن مسارها الديمقراطي وأن تكون في حالة فوضى. العالم أجمع مستعد لدعم تونس نظرًا لأهمية موقعها الجيوسياسي لكن بشرط أن تتوصل إلى حل أزمتها الداخلية"

وأوضح الأمين العام للتيار الديمقراطي: "اليوم كل 10 دقائق هناك تونسي يموت جراء انتشار الوباء وغياب التلقيح وعدم قدرة الحكومة على فرض البروتوكول الصحي وتكون هناك إجراءات لمرافقة الطبقات الضعيفة والمتضررة من جائحة كورونا ومن تردي الأوضاع الاقتصادية. فضلًا عن ذلك، الدولة تتجه للإفلاس باعتبارها غير قادرة على سداد ديونها خلال شهري جويلية/يوليو وأوت/أغسطس القادمين لانعدام الموارد المالية الكافية لخلاص هذه الديون. كما أن هناك أطرافًا أجنبية اليوم أصبحت تتدخل لفرض أجندا على التونسيين لأن النخبة الحاكمة فشلت في الأخذ بزمام الأمور وفي فرض أجندا وطنية والمحافظة على سيادة القرار الوطني"، على حد ما جاء على لسانه.

أما بخصوص اللقاء الأخير الذي جمع رئيسيْ الجمهورية والبرلمان، قال الشواشي إن مؤسسات الدولة ليست في حاجة إلى البحث عن لقاءات وإنما اللقاءات فيما بينها يجب أن تكون دورية وبصفة مستمرة ومتواصلة، لأن الشعب أعطاهم أمانة ليحكموا ويحسنوا من أوضاع البلاد، وليس للتخاصم وخوض معارك وهمية حول السلطة والصلاحيات. 

اقرأ/ي أيضًا: بعد غياب لقاءات ثنائية بينهما لفترة.. سعيّد يلتقي الغنوشي في قصر قرطاج

واعتبر أن "انقطاع اللقاءات هو أمر غير صحي ويعطي صورة سيئة للداخل والخارج على حد سواء، لاسيما وأننا نبحث عن الدعم الخارجي، ولما ترانا الدول الشقيقة والصديقة نعيش تجاذبات ومعارك جانبية لن تدعمنا. الدول الداعمة لنا لا تحبذ أن تخرج تونس عن مسارها الديمقراطي وأن تكون في حالة فوضى. العالم أجمع مستعد لدعم تونس نظرًا لأهمية موقعها الجيوسياسي لكن بشرط أن تتوصل إلى حل أزمتها الداخلية". 

الشواشي لـ"الترا تونس": علينا الجلوس على طاولة الحوار لإيقاف النزيف وإيجاد الحلول، ورسم خارطة طريق لإنقاذ البلاد. ليس مهمًا من يحكم، لكن الأهم ما يجب تقديمه للبلاد اليوم

وأكد غازي الشواشي أن "على الجميع أن يجلسوا مع بعضهم ليس فقط الرؤساء، وإنما أيضًا الأحزاب السياسية داخل الحكم وخارجه والمنظمات والمجتمع المدني والإعلام"، معقبًا أنه "لهذا السبب يدعو التيار للحوار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فكل البلدان الناضجة والمسؤولة، عندما تكون فيها النخبة واعية ومؤتمنة على مصلحة البلاد تجلس على طاولة الحوار لما تكون هناك أزمة، عكس البلدان المتخلفة التي تحمل الأطراف الفاعلة فيها السلاح ضد بعضها البعض في الأزمات". 

وتابع محدث "الترا تونس": "من المفروض أن تتوقف الخصومات عند الحملات الانتخابية، لكن خارج فترات الحملات الانتخابية يجب ممارسة الصلاحيات من أجل إصلاح أوضاع البلاد كلٌّ من موقعه وحسب الصلاحيات التي كفلها له الدستور"، خاتمًا حديثه بالقول: "علينا الجلوس على طاولة الحوار لإيقاف النزيف وإيجاد الحلول، ورسم خارطة طريق لإنقاذ البلاد. ليس مهمًا من يحكم، لكن الأهم ما يجب تقديمه للبلاد اليوم"، وفق تصريحه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وصف لقاء سعيّد والغنوشي بـ"الإيجابي".. المشيشي يدعو للقاء بين الرؤساء الثلاث

الغنوشي: اللقاء مع سعيّد فتح المجال أمام توافقات كما كان ذلك مع قائد السبسي