19-نوفمبر-2018

مقر الشبكة العربية للأبحاث والنشر بتونس العاصمة

الترا تونس - فريق التحرير

 

الشبكة العربية للأبحاث والنشر، دار نشر تأسست في بيروت سنة 2007 وركزت في البدايات على نشر الكتب من الشق الثقافي والفلسفي ثم توسعت إلى موضوعات مختلفة منها السياسي والديني والاجتماعي وغير ذلك. كان التأسيس من قبل مجموعة من الباحثين وأصدرت الشبكة عشرات العناوين كما تميزت بانتقاء مصادر منشوراتها. وإضافة إلى النشر، توجهت الشبكة لترجمة كتب أجنبية أيضًا.

اختيار اسمها (شبكة) يعكس منذ البداية توجهًا نحو إنشاء شبكة مكتبات وعدم الاقتصار على مكتبة واحدة على مستوى العالم العربي، ولم يكن بالتالي فرع بيروت إلا المنطلق كما يؤكد محمد سعيد، مدير فروع مكتبات الشبكة العربية للأبحاث والنشر خلال حديثه مع "ألترا تونس".

في 2011، افتتح فرع  للشبكة في القاهرة ثم في 2013، تم افتتاح فرع المغرب، تلاه في 2016، فروع جديدة في بيروت والإسكندرية. وفي نهاية 2017، افتتح فرع في اسطنبول وأخيرًا، تحديدًا في موفى أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أُعلن عن فرع تونس العاصمة، بمنطقة شمال الهلتون قرب مقر وزارة الخارجية، وهو بالتالي السادس للشبكة.

ما الذي قد يميز الشبكة العربية عن أي مكتبة أخرى حاليًا في تونس؟ أي خدمات ستقدمها للقارئ التونسي وأي إضافة قد تمثلها للمشهد الثقافي التونسي بشكل عام؟ هي بعض من أسئلة عديدة يطرحها التونسي المهتم بعوالم البحث والكتب، ونحاول هنا الإجابة عنها.


يقول محمد سعيد، مدير فروع مكتبات الشبكة العربية للأبحاث والنشر، خلال لقاء جمعه مع "ألترا تونس" في فرع الشبكة بتونس العاصمة، إن الشبكة العربية ستقدم عدة خدمات مميزة مقارنة بمكتبات أخرى. ويوضح: "لاحظنا مثلًا من خلال تجربة فرعنا في المغرب، أن بعض الكتب المغربية والتي تصدر وتكون مهمة لا تنتشر بشكل جيد في المشرق العربي نتيجة صعوبة الشحن ومشاكله، فما قررنا القيام به كان أن نساهم في تسهيل توزيع الكتاب الذي طُبع في المشرق (مصر، لبنان، سوريا، الأردن.. الخ) في المغرب وفي نفس الوقت نقوم بشراء كتب مغربية وبإعادة توزيعها في فروع الشبكة في المشرق العربي وهو ما يساهم في انتشارها خارج حدود المغرب. هذا ما ننوي القيام به في تونس أيضًا ونعتقد أن ذلك يخلق حالة من حالات التكامل المفيدة للقارئ العربي".

مدير فروع مكتبات الشبكة العربية للأبحاث والنشر: نُحاول تسهيل توزيع الكتاب الذي طُبع في المشرق داخل تونس كما نقوم بشراء كتب تونسية وإعادة توزيعها في فروع الشبكة في المشرق للتعريف بها

يضيف سعيد: "لمسنا في مناسبات عدة مشاكل القارئ العربي من أجل توفير كتاب ما، فحتى لو اشتراه عبر الإنترنت فإنه يجد نفسه أمام مشكل مصاريف الشحن التي قد تفوق قيمتها ثمن الكتاب نفسه. وبالتالي فإن وجود مكتبة في بلد القارئ توفر الكتاب بنفس سعره في البلد الذي طُبع فيه ولا تضيف مصاريف الشحن بل تقدم أحيانًا خصمًا إضافيًا على عدة كتب يعتبر أمرًا فعالًا ومفيدًا".

في ذات السياق، تحاول المكتبة العربية من خلال فرعها في تونس تقديم الإضافة للقارئ التونسي من خلال توفير فضاء ضمن المكتبة، مخصص لأنشطة أخرى غير بيع الكتب. هو مكان مخصص لتوقيع كتاب واستضافة كاتبه مثلًا، أو لإقامة ندوات للحديث عن موضوع معين من خلال بعض الكتب التي تناولته. وهذا الفضاء مجهز بالمستلزمات الخاصة لذلك على مستوى الصوت، الإضاءة والمقاعد وغير ذلك، حسب مدير فروع مكتبات الشبكة العربية للأبحاث والنشر.

سعيد وضح أيضًا: "في المكتبة، نحن نستضيف كذلك نوادي القراءة. عادة ما يجد الشباب بعض المشاكل لتوفير مكان يلتقون فيه يكون مناسبًا لمناقشة كتاب أو للقراءة والتباحث بشأن كتب بعينها. ما سنقدمه هو استضافتهم بشكل مجاني، بعد تنسيق مسبق مع المجموعة".

اقرأ/ي أيضًا: "لتمطر كتبًا": حين تلهم دموع "أمينة مكتبة سليمان" حملة لاسترجاع الكتب المتلفة

أما عن الإشكالات التي قد واجهتهم للحصول على ترخيص فتح الفرع في تونس، فلا ينفي محمد سعيد وجودها إذ لم تتحصل الشبكة العربية على الترخيص إلا بعد ثلاث سنوات تقريبًا منذ طلبه، وفق تأكيده، لكنه يصر "المهم أننا بدأنا ونريد تقديم ما هو مختلف ومميز للقارئ التونسي".

في الفروع التي فتحت مؤخرًا للشبكة العربية للأبحاث والنشر، "هناك توجه للجمع بين مفهومين"، كما يذكر محمد سعيد. يتعلق الأمر بالجمع بين بيع الكتب باعتبارها مكتبة تجارية بالأساس وأيضًا توفير فضاء مخصص لاقتناء مشروب وتناوله (مقهى) ومطالعة كتاب بالتزامن، وهي فلسفة تتجه نحو الشبكة العربية لتحفيز القارئ. حاليًا، لم يجهز هذا الفضاء بعد، وفق تأكيدات القائمين على المكتبة، بل يحتاج بعض الترتيب والتحضيرات لكنه سيُفعل قريبًا، وفقهم.

تُوفر مكتبة الشبكة العربية في تونس فضاء لتوقيع كتاب واستضافة كاتبه، لإقامة ندوات للحديث عن موضوع معين من خلال بعض الكتب أو لاستضافة نوادي القراءة

يُذكر أن افتتاح فرع المكتبة في تونس كان موفى شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك بحضور عديد الصحفيين والكتاب والفاعلين في الشأن الثقافي في تونس. هكذا وبعد حوالي 3 أسابيع من إعلان افتتاحها، بدأ عشاق الكتب باكتشاف المكتبة الجديدة وإن مثل مكانها عائقًا نوعًا ما، حسب البعض، فهو بعيد عن الجامعات وعن الأحياء السكنية والشعبية. يستقر في حي راق من العاصمة قرب وزارة الخارجية ويصعب الوصول إليه بوسائل النقل العمومية.

في هذا الإطار، يتحدث مدير فروع مكتبات الشبكة العربية للأبحاث والنشر، لـ"ألترا تونس": "بلغنا أن البعض وجد بعض الإشكالات للوصول إلى مقر المكتبة خاصة بالمواصلات العمومية ولذلك سنعلن قريبًا عن خدمة التوصيل والدفع عند الاستلام. ومع بداية الخدمة قد نقدم ميزة الشحن بشكل مجاني لفترة محددة وإيصال الكتب قد يكون لأقرب مكتب بريد أو للبيت مباشرة".

اقرأ/ي أيضًا: بيت للرّواية في تونس.. سقف عالٍ للسّرد

من خلال متابعة نشاط المكتبة العربية على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك والخاصة بفرع تونس نتبين ترويجًا يوميًا للكتب، إضافة لانطلاق مقرها في احتضان بعض الأنشطة الثقافية كتوقيع بعض الإصدارات. يقول سعيد: "لدينا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم "مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر ـ تونس"، كما لكل فرع من فروعنا صفحة خاصة به. نوظف الصفحة للتواصل مع حرفائنا ونعلن من خلالها عن آخر الإصدارات المتوفرة بالمكتبة سواء بشكل جماعي لعدد معين من الكتب التي تنضوي ضمن اختصاص واحد أو بشكل فردي للتعريف بكتاب محدد. نوظف السوشيال ميديا أيضًا للتعريف بمحتوى كتاب ما أو للإعلان عن إصدارات حديثة".

ويضيف، خلال حديثه لـ"الترا تونس": "نحن أيضًا بصدد الاتفاق مع عدد من الناشطين على مواقع التواصل المهتمين بالكتب والثقافة ليقوموا ببث حي من المكتبة قصد تقديم بعض الكتب والتعريف بها وتشجيع الناس على القراءة".

لا يتعلق الأمر بمكتبة تجارية "كلاسيكية"، هكذا يقول المسؤول عن فروع الشبكة العربية، "نريد خلق حالة ثقافية حول المكتبة ومن خلال التونسيين المهتمين والمعنيين بالكتاب ونحن منفتحون على أي فكرة متعلقة بصناعة النشر والكتاب والثقافة ونرجو أن يتواصلوا معنا لتفعيل أي أفكار خلاقة إلى مشاريع تُطبق على أرض الواقع". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ضياع حقوق الكاتب التونسي.. مأزق للثقافة يبحث عن حل

تونسيان يتوّجان بجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها الرابعة