تزخر تونس بعدة وجهات تنعش السياحة الشتوية، وتشهد حركية متميزة خلال هذا الفصل، إذ يتزامن انخفاض درجات الحرارة مع تزايد الإقبال على زيارة مناطق الجنوب التونسي وتنشيط السياحة الصحراوية في البلاد، ناهيك عن السياحة الاستشفائية في مختلف ينابيع المياه الساخنة.
تتعدّد وجهات السياحة الشتوية في تونس ويتزايد الإقبال على زيارة مناطق الجنوب وينابيع المياه الساخنة مع انخفاض درجات الحرارة فضلاً عن ازدهار السياحة الثلجية في المرتفعات الغربية
وعلى الرغم من أن موسم الشتاء هادئ، إلا أنه يمثّل فرصة للعديدين لاكتشاف سحر مناطق مختلفة في تونس، وبالتزامن مع تساقط الثلوج في المرتفعات الغربية، تعرف السياحة الثلجية أيضًا أوجها في البلاد.
فإذا كنت من محبي التنزه والاسكتشاف خلال هذا الموسم، إليك في التقرير التالي أبرز وجهات السياحة الشتوية في تونس، بعيدًا عن زحام فصل الصيف وحرارته.
-
السياحة الصحراوية.. واحات ساحرة وقصور بربرية ومهرجانات فلكلورية
يعدّ الجنوب التونسي وجهة سياحية محببة لعديد التونسيين والأجانب خلال فصل الشتاء، لما يميزه من واحات النخيل الساحرة وشلالات المياه العذبة ورمال الصحراء الممتدة، فضلاً عن القرى البربرية ذات القصور المحفورة في الصخر وديكورات أفلام حرب النجوم الشهيرة.
وتمثل واحة قصر غيلان وموقع عنق الجمل وقصور مطماطة التاريخية ومنطقة شنني في تطاوين، أبرز هذه الوجهات المعروفة.
واحات النخيل الساحرة وشلالات المياه العذبة ورمال الصحراء الممتدة فضلاً عن القرى البربرية تعدّ أهم وجهات السياحة الشتوية في الجنوب التونسي
تضم واحة قصر غيلان الساحرة، الواقعة في مدينة دوز في الجنوب التونسي قلعة قديمة يرجع تاريخها إلى العصر الروماني، ويعد هذا القصر أحد أبواب الصحراء الكبرى في تونس.
ولبلوغ هذه الواحة في عمق الصحراء التونسية، يستمتع الزائرون بتجربة ركوب الجمال، سفينة عبورهم للكثبان الرملية الذهبية.
أما موقع عنق الجمل في قلب صحراء نفطة من ولاية توزر، فقد اكتسب شهرة عالمية، إثر تصوير الجزء الأول من سلسلة أفلام حرب النجوم.
واتخذ المتساكنون من ديكورات تصوير الفيلم مصدرًا للاسترزاق وخلق حركية سياحية في منطقتهم، ليصبح موقعًا سياحيًا هامًا يتهافت عليه السياح من كل مكان.
أما القصور البربرية التاريخية في الجنوب التونسي المدرجة رسميًا في القائمة التمهيدية للتراث الثقافي المادي العالمي لليونسكو، فعددها يفوق المائة وتتوزع على مناطق مختلفة.
وتوجد معظم هذه القصور التاريخية في مطماطة وتطاوين على غرار "قصر دويرات"، و"قصور أولاد سلطان"، وغيرها من القصور المحفورة في الجبال الصخرية والتي يمكن للسياح زيارة عدد منها في حين تقع بعض القصور الأخرى في مناطق يصعب الوصول إليها.
أما العروض الفلكلورية الشعبية، فهي من أبرز التظاهرات الثقافية التي يعيش على وقعها الجنوب التونسي، وتنتعش بفضلها السياحة الشتوية، ولعلّ أبرزها مهرجان الصحراء بدوز الذي ينتظم أواخر السنة.
ويتولى عديد منظمي الرحلات ووكالات الأسفار تنظيم رحلات تخييم في الجنوب التونسي بالتزامن مع المهرجانات حتى يستمتع الزائرون بالعروض الشعرية والأدبية وعروض الفروسية التي تكون بمشاركة فرق غنائية ذات صيت شعبي.
-
السياحة الاستشفائية.. عيون مياه عذبة للعلاج الطبيعي
تعد السياحة الاستشفائية أحد أهم روافد السياحة الشتوية في تونس، وتتوزع عيون المياه العذبة الذي يتخذها عديد الزائرين ملجأً لهم للعلاج خلال هذا الموسم، من شمال تونس إلى جنوبها.
ولعلّ عيون قربص التونسية وحمامات الجديدي وعيون الحامة في قابس والعين "السخونة" (أي الحارّة) في قبلي تعد أهم وأبرز عيون المياه العذبة التي يتوجه إليها الزوار خلال فصل الشتاء في تونس، للاستجمام والشعور بالاسترخاء.
لعلّ عيون قربص التونسية وحمامات الجديدي وعيون الحامة في قابس والعين السخونة في قبلي تعد أهم عيون المياه العذبة التي تنعش السياحة الشتوية في تونس وتستقطب الزوار
وتشتهر مدينة قربص الصغيرة بولاية نابل الواقعة على بعد 60 كم من تونس العاصمة بعيونها المائية الاستشفائية، وتعد أهمّ محطة استشفاء واستجمام بالمياه الساخنة في البلاد التونسية.
وتتدفق من مدينة قربص في شمال تونس 7 عيون مياه حامية، مباشرة باتجاه البحر الذي يمثل مُلطفًا للمياه الساخنة، وتعد "عين العتروس" أهمها على الإطلاق، ولهذه المدينة إرث تاريخي وفير إذ كانت تُعرف بمدينة "المياه الساخنة" كما تؤكد ذلك الحفريات الأثرية.
حامة قابس في جنوب تونس هي أيضًا واحدة من أهم محطات العلاج الطبيعي التي يزورها التونسيون والأجانب للاستمتاع بمياهها العذبة والساخنة خاصة خلال فصل الشتاء.
وتتوزع عيون المياه الطبيعية على مختلف مناطق مدينة الحامة التونسية ولعل أبرزها عيون منطقة الخبايات، وهي تعتبر من أجود المياه الجوفية الساخنة في العالم.
أما المنبع الطبيعي المائي العين السخونة في ولاية قبلي، فقد تدفق في عمق صحراء تونس جنوبًا، وانهمرت سيول هذه العين على امتداد عديد الكيلومترات.
كما تمتد البحيرة المائية في العين السخونة على مساحة نحو 200 متر مربع، ليستمتع في حوضها الزوار بمياه عذبة دافئة، تمكنهم من الاسترخاء رغم الأجواء الشتوية الباردة في صحراء تونس.
-
السياحة الثلجية.. عين دراهم وطبرقة الوجهة الأبرز
خلال موسم الثلوج في تونس، تتجه الأنظار إلى مرتفعات الشمال الغربي التي تغطيها طبقة الثلوج البيضاء لتضفي عليها جمالاً ساحرًا يستقطب عديد الزوار القادمين من كل حدب وصوب للاستمتاع بجمال الطبيعة حتى في ظل الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة.
وتعد منطقة عين دراهم ومنطقة طبرقة الساحلية من ولاية جندوبة الوجهة الأبرز للسياحة الشتوية في تونس خلال موسم الثلوج خاصة.
وترتفع مدينة عين دراهم في الشمال الغربي لتونس نحو 1000 متر فوق سطح البحر، لتغطي الثلوج كل فصل شتاء جبالها، وتتميز المدينة بجمال قراها المحاذية للجبال ومنازلها المعلقة في قمم جبال خمير ذات الغابات الكثيفة وأشجار الصنوبر والبلوط و الفلين والزان.
كما تتميز كل من مدينتي عين دراهم وطبرقة بطابع معماري خاص وفريد من نوعه، من خلال انتشار استعمال القرميد الذي يضفي جمالاً ساحرًا على المدينتين فضلاً عن انتشار المنازل الخشبية الذي يوحي بالدفء شتاءً.
وعلى الرغم من أن مدينة طبرقة مدينة ساحلية وتستقطب الزوار صيفًا للتمتع ببحرها الجذاب ومياهها الصافية إلا أن تساقط الثلوج يجعلها قبلة مميزة لا يمكن مقاومتها للسياح الأجانب والتونسيين.
ومن الشائع أن تشهد غابات وجبال الشمال الغربي التونسي، تكثيف نشاط الرحلات والتخييم خلال فصل الشتاء، وبصفة خاصة مع تزامن تساقط الثلوج.