06-فبراير-2022

سامي الطاهري: نرجو أن تكون هذه سنة الحسم، والكشف عن قتلة شكري بلعيد (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تحلّ الأحد 6 فيفري/ شباط 2022، الذكرى التاسعة لاغتيال الشهيد شكري بلعيد، والتي ضربت فيها أحزاب ومنظمات، موعدًا متجددًا مع النزول إلى الشارع للتظاهر، والمطالبة بكشف حقيقة اغتياله.

ورفع المحتجّون خلال هذه التظاهرة العديد من الشعارات، من بينها: "الشعب يريد تحرير القضاء، عدل حرية كرامة وطنية، لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب، الشهيد خلى وصية لا تنازل عن القضية، يا شكري يا بلعيد على دربك لن نحيد، يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح.." وغيرها.

سامي الطاهري (الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل): نرجو أن تكون هذه سنة الحسم، والكشف عن القتلة الذين خططوا ونفذوا وموّلوا وعملوا على طمس آثار الجريمة

وقد قال الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، لـ"الصباح نيوز"، وهو الذي كان أحد المشاركين في الوقفة، إنّ "الكشف عن حقيقة الاغتيالات السياسية شرط أساسي من شروط أي تقدم البناء الديمقراطي، ونرجو أن تكون هذه سنة الحسم، والكشف عن القتلة الذين خططوا ونفذوا وموّلوا وعملوا على طمس آثار الجريمة" وفقه.

صورة من مظاهرات الذكرى 9 لاغتيال شكري بلعيد (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

واعتبر الطاهري أنّ "أهم إنجاز قامت به هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد، هي إبعاد وكيل الجمهورية السابق بالمحكمة الابتدائية بتونس بشير العكرمي عن الملف"، مضيفًا: "لا بدّ من محاكمته ومحاسبته لأنه واحد ممن ساهم في طمس الجريمة.. وسعيّد اعترف مؤخرًا أنّ الدولة التونسية متورطة في طمس القضية، وهو اعتراف من الدولة بأنها جريمة سياسية" على حد تعبيره.

هيكل المكي (قيادي بحركة الشعب): نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى من كشف الحقيقة بعد 9 سنوات من التعتيم والتلاعب بالملفات الكبرى

وقد صرّح القيادي بحركة الشعب هيكل المكي بدوره، أنّ "هذه الوقفة تأتي بعد 9 سنوات من التعتيم والتلاعب بالملفات الكبرى، وأنّ على القضاء أن يتحمل مسؤوليته ولا مجال لمزيد البطء، إذ نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى من كشف الحقيقة" على حد تعبيره.

وقال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، زياد الأخضر، في تصريحه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء من جانبه، "إن المماطلة ومحاولة التغطية على عناصر متعددة في ملف الاغتيال، بدأت من دوائر بوزارة الداخلية وتواصلت في المنظومة القضائية"، وأضاف أنه تم في فترة معينة من مسار القضية، "السعي إلى غلق الملف في مستويات معينة كي لا تصل المسؤولية إلى المخططين الحقيقيين والذين اتخذوا القرار السياسي في اغتيال بلعيد".

زياد الأخضر (الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد): لا يمكن الربط بين حل المجلس الأعلى للقضاء ومسار قضية بلعيد، والمجلس لم يلعب دورًا إيجابيًا في مسار التقدم بكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة

وأشار زياد الأخضر إلى أن هيئة الدفاع ستكشف في قادم الأيام عن مستجدات الملف، معلقًا بخصوص تصريح رئيس الجمهورية، حول المجلس الأعلى للقضاء: "لا يمكن الربط بين حل المجلس الأعلى للقضاء ومسار القضية، والمجلس لم يلعب دورًا إيجابيًا في مسار التقدم بكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة" وفق تعبيره.

وقد شهدت هذه المظاهرات، طرد رئيس حزب آفاق تونس، الفاضل عبد الكافي، من قبل عدد من المحتجين، فرفعوا في وجهه شعار "ديغاج (ارحل)، ليمنع بالتالي من المشاركة في إحياء الذكرى 9 لاغتيال شكري بلعيد.

ويشار إلى أنّ حزب آفاق تونس، قد عبّر في بيان السبت 5 فيفري/ شباط 2022، عن استيائه من ما اعتبره "عدم حصول أي تقدّم يُذكر في الكشف عن الأطراف التي دبّرت وحرّضت على ارتكاب جريمة اغتيال شكري بلعيد رغم وجود عديد المؤشرات التي قدمتها هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي، إلى جانب ثبوت عدد من الإخلالات في ملف البحث القضائي وإثارة شبهات حول تورّط ما يُعرف بالجهاز السري".

وكانت تنسيقية المجتمع المدني التي تضمّ عددًا من المنظمات، قد أصدرت الجمعة 4 فيفري/ شباط 2022، بيانًا مشتركًا، نادت فيه وحثّت على الالتحاق بالمسيرة الوطنية المطالبة بكشف الحقيقة ومحاسبة كل المتورطين في ملف الشهيد شكري بلعيد والتي تنظم يوم 6 من الشهر الجاري بساحة حقوق الإنسان بشارع محمد الخامس بداية من الساعة العاشرة صباحًا.

وأشارت الجمعيات والمنظمات إلى أنّ "تسع سنوات انقضت والشعب التونسي ينتظر الحقيقة ومحاسبة الجناة، إذ لا من مجيب عن السؤال: (من أمر ومن خطط ومن نفذ؟)"، وقالت إنها تحيي "الذكرى التاسعة لاغتيال الشهيد البطل شكري بلعيد في إجابة واضحة لكل أعداء الوطن الذين استعملوا كل الوسائل لطمس الحقيقة والتطبيع مع الإرهاب وتكريس الإفلات من العقاب دون الإجابة عن السؤال المحوري (شكون قتل شكري؟)".

اقرأ/ي أيضًا: منظمات بالمجتمع المدني تدعو للمشاركة بالمسيرة المطالبة بكشف حقيقة اغتيال بلعيد

وطالبت التنسيقية بكشف الحقيقة في اغتيال بلعيد، وذكّرت بأنها "تقدمت بهذا المطلب منذ 25 جويلية/ يوليو 2021 إلى رئيس الجمهورية على اعتبار أنه لا يمكن القطع مع المنظومة السابقة دون كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة المتورطين ودون فك الارتباط النهائي والجذري مع كل القوى المطبعة مع الإرهاب والمتسترة عن جرائمه" وفق البيان.

يُذكر أن بلعيد كان قد اغتيل في 6 فيفري/ شباط 2013 أمام منزله بالمنزه السادس عن عمر يناهز 49 سنة. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

جمعية النساء الديمقراطيات تجدد المطالبة بكشف حقيقة اغتيال بلعيد ومحاسبة الجناة

شكري بلعيد.. الراحل قبل آوانه