19-أكتوبر-2018

المؤرخ عبد اللطيف الحناشي صاحب كتاب "الدين والسياسة في تونس والفضاء المغاربي: معالجة نقدية لعلاقة الدين بالسياسة"

الترا تونس - فريق التحرير

 

ينتظم السبت 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، حفل الإعلان عن صدور كتاب جديد للمؤرخ الجامعي عبد اللطيف الحناشي بعنوان "الدين والسياسة في تونس والفضاء المغاربي.. بين الإرث التاريخي وإكراهات الواقع".

يرى الحناشي في كتابه أن إشكالية علاقة الدين بالسياسة لم تكن حكرًا على الفضاء العربي الإسلامي

والكتاب هو محاولة للتعريف بالحركات السياسية ذات المرجعية الإسلامية في تونس وبعض دول المغرب العربي من زوايا متعددة ومن خلاله يستعرض الكاتب ويحلل أفكار وبرامج ومواقف تلك الأحزاب وعلاقاتها في ما بينها ومع الأطراف السياسية الأخرى داخليًا وخارجيًا مع التركيز على طبيعة التحولات التي عرفتها تلك الحركات وحدودها وآفاقها وانعكاساتها المختلفة على الأوضاع العامة في تونس والمنطقة المغاربية.

ويرى الكاتب في إصداره الجديد أن إشكالية علاقة الدين بالسياسة أو السياسة بالدين لم تكن  "حكرًا" على الفضاء العربي الإسلامي، بل هي إشكالية عرفتها بقية الفضاءات الحضارية (الأوروبية تحديدا) الأخرى. كما يعتبر أن بعض الشعوب الأوروبية وغيرها (من ذلك بعض الدول الإسلامية كتركيا واندونيسيا وماليزيا...) تمكنت من حسم الأمر بعد نقاشات وصراعات فكرية وسياسية طويلة بل أحيانًا عقب حروب أهلية عكس المنطقة العربية التي لم تتمكن إلى حدّ الآن، لأسباب مختلفة ذاتية وموضوعية، من الحسم في هذه الإشكالية وظلت تكرر وتجترّ نفس المقاربات التي عرفتها الساحة الفكرية منذ عصر النهضة في المجال العربي، وتجدد النقاش بعد نشوء الدولة  العربية الحديثة، وتكرّر طرح المسألة بقوّة بعد التحولات التي عرفتها بعض الدول العربية بعد الانتفاضات وما أفرزته من تحولات سياسية في إطار مراحل الانتقال الديمقراطي.

تقديم للكتاب بالمعرض الوطني للكتاب التونسي

ويرى الكاتب أن نجاح التجربة الديمقراطية في تونس تحديدًا مرتبط أشد الارتباط بمشاركة فعالة وناجعة للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الوسطية التي بإمكانها المساهمة في تصحيح "العلاقة المعيارية ما بين الدين والسياسة، أي الدين والديمقراطية، وإطارها العلماني، الذي من دونه لن تكون ديمقراطية حقيقية. 

وتضمن الكتاب قسمين: خصص القسم الأول – الذي يحمل عنوان "ظاهرة الدين والسياسة في تونس"-  وعرض وحلّل،في المدخل العام لهذا القسم، للعلاقة بين الدين والسياسة في تونس واهتم بحضور الدين في الفضاء العام وعرض أهم مظاهر الحضور الشيعي في تونس وحدوده. كما أبرز وناقش حدود "التحولات" الفكرية والسياسية التي عرفها حزب النهضة ما بعد الثورة.

عالج الكاتب مستقبل الاتحاد المغاربي في ظلّ حكم الإسلام السياسي واهتم بتطوّر حركة الإخوان المسلمين في ليبيا، إلى جانب معالجة انتشار الإسلام السياسي

في حين اهتم القسم الثاني من الكتاب، والذي يحمل عنوان "قضايا الدين والسياسة في الفضاء المغاربي"، بمعالجة مسألة السلفية المستنيرة في المغرب العربي معتبرًا الشيخ عبد العزيز الثعالبي أحد أبرز رواد هذا الاتجاه الفكري والسياسي الذي عرفته المنطقة زمن الاحتلال. كما اهتم بتحديد مفهومها ومظاهر تطورها. ورصد الكاتب أفكار ومواقف السلفية المدرسية (العلمية) وحلّلها في الفضاء المغاربي غير العنيفة.

وعالج الكاتب في هذا القسم أيضًا مستقبل الاتحاد المغاربي في ظلّ حكم الإسلام السياسي واهتم بتطوّر حركة الإخوان المسلمين في ليبيا، إلى جانب معالجة انتشار الإسلام السياسي.

وبشكل عام عرض الكاتب وناقش إشكاليات وقضايا راهنة تهم علاقة الدين بالسياسة بعد الانتفاضات الشعبية وما أفرزته من تحولات سياسية في إطار الانتقال الديمقراطي التي عرفتها منطقة المغرب العربي بمنهجية علمية موضوعية بعيدة عن أي خلفية أيديولوجية أو توظيف سياسي وبرؤية نقدية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تنطلق يوم 19 أكتوبر: تنظيم الدورة التأسيسية لتظاهرة "المعرض الوطني للكتاب"

كتاب "في كل بيت داعشي".. بحث في الاستراتيجية الاتصالية للتنظيم الإرهابي