09-نوفمبر-2022
نجلاء بودن

جددت الحملة المطالبة بسنّ قانون يجرّم كافة أشكال التطبيع مع الحركة الصهيونية وكيانها المحتلّ على أرض فلسطين

الترا تونس - فريق التحرير

 

تتواصل ردود الفعل تونسيًا إزاء الفيديو الذي جمع رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال قمة المناخ "كوب27" بشرم الشيخ في مصر، خلال صورة جماعية للزعماء والمسؤولين الحاضرين، والذي أظهر بودن تتبادل حديثًا وٌصف بـ"الودي" مع رئيس الكيان المحتل وأثار استياء واسعًا في تونس.

الحملة التونسية لمناهضة التطبيع: "ليست هذه الحادثة سابقة من نوعها في عهد الرئيس قيس سعيّد، ممّا يوضح زيف شعاراته خلال حملته "التفسيرية"

وعلقت، مساء الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع بالقول "في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة الفلسطينية أشدّ المعارك، وفي الوقت الذي يحتدّ فيه الاشتباك الميداني بين شعبنا الفلسطيني المحتل وقوات العدو وترتقي فيه أرواح الشهداء من أجل التحرير، تأتينا هذه الصورة".

 

 

وتابعت، في بيان، "ليست هذه الحادثة سابقة من نوعها في عهد الرئيس قيس سعيّد، ممّا يوضح زيف شعاراته خلال حملته "التفسيرية"، وممّا يؤكّد، مرّة أخرى، أنّ موقفه المزعوم من التطبيع لم يكن إلّا دعاية انتخابية من أجل كسب الدعم الشعبي، لما نعلمه عن رسوخ القضية الفلسطينية في وجدان التونسيين، إلّا أن هذه المحادثة الودية أوقح ما بدر خلال العشرية الأخيرة عن السلطات الرسمية من تنكّر لموقف الشعب التونسي الثابت من الحق الفلسطيني".

الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع: موقف قيس سعيّد المزعوم من التطبيع لم يكن إلّا دعاية انتخابية من أجل كسب الدعم الشعبي، لما نعلمه عن رسوخ القضية الفلسطينية في وجدان التونسيين

واعتبرت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع أنّ "هذه الممارسات التي تزج بتونس في مستنقع التطبيع وتهين شعبنا بعدم إبداء أي عداء لكيان عدو، هذه الممارسات التي تندرج تحت السياسات الديبلوماسية التابعة التي تنتهجها الدولة التونسية، تنضوي ضمن نهج تطبيعي مذل لم يقبله شعبنا وقواه الحيّة ولن يقبله أبدًا. وهي تفضح بالأساس طبيعة النخب الحاكمة وعقليّتها الذليلة والعميلة للاستعمار".

وشددت الحملة أنها لم تعد "تستغرب مثل هذه المشاهد، لكنّنا مازلنا نستنكرها ونستهجنها ونشهد عليها وصمة عار في تاريخ تونس وفي جبين سلطاتها المتعاقبة التي لم تختلف جوهريًّا في موقفها المهادن والدّاعم لمسار التطبيع"، وفق ذات البيان.

 

 

وذكرّت أنّ "المحاولات المتكرّرة للسلطات الرسمية منذ الاستقلال وحتى الآن لمحو القضية الفلسطينية من وجدان الشعب التونسي باءت بالفشل، وبأنه وحتى خلال فترات القمع السياسي الشّديد، لم يتوان عن دعم الحق الفلسطيني ورفض التطبيع بكافّة أشكاله (حتى "البروتوكوليّ والتّقنيّ" منه، أيًّا كان الموقف الذي تتبنّاه النّخب الحاكمة منه) بكل الطرق المتاحة له".

الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع: "هذه المحادثة الودية أوقح ما بدر خلال العشرية الأخيرة عن السلطات الرسمية من تنكّر لموقف الشعب التونسي الثابت من الحق الفلسطيني"

وختم لتجديد المطالبة بسنّ قانون يجرّم كافة أشكال التطبيع مع الحركة الصهيونية وكيانها المحتلّ على أرض فلسطين، "بغضّ النظر عن افتضاح نفاق خطاب قيس سعيّد وسقوط ورقة التوت عن حكومته التكنوقراطية الخاضعة للإملاءات الاستعمارية في مختلف المجالات من الاقتصاد إلى الثقافة وصولاً للعلاقات الخارجية، وفق ذات البيان.

 

 

في المقابل، التزمت السلطات التونسية الصمت ولم تعلق أو تقدم توضيحًا إزاء الفيديو الذي تم تداوله بشكل مكثف على منصات التواصل تونسيًا وحتى عربيًا، فيما تتالت تعليقات النشطاء والسياسيين في تونس.

التزمت السلطات التونسية الصمت ولم تعلق أو تقدم توضيحًا إزاء الفيديو الذي تم تداوله بشكل مكثف على منصات التواصل تونسيًا وحتى عربيًا

تساءل النائب بالبرلمان المنحل والمحامي سمير ديلو "بعد الدّردشة التطبيعية.. لم تَستَقِل بودن لحدّ الآن..!؟ لم تُقَلْ ..!؟". ووعلّق على تبرير البعض الحديث والابتسامات في الفيديو المذكور بجهل بودن بشخصية محدثها ربما، قائلًا "هل الجهل ظرف تخفيف.. هذا ما يراه المفسّرون، السيدة بودن سلّمت على رئيس الكيان لأنّها كانت تجهل أنّه الرئيس الإسرائيلي، هؤلاء أدانوها حيث أرادوا إنقاذها..".

سمير ديلو: "هل الجهل ظرف تخفيف.. هذا ما يراه المفسّرون.. هؤلاء أدانوها حيث أرادوا إنقاذها.."

وأوضح موقفه "هل يخفى على أبسط مسؤول في الدولة أن أبسط استعداد للمشاركة في أبسط اجتماع (فضلا عن أن يكون قمّة على مستوى الرؤساء ورؤساء الحكومات) يقتضي التعرّف على قائمة المشاركين؟ هل تجهل السيدة بودن أنّ السّلطة المصرية مُطبّعة مع الكيان وترتبط معه باتفاقية سلام.. لماذا صمت الجميع..!؟"، متابعًا "تكلّم إعلام الكيان والإعلام التونسي وصمتت بودن والناطق باسم حكومة بودن وأولئك الذين يعتبرون التطبيع خيانة عظمى ومعهم الذين صفّقوا لمن اعتبر التطبيع خيانة عظمى..".

 

 

أما مدير الديوان الرئاسي سابقًا عدنان منصر فقد دوّن "هناك من يلوم نجلاء بودن لتبادلها الحديث مع هرتسوغ، هل تتخيلوم أنها تعرفه؟"، موضحًا "الرئيس قيس سعيّد لم يذهب لقمة المناخ لكي لا يُتهم بالتطبيع فهو يعرف حضور رئيس الكيان الصهيوني.. المهم هي صورته وما يُحسب عليه"، وفق توصيفه.

عدنان منصر: "الرئيس قيس سعيّد لم يذهب لقمة المناخ لكي لا يُتهم بالتطبيع فهو يعرف حضور رئيس الكيان الصهيوني.. المهم هي صورته"

 

 

وأعاد نشطاء نشر مقطع الفيديو على صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وأرفقوه بوسم "التطبيع خيانة عظمى"، في إشارة إلى الشعار الذي كان قد رفعه الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية سنة 2019. فيما عبّر آخرون عن غضبهم واستيائهم من المحادثة الودية بين بودن والرئيس الإسرائيلي، واصفين ذلك بـ"الخزي والعار"، متسائلين عن رأي قيس سعيّد ممّا حصل.

يشار إلى أن رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن أدت زيارة إلى مصر للمشاركة في قمة المناخ "كوب27" التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 7 و8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. ورافق بودن في هذه الزيارة وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد، ووزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي، ووزيرة البيئة ليلى الشيخاوي، وفق ما ورد في بلاغ لرئاسة الحكومة التونسية.

ويشارك في هذه القمة، عدد من قادة العالم والمسؤولين في الأمم المتحدة، كما يحضرها آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، في محاولة لدعم مكافحة التغير المناخي، وهي تنعقد في ظل دعوات لالتزام الدول الكبرى بأهداف تقليص الانبعاثات ومساعدة الدول الصغيرة على مواجهة تداعيات تغير المناخ.