التطوع بـ"ساعة من أجل الأرض".. مبادرة بيئية تونسية تطمح للانتشار في كل الولايات

أكد رئيس جمعية سلقطة الطبيعة، فؤاد بيّار، وهو مُؤسس مبادرة موعد مع الطبيعة ضدّ التلوّث "ساعة من أجل الأرض.. ساعة من أجل الطبيعة"، الأحد 6 جويلية/يوليو 2025، في تصريحه لـ"الترا تونس"، أنّ هذا الأحد يعدّ الأحد رقم 237 من انطلاق مبادرة تنظيف شواطئ الجهة، بعد أن راودته الفكرة وانطلق في تنفيذها من قرابة 4 سنوات.

يقول فؤاد بيار، إنّ الفكرة انطلقت في ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو الشهر الذي ضمّ الأحد رقم 1 في انطلاق المبادرة الساعية إلى تنظيف شاطئ سلقطة (إحدى قرى الجمهورية التونسية، تقع في معتمدية قصور الساف من ولاية المهدية)، بعد ملاحظة التلوث بالبلاستيك في الغابات والطرق والبحر، مضيفًا: "ركزنا على محاولة تنظيف البحر على اعتبار أنّ الماء والأماكن الرطبة عمومًا هي الأكثر تضررًا، فضلًا عن أنّ ثلثي الأرض أساسًا من الماء" وفقه.

مُؤسس مبادرة موعد مع الطبيعة ضدّ التلوّث لـ"الترا تونس": مجهودات المتطوعين في البداية كانت لا تتمكن سوى من تغطية مساحة 300 متر مربع، لكن بعد 4 سنوات، أصبحنا نشتغل على 1500 متر مربع

يستنكر محدثنا في تصريحه لـ"الترا تونس"، ما وصفه باللامبالاة الحاصلة تجاه التلوث، ولهذا قرّر رفقة آخرين، التغيير نحو الأفضل، عبر تغيير العقليات، فكان أن لبّوا نداء الطبيعة وتطوعوا كمواطنين، بدلًا من الجلوس على الربوة والنقد، وفق قوله.

ولفت بيار إلى أنّه تم اختيار يوم الأحد وهو يوم راحة أسبوعية، كتوقيت مدروس بعناية ويناسب الأغلبية، لإعادة الجميل للطبيعة لساعة واحدة فقط، مؤكدًا أنّ شخصًا واحدًا التحق به في البداية، لكنه واصل بالنسق نفسه بلا أي انقطاع تقريبًا على مدار 4 سنوات، ما عدا مرتين كان فيهما حظر تجول بسبب فيروس كورونا، وقال: "الأحد المقبل، الموافق لـ 13 جويلية/يوليو 2025، سيكون هو الأحد رقم 238 من انطلاق هذه المبادرة".

يشير فؤاد بيار في تصريحه لـ"الترا تونس"، إلى أنّ "موضوع حماية الطبيعة والبيئة أصبح رأيًا عامًا"، مشددًا على أنّ الطبيعة "مزاياها سابقة"، وأنّ التطوع بساعة لا يقف على شخص، مهما كان الطقس ومهما كان عدد الحضور، وقال: "الفكرة هنا هي أننا كمواطنين لا يمكن أن نقضي على التلوث بهذه المبادرة، على اعتبار أنّ ظاهرة التلوث عالمية ومستفحلة، لكن من دورنا تغيير العقليات، إذ من الطبيعي أن يحدث التلوث في المكان نفسه الذي نظفناه الأسبوع الفارط، لذا يجب التحلّي دومًا برباطة الجأش" وفق وصفه.

يقرّ صاحب المبادرة بأنّ ما يحدث في الأرض خطير جدًا لكنّ ساعة التطوع تلك عبارة عن معركة صغيرة، وقال: "هناك رسائل للبلدية والمؤسسات مفادها أنّ المواطن يقوم بدوره، وما على هذه الهياكل إلا أن تقوم بدورها في المقابل، ونحن بهذه الحركة نطالبهم بالقيام بدورهم".

مُؤسس مبادرة موعد مع الطبيعة ضدّ التلوّث لـ"الترا تونس": هناك رسائل للبلدية والمؤسسات مفادها أنّ المواطن يقوم بدوره، وما على هذه الهياكل إلا أن تقوم بدورها في المقابل

كما عبّر فؤاد بيار عن طموحه بأن تنتشر هذه الفكرة كحمّى في بقية الجهات، وقال: "اسمها موعد مع الطبيعة ضد التلوث.. ساعة من أجل الأرض، لا من أجل جهة بعينها.. نريد نشر هذا الوعي بأننا مواطنون على الأرض وأنّ كل كيس أو مادة بلاستيكية نخرجها من البحر يكون سببًا في عدم اختناق كائن بحري".

وشدد بيار على أنّ المبادرة تشتغل على رأي عام يحترم الطبيعة، لافتًا إلى أنّ مجهودات المتطوعين في البداية كانت لا تتمكن سوى من تغطية مساحة 300 متر مربع، لكن بعد 4 سنوات، أصبحنا نشتغل على 1500 متر مربع، ولمسنا تراجع منسوب التلوث نسبيًا، وأصبح لدينا سبق عليه، على حد تعبيره.