18-مايو-2022
 تونس العاصمة

(صورة وسيم الجديدي/sopa images)

الترا تونس - فريق التحرير

 

صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية الأخير (الجريدة الرسمية)، بتاريخ 13 ماي/أيار 2022، قرار بمنح تأشيرة لحزب سياسي جديد يحمل اسم ''الحشد الشعبي''.

أثار الإعلان عن حزب "الحشد الشعبي" جدلًا على منصات التواصل تونسيًا، ويعود ذلك غالبًا للتسمية ولكن أيضًا لما ارتبط في ذهن التونسي عن "الحشد الشعبي" في العراق

وقد أثار الإعلان عن الحزب الجديد جدلًا على منصات التواصل تونسيًا، ويعود ذلك غالبًا للتسمية ولكن أيضًا لما ارتبط في ذهن التونسي عن "الحشد الشعبي" في العراق.

ووفق ما ورد في الإعلان المخصص للحزب الجديد فهو "حزب وسطي يهدف إلى الرقي بتونس نحو التطور والتقدم ويدافع عن مدنية الدولة ومبادئ الديمقراطية وعلوية القانون ويدعو إلى إعلاء قيم العدل والاعتدال والتسامح بين الجميع".

وورد أيضًا في ذات الإعلان أن مقر الحزب هو بولاية صفاقس (جنوب تونس) وأن رئيسه هو أنيس قعدان وهو موظف ويشاركه في الهيئة التأسيسية للحزب أسامة بن صالح (يشتغل في أعمال حرة).
 

الحشد الشعبي

 

وقد تعددت التفاعلات حول الحزب الجديد وتسميته ومنها ما دوّنه القاضي الإداري السابق وكاتب الدولة السابق لدى وزارة الداخلية عبد الرزاق بن خليفة، إذ كتب "الترخيص لحزب باسم "الحشد الشعبي" مخالف للقانون وتحديدًا الفصل 4 من مرسوم الأحزاب، الذي يحجر أن يكون لأي حزب خلفية عنيفة..".

كاتب الدولة السابق لدى وزارة الداخلية عبد الرزاق بن خليفة: "الترخيص لحزب باسم "الحشد الشعبي" مخالف للقانون وتحديدًا الفصل 4 من مرسوم الأحزاب، الذي يحجر أن يكون لأي حزب خلفية عنيفة

وتابع في نفس السياق، "عبارة "الحشد الشعبي" تحيل إلى ميليشيا تكوّنت في العراق معروفة بأعمال ذبح واغتيالات.. ورغم موافقة الدولة العراقية على تكوينها إلا أنها محل شبهات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

وأوضح القاضي السابق بن خليفة "الإحالة إليها في تكوين حزب مدني تونسي يدعي التسامح في بلاد تعيش تجاذبات سياسية خطيرة أمر مثير للحيرة وينذر باستشراء العنف الشعبوي، خطأ جسيم من رئاسة الحكومة".

 

 

في سياق متصل، كتب الباحث غفران الحسايني "صدر اليوم بالرائد الرسمي تأسيس حزب جديد يحمل اسم "الحشد الشعبي" وتونس تدخل رسميًا مرحلة الحشود في انتظار تأسيس التيار الشفتري وكتائب أهل التفسير..".

الباحث غفران الحسايني: أ لم يجدوا اسمًا آخر إلا الحشد الشعبي الذي يذكرنا بفتنة العراق بين الشيعة والسنة؟ لماذا لا يستنسخون إلا النماذج البائسة حتى في الأسماء؟

وتساءل الحسايني "أ لم يجدوا اسمًا آخر إلا الحشد الشعبي الذي يذكرنا بفتنة العراق بين الشيعة والسنة؟ لماذا لا يستنسخون إلا النماذج البائسة حتى في الأسماء؟".

 

 

من جانب آخر، اهتم الكاتب أكرم معتوق برئيس الحزب الجديد أنيس قعدان والذي قال إنه سبق أن "ترشح على رأس قائمة حركة الوحدويين الأحرار في انتخابات 2014 على دائرة صفاقس 2 وهي قائمة حزبية وحصد فقط 547 صوتًا، مؤكدًا أن "قعدان يقدم نفسه وحزبه الجديد على أساس أنه تنظيم بديل للأحزاب السياسية ونقيض لها ومساند للرئيس قيس سعيّد".

 

 

فيما لم تعارض أصوات أخرى تسمية الحزب الجديد وتمنت له التوفيق، ومنهم الصحفي عامر بوعزة الذي ذكر أن مؤسس حزب "الحشد الشعبي" شارك في انتخابات العام 2014 التشريعية في قائمة الوحدويين الأحرار بصفاقس، وهو موظف (كاتب محكمة).

 

يذكر أنه ورغم تزايد عدد الأحزاب في تونس بكثافة إبان ثورة 2011 وقد تجاوزت 200 حزب، إلا أن فاعلية معظمها على الساحة السياسية التونسية بسيطة وأحيانًا شبه منعدمة. فيما عرفت الساحة السياسية خلال السنتين الأخيرتين موجة أحزاب بتسميات تحيل لشعار الحملة الانتخابية للرئيس التونسي قيس سعيّد "الشعب يريد" أو تدرج عبارات ذات صلة بـ"الشعب". 

 

تونس