10-أبريل-2018

جدل بين التونسيين حول البيان الأخير المنسوب لكتيبة "عقبة بن نافع"

أثار البيان المنسوب لما يسمّى "كتيبة عقبة بن نافع" حالة من الجدل بين التونسيين في مواقع التواصل الاجتماعي، بين سخرية من خطاب البيان وتشكيك في صحته على ضوء ما ظهر اعترافًا بمؤسسة دستورية، وهي هيئة الحقيقة والكرامة، ودعوة للتونسيين للتظاهر السلمي حول ملف الثروات الطبيعية من جهة، وخشية من استغلال بعض الجهات السياسية المناوئة للهيئة لهذا البيان لاتهامها بتوفير الأرضية للجماعات الإرهابية لاستهداف الدولة، من جهة أخرى.

سامي براهم، مختص في دراسة الظاهرة السلفية: بيان غريب وإن صحّت نسبته للكتيبة فهي مقدمات نقلة نوعية

وقد عمّت حالة سخرية مواقع التواصل، خاصة وأن البيان المطوّل للكتيبة المتورّطة في الأحداث الإرهابية في تونس في السنوات الأخيرة، استرسل، وخلافًا للبلاغات السابقة، في مسائل سياسية بامتياز وذلك بعيدًا عن الخطاب التقليدي التحريضي المعروف لمثل هذه الجماعات.

وبعيدًا عن السخرية، التجأ البعض إلى تقديم ما اعتبرها براهينًا على عدم صحة البيان، خاصة بالحديث عن نشره لأول مرة من قبل جريدة "آخر خبر" المعلوم قربها من بعض الأطراف في وزارة الداخلية، وفق مراقبين.

 

 

 

في المقابل، استفاض أكاديميون في تحليل البيان. وفي هذا الإطار، تحدث سامي براهم، وهو مختص في دراسة الظاهرة السلفية، عن بيان "غريب"، قائلًا "إنّ صحّت نسبة البيان إلى كتيبة متحصّنة بالجبال فهي مقدمات نقلة نوعيّة أشبه بإعادة الانتشار حيث يكون لفصيل عسكريّ في كهوف الجبال امتداد سياسيّ وسط الحضر يحرّض النّاس على التظاهر دفاعًا عن استقلال البلاد وثرواته".

فيما تحدث جهاد الحاج سالم، وهو باحث في نفس المجال، عن الحركات الجهادية وتمثلاتها، وبيّن عدم غرابة عناصر خطاب البيان الأخير مقارنة بأدبيات تنظيم القاعدة، وتحدث عن خيار "الحاضنة الشعبية" الذي اتخذته الجماعات السلفية الجهادية في تونس لنشر دعوتها وذلك قبل تورطها في عمليات إرهابية تكشف عن تراجعها عن خيارها الأوّل.

طارق الكحلاوي (حراك تونس الإرادة): المشكل ليس صحة البيان من عدمها بل دور القاعدة المعتاد في إسناد المنظومة القديمة

من جهته، اعتبر طارق الكحلاوي، عضو المكتب التنفيذي لحراك تونس الإرادة والمدير السابق للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، على صفحته على فيسبوك أن "المشكل ليس صحة البيان بل دور القاعدة المعتاد في إسناد المنظومة القديمة"، مشيرًا أن الكتيبة الإرهابية "توفر المضامين الإعلامية وعناصر الخطاب لوسم من يقف مع الهيئة والتظاهر السلمي معها ومن يطالب بكشف الحقيقة ومن يسائل "الاستقلال" بالتقاطع مع الإرهاب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تحت غطاء مكافحة الإرهاب.. حملة تضييق على الجمعيات

مانيفاستو حساء الخضار: الإرهاب لا يضحك !