23-أغسطس-2019

نصائح ساخرة للصحفيين التونسيين (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

 

يُقال عن تونس إنها ديمقراطية ناشئة واستثنائية في محيطها العربي، ويُقال أيضًا عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية إنها بالغة الأهمية، فالمترشحون كثيرون والسياق محموم والنتائج غامضة لا أحد قادر على التكهن بها. ويُقال كذلك أن الماكينات قد انطلقت بعد في عملها لتشويه هذا المرشح أو لحشد الأنصار لمرشح آخر، أما المواطنون الناخبون فهم حيارى يشاهدون الاستعراض الانتخابي بانتباه أحياًنا وبلامبالاة أحيانًا أخرى.

ولكن ما هو دور الصحافة في هذا المسار الانتخابي وماذا على الصحافة فعله؟ وماذا يجب أن ينتظر منها المواطنون حتى يتخذوا القرارات الجيدة والمستنيرة؟ هذه إجابات ممكنة عن هذه الأسئلة للقارئ الفطن والحاذق والمنتبه!

النصيحة الأولى: الصحافة الناقلة

يُنصح بالاعتماد أولًا وأخيرًا وقبل كل شيء على المعلومات التي يوفرها المترشحون عن حملاتهم عبر البلاغات الصحفية والندوات الصحفية والتدوينات الفايبسبوكية والتسريبات التي يقوم بها الفريق الاتصالي للمترشح. ويجب ألا تخضع هذه المواد لأية معالجة صحفية حتى لا يتم إفساد الرسائل التي يريد المترشح إيصالها إلى جمهور الناخبين!

يجب ألا تخضع المواد الإعلامية للمترشحين لأية معالجة صحفية حتى لا يتم إفساد الرسائل التي يريد المترشح إيصالها إلى جمهور الناخبين!

القاعدة الثانية: الصحافة البوق

تحقيقًا لرغبة السياسين جميعًا، لا بد أن تكون الصحافة بوقًا لهم، إذ كانت الصحافة في النظام القديم بوقًا لحزب واحد وفرد واحد أما الآن فيجب أن تكون الصحافة بوقًا لأحزاب عديدة.

أم  إذا أردت أن تكون صحفيًا يثني عليك الجميع، عليك أن تكون كساعي البريد يؤدي خدمة التوصيل لما يريد أن يقول السياسي لجمهور الناخبين. وفي هذه الحالة أيضًا وإذا أردت أن يرضى بك المترشحون وأنصارهم، كن صديقًا مع الفريق المكلف لديهم بالعلاقات مع الصحافة أو بالاتصال، بل حاول أيضًا أن تكون في خدمة إستراتيجيته الاتصالية وتكتيكاته الدعائية أو حتى جزءًا من الماكينة إن شئت!

اقرأ/ي أيضًا: ما هي أخلاقيات الصحفيين التونسيين؟

القاعدة الثالثة: لا تهتم بالناخبين!

لا بد أن ينظر الصحفي إلى الحملة بأعين المترشحين أنفسهم وليس بأعين المواطنين للأن الصحافة يجب أن تبقى امتدادًا لعالم السياسة مرتبطة بها أشد ارتباط حتى تكون مرآة لعالم السياسيين فقط. فلا يجب على الصحافة أن تقوم بالريبورتاجات لاستطلاع آراء الناس في المترشحين وفي برامجهم ولا يجب أن تسعى إلى استكشاف القضايا التي تهم الناس.

لا بد أن ينظر الصحفي إلى الحملة بأعين المترشحين أنفسهم وليس بأعين المواطنين لأن الصحافة يجب أن تبقى امتدادًا لعالم السياسة مرتبطة بها أشد ارتباط!

القاعدة الرابعة: كن محايدًا والتزم بالحد الأدنى من الصحافة!

يمكن فهم الحياد على أنه مبدأ يفرض على الصحافة الاكتفاء بالحد الأدنى من المعالجة أي أن تكون صحافة بلا إضافة تنقل ما يصل إليها، ويمكن أن يكون الحياد أيضًا قيمة أساسية تسمح للصحافة بالتعامل مع كل المترشحين بنفس الطريقة دون أن تتخلى عن حقها في التحقيق والتحري بل كناقل فقط للتصريحات التي يقوم بها المترشح.

وإذا كنت صحفيًا محايدًا بالمعنى الأول، أي ناقلًا فقط متخليًا عن واجب التحري والتقصي، فيعني ذلك أن الصحافة تحولت إلى موزع صوتي تكتفي بإعطاء الكلمة للمترشحين.

القاعدة الخامسة: لا تحقق في مصداقية الوعود التي يقدمها المترشحون!

يطلق المترشحون وعودًا لا حصر لها لا تهتم الصحافة بالتحقيق فيها وفي مصداقيتها وفي إمكانيات إنجازها الفعلي لأن ذلك سيستغرق وقتًا كثيرًا وجهدًا عظيمًا من البحث في والمقارنة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بوعود اقتصادية.    

القاعدة السادسة: لا تدقق في رصيد من حكم البلاد!

شغل بعض المترشحين للرئاسيات منصب رؤساء حكومات أو وزراء أو مسؤولين عمومًا، والأحسن بالنسبة إلى الصحافة حتى يرضى عليها الأنصار أن لا تحقق فيما أنجزوه و ما لم ينجزوه، فتتعامل معهم وكأنهم عذارى يتقدمون لممارسة السياسة لأول مرة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

رسائل نقاط الزبيدي الخمس..

ألا يشعر حكامنا بالغيرة؟