الترا تونس - فريق التحرير
أثار تصويت أعضاء المجلس الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بنسبة أكثر من 96 في المائة للدعوة لعقد مؤتمر استثنائي غير انتخابي لتنقيح القانون الأساسي للسماح لأعضاء المكتب التنفيذي الحالي بالتمديد والترشح لعهدة ثالثة، موجة انتقادات وسخرية في صفوف السياسيين والنشطاء، لما اُعتبر نكسة في المنظمة الشغيلة باتجاه تنقيح النظام الحالي بغاية التمديد والالتفاف على مبدأ التداول على المسؤولية، وخاصة في ظل الحديث عن ضغوطات في عملية الاقتراع التي أشرف عليها شخصيًا الأمين العام نورالدين الطبوبي.
لسعد اليعقوبي: تعرض أعضاء في المجلس الوطني للضغوطات والهرسلة للتصويت للدعوة لعقد المؤتمر الاستثنائي
كما ذكرت التعليقات أن 96 في المائة تذكّر بنسبة الموافقة في الأنظمة الاستبدادية، رغم أن اتحاد الشغل يقدم نفسه حاملًا للواء الدفاع عن الديمقراطية، وخاصة أن عملية الاقتراع جرت في خضم معارضة نقابية ضمن مجموعة تسمي نفسها "لقاء القوى الديمقراطية النقابية".
وكان قد تحدث كاتب عام جامعة التعليم الثانوي اليعقوبي، في كلمة أمام جمع من النقابيين المحتجين الأربعاء 26 أوت/أغسطس 2020 أمام نزل انعقاد المجلس الوطني، عن ممارسات هرسلة وضغوطات تعرض لها أعضاء في المجلس، داعيًا للاستعداد للمؤتمر الاستثنائي والتحشيد مع النقابات الأساسية لمنع تعديل قانون المنظمة.
وكتب على حسابه على فيسبوك ساخرًا أن أحد المهتمين بالوضع السياسي في البلاد رد عليه بـ"ضحكات هستيرية" حين الحديث عن الشروط الديمقراطية والاختيار الحر والسري معلقًا "عجبت لسلوكه ولكن تذكرت ففهمت"، في إشارة لطريقة تنظيم الاقتراع في المجلس الوطني بدون خلوة وبإشراف مباشر من الطبوبي.
وتفاعلًا مع النسبة المحقّقة، دوّن أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي على حسابه على فيسبوك "96.22، رقم يثير الحزن والقلق".
فيما سخر المدير السابق للديوان الرئاسي عدنان منصر "لنكن إيجابيين وننظر للجزء الملآن من البرميل: 3,78 من إطارات الاتحاد مع الديمقراطية والتداول على المسؤوليات واحترام القانون الداخلي".
عصام الشابي (أمين عام الحزب الجمهوري): 96.22 في المائة، رقم يثير الحزن والقلق
من جهته، وصف الناشط الأمين البوعزيزي المجلس الوطني بأنه "تكاذب انتخابي بنفسجي عام 2020" معلقًا، على حسابه على فيسبوك، "التزامي النقابي يمنعني من الصمت على جرائمكم. تبت أياديكم، اغتصبتم كل المعاني، وحولتم كل الكلمات الكبيرة إلى كبائر".
ومن جانبه، كتب الصحفي المصري والمراسل السابق لجريدة "الأهرام" في تونس كارم يحيي "يوم حزين في تونس.. مؤتمر اتحاد الشغل يتنكر للديمقراطية وتداول المواقع القيادية ولقانونه الأساسي".
فيما كتب الناشط شكري بن عيسى أن الأهم فيما حصل "هو منطق الوصاية والتعالي التي تمارسها القيادة الحالية، والنظرة التي تنظر بها للقواعد والقيادات الوسيطة كفاعلين قصر لم يكتسبوا الرشد بعد. لا يصلحون إلا للانتخاب وإعطاء الوكالة للقيادات التنفيذية الحالية وتفويضها".
يُذكر أن تعديل النظام الداخلي، حال إقراره نهائيًا في المؤتمر الاستثنائي المنتظر، سيسمح بالترشح لعهدة جديدة للأمين العام الحالي نورالدين الطبوبي وعدد من الأمناء العامين المساعدين في مقدمتهم بوعلي المباركي وسامي الطاهري وسمير الشفي وعبد الكريم جراد وكمال سعد وحفيّظ حفيّظ.
اقرأ/ي أيضًا:
مؤتمر استثنائي لاتحاد الشغل.. "المركزية" تتجه للتمديد رغم أصوات المعارضة