02-ديسمبر-2021

سالم الأبيض: لا يمكن لسعيّد أن يستفرد بالإصلاحات الكبرى مثل تعديل الدستور

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد النائب والقيادي بحركة الشعب سالم الأبيض الخميس 2 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أنّ هناك مؤشرات تُفهم منها الحالة السياسية في تونس وهي مؤشرات اقتصادية ومالية أولًا، ثمّ اجتماعية فسياسية، قائلًا على الصعيد الاقتصادي إنّ "تونس تعيش وضعًا سيئًا جدًا متأت من الحجم الكبير جدًا للمديونية والتي تجاوزت 107 مليار دينار أي أنها تجاوزت حجم ناتجها الوطني الخام بنقاط" وفقه.

سالم الأبيض: لا يمكن لسعيّد أن يحوّل حكمًا استثنائيًا إلى حكم دائم، وتحفظنا المشروع هو حول عملية التسقيف الزمني، ونطالب رئيس الجمهورية أن يتحدث إلى الصحفيين عبر ندوات صحفية

وأبرز الأبيض أنّ خطورة هذا الوضع تتجسد في كون الدولة أصبحت عاجزة عن التعبئة المالية مع إمكانية مزيد انهيار الدينار الذي فقد في السنوات الأخيرة أكثر من 40% من قيمته، فضلًا عن عجز الدولة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية والاجتماعية، حسب وصفه. مضيفًا بخصوص الجانب الاجتماعي، أننا أصبحنا نرصد ظواهر من قبيل محاولة قتل أستاذ في القسم، وانتشار الجريمة المنظمة وأرقام الفقر معلقًا على أرقام معهد الإحصاء حول الفقر بكونها "متواضعة ومنسّبة، إذ تتجاوز النسبة في تقديري 30%، ونصف الشعب التونسي سيصبح خط الفقر" على حد تقديره.

وبخصوص الوضع السياسي قال الأبيض إنّنا نعيش "أزمة أخلاق سياسية، فهي حرب الكل ضد الكل" وفقه، مشيرًا إلى أنّ المجتمع السياسي بأحزابه، كان عاجزًا عن حماية تجربة ديمقراطية واعدة، "مع العجز عن إدارة العملية الاقتصادية والاجتماعية وضعف البرامج والتمترس الإيديولوجي العقيم الذي يكاد ينسف العملية الديمقراطية" وفقه.

اقرأ/ي أيضًا: زهير حمدي: فترة الإجراءات الاستثنائية قد طالت في غياب أفق واضح

وتساءل القيادي بحركة الشعب: "ما الذي أوصلنا إلى 25 جويلية/ يوليو؟ هو الذي احتكر السلطة ورذّل الحياة السياسية في تونس وحاد بالبرلمان عن دوره الأساسي"، مشددًا على أنّه لا تنازال عن مسألة الديمقراطية والحريات والمشاركة السياسية والحقوق، وأضاف: "قلنا إنه لا يمكن لسعيّد أن يحوّل حكمًا استثنائيًا إلى حكم دائم، وتحفظنا المشروع هو حول عملية التسقيف الزمني، ونطالب رئيس الجمهورية أن يتحدث إلى الصحفيين عبر ندوات صحفية بدل أن يتحدّث بمفرده إلى الكاميرا في الفيديوهات التي تنشرها صفحة رئاسة الجمهورية" حسب قوله.

وطالب الأبيض رئيس الجمهورية بأن يجلس مع الأحزاب أيضًا بما فيها حركة الشعب، قائلًا: "نريد من رئيس الجمهورية أن يمثّل جميع التونسيين، وكل حزب سياسي متحصل على تأشيرة في تونس من حقه أن يجلس مع رئيس الدولة، وإذا كان لسعيّد تحفّظ على حزب معيّن عليه أن يتوجه إلى القضاء.. كما لست راضيًا عن المعجمية التي لا تخلو من عنف في خطابات سعيّد، فهذا غير مقبول" حسب رأيه. 

سالم الأبيض: أدعو سعيّد إلى أن يتقدّم بتأشيرة للحصول على ترخيص لبعث حزبه، فحزبه الحالي غير مرخّص مع أنّه موجود اليوم على أرض الواقع والتعيينات الأخيرة منه

واعتبر الأبيض أنّ المرجعيات التي يمكن أن نفهم بها خطاب رئيس الجمهورية هي مرجعيات زهيدة، متحدثًا عن أن سعيّد كان يقرّ بأهمية الأحزاب السياسية ودورها في نص مرجعي نشره في سنة 1987، لكن موقفه اليوم مبهم من الأحزاب وفق قوله، وقال: "لم تكن حركة الشعب يومًا حزب رئيس الجمهورية، فهي تتقاطع وتختلف معه كأحزاب أخرى، لكن الحزب الحقيقي للرئيس موجود اليوم على أرض الواقع" وفق وصفه.

وأبرز الأبيض في السياق نفسه أنّ وزير الداخلية ووزير الشؤون الاجتماعية والتعيينات الأخيرة للولاة والمديرين العامين مثلًا هم من حزب رئيس الجمهورية، وقال: "أدعو سعيّد إلى أن يتقدّم بتأشيرة للحصول على ترخيص لبعث حزبه، فحزبه الحالي غير مرخّص"، متابعًا أنّ العملية الديمقراطية تقوم على التعددية السياسية القانونية الحرة وعلى التداول السلمي على السلطة وعلى المراقبة وانتخاب أجهزة رقابية مختلفة عن السلطة التنفيذية، وأنّ "أي منطق غير هذا هو السير عكس التاريخ ومآله الفشل، ولا نريد لتجربة الرئيس أن تفشل" وفقه.

اقرأ/ي أيضًا: جلاد: 25 جويلية كان صرحًا فهوى.. قضى عليه سعيّد بتحويله لمسار سياسي شخصي

وأبدى القيادي بحركة الشعب رأيه بخصوص فكرة النظام المجلسي وعدّها "فكرة طوباوية ردّ عليها ماكس فيبر منذ 100 سنة وقال إنه لا محراب للديمقراطية أكثر تقدمًا من البرلمانات" وفقه، مضيفًا: "إذا أراد سعيّد إنجاح تجربته فليذهب إلى الأحزاب والمنظمات، وليشركها في حوار وطني حول مستقبل تونس، لأنّ أي انفراد بالسلطة وبالتقدير سيؤدي إلى تحمل رئيس الدولة النتائج السلبية لوحده، كما يجب على سعيّد أن يعود إلى الوضع العادي وأن يعلن عن انتخابات تشريعية جديدة" حسب تعبيره.

وبيّن الأبيض أنه يختلف مع سعيّد في اعتباره أنّ البرلمان يمكن أن يكون خطرًا داهمًا، وقال: "الخطر الداهم الحقيقي هو في خطر الإفلاس المالي، وهو في المؤسسات المالية الدولية التي نتعامل معها اضطرارًا.. ونحن على استعداد للتعامل مع الرئيس من أجل إنقاذ تونس اقتصاديًا وماليًا إذ لا يمكن أن يستفرد بالإصلاحات الكبرى مثل تعديل الدستور أو القانون الانتخابي".

سالم الأبيض: ماذا يمنع رئيس الجمهورية لإعادة النواب إلى وظائفهم السابقة لفترة نيابتهم؟ فهو قد مسّ بقراره هذا بموظفي الدولة داخل البرلمان ولم يمس المهربين والمحامين والأطباء

وقال الأبيض إنّ النهضة تتحمل مسؤولية فيما وصلت إليه تونس لكنها تبدي نوعًا من الخشية في القبول بذلك، وقال: "تجربة النهضة هي استنساخ للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحلّ، ولهذا كان المشهد يوم 25 جويلية/ يوليو مشابهًا لما حدث في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، و14 جانفي/ يناير 2011، وسعيّد قد أنقذ النهضة يومها، وهي إما أن تتحول النهضة إلى حزب مدني عادي وتبتعد عن التوظيف الديني يقبل بالتداول السلمي على السلطة، وإما الذهاب بهذا الحزب إلى القضاء" حسب رأيه.

واستنكر الأبيض أن يقطع قيس سعيّد أجور نواب البرلمان بأمر رئاسي ووصفها بالمظلمة، متسائلًا: "ماذا يمنع رئيس الجمهورية لإعادة النواب إلى وظائفهم السابقة لفترة نيابتهم؟ فهو قد مسّ بقراره هذا بموظفي الدولة داخل البرلمان ولم يمس المهربين والمحامين والأطباء"، وأضاف: "كيف لسعيّد أن يقول إنّ نائبًا يملك 1500 مليار، بما يعني 1% من الناتج الوطني الخام لتونس و3% من ميزانية الدولة لسنة 2021" وفقه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجمهوري والتيار والتكتل: رفض قطعي لإقحام سعيّد الجيش في الصراعات السياسية

الطبوبي: "عندما نتحدث مع بودن تذكر الأمر 117 وضرورة العودة لسعيّد"