16-فبراير-2021

بعد مرور ما يناهز الثلاثة أشهر على انطلاق اعتصامهم (صورة توضيحية/ محمد الزروقي/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تشهد منطقة الدولاب التابعة لولاية القصرين، منذ الاثنين 15 فيفري/ شباط 2021، مناوشات وكرًا وفرًا بين عدد من المعتصمين والقوات الأمنية، وذلك بعد مرور ما يناهز الثلاثة أشهر على انطلاق اعتصامهم بمنشأة "سيريبت" للتنقيب عن النفط.

وأفاد ربيع السماتي، أحد معتصمي حقل الدولاب النفطي في تصريح لـ"الترا تونس" الثلاثاء 16 فيفري/ شباط 2021، بأن المعتصمين توجهوا الاثنين إلى مقرّ الولاية بالقصرين للاحتجاج على سياسة اللامبالاة والمماطلة التي تعتمدها السلط الجهوية في التعامل مع مطالبهم، رغم تعهداتهم المتواصلة بإيجاد حلول لوضعيتهم

ربيع السماتي (أحد المعتصمين) لـ"الترا تونس": القوات الأمنية استغلت توجه المعتصمين إلى مقرّ الولاية وتركهم مكان اعتصامهم شاغرًا، لتعمد إلى تخريب خيماتهم وحرقها وتمركزت هناك لتحول دون عودتهم

وأكد أن اعتصامهم كان سلميًا، لكن فيما بعد حصلت مناوشات بين المحتجين والقوات الأمنية، مشيرًا إلى أن الأمنيين عمدوا إلى استعمال الغاز المسيل للدموع وإيقاف عدد من المحتجين. 

كما لفت السماتي إلى أن القوات الأمنية استغلت توجه المعتصمين إلى مقرّ الولاية وتركهم مكان اعتصامهم شاغرًا، لتعمد إلى تخريب خيماتهم وحرقها وتمركزتهناك لتحول دون عودتهم للاعتصام هناك، على حد قوله.

وتابع محدث "الترا تونس" القول إن عددًا من متساكني القصرين خرجوا اليوم للاحتجاج سلميًا من أجل إطلاق سراح المحتجين الذين تم إيقافهم، في مقدمتهم نساء من أهالي الموقوفين، لكن مع اقتراب المحتجين من المنشأة النفطية، عمدت القوات إلى ضرب النساء بالغاز المسيل للدموع وشتمهم بعبارات نابية وغير لائقة، وفق تعبيره.

وأضاف، في ذات الصدد، أن ما قام به الأمنيون تسبب في تحويل الاحتجاج السلمي إلى مناوشات بينهم وبين المحتجين، أسفرت عن حالات اختناق بالغاز بسبب الاستعمال المفرط له. 

وصرح ربيع السميتي: "لو تم استعمال كل هذا الغاز لمواجهة الإرهاب الذي على تخوم القصرين لقضوا عليه، بدل استعماله لصدّ المحتجين سلميًا والمطالبين بالحدّ الأدنى من حقوقهم"، حسب تقديره. 

كما أكد الشاب أن المعتصمين سيعودون غدًا وبعد غدٍ وكلّ يوم للاعتصام والاحتجاج حتى تتحقق مطالبهم، مشددًا على أنهم ضاقوا ذرعًا بلامبالاة وتجاهل الدولة لهم وبسياسة التهميش وأنهم مستعدون للتصعيد. 

وهبي شعباني (الحرس الوطني): الوحدات الأمنية اضطرت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع ومطاردة المحتجين بالعصي بعد أن عمدوا إلى رميهم بالحجارة وبالمقذوفات الصلبة، وإلى إشعال للعجلات المطاطية، وإغلاق الطرقات المؤدية للمنشأة البترولية

في المقابل، قال  كاتب عام نقابة فوج تدخل قوات الحرس الوطني بالقصرين وهبي شعباني، في تصريح نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إن "مجموعة من المحتجين حاولت، صباح الثلاثاء، اقتحام مقر شركة النفط "سيريبت" المنتصبة بمنطقة "الدولاب"، وتعطيل الإنتاج بها، ليتم التصدي لهم من قبل الوحدات الأمنية المكلفة بحماية المنشأة النفطية باستعمال الغاز المسيل للدموع والعصي بهدف ضمان استئناف نشاط الشركة بعد تعطل دام أشهرًا"، على حد قوله.

وأضاف شعباني أن "الوحدات الأمنية اضطرت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع ومطاردة المحتجين بالعصي بعد أن عمدوا إلى رمي الوحدات بالحجارة وبالمقذوفات الصلبة، وإلى إشعال للعجلات المطاطية، وإغلاق الطرقات المؤدية للمنشأة البترولية"، حسب تعبيره.

يذكر أن اعتصام "الدولاب" انطلق منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وهو متواصل إلى اليوم للمطالبة بمساهمة شركة "سيريبت" في تشغيل شباب المناطق المهمشة المتاخمة لمقر الشركة بولاية القصرين والمساهمة في دفع التنمية بهذه المناطق لإفتقارها إلى أبسط مقومات الحياة ومعاناة أبنائها من البطالة.

وسبق أن أكد السماتي، في تصريح سابق لـ"الترا تونس"، أن المعتصمين يطالبون بالأساس بمساهمة الشركة المستغلة للحقل في تشغيل شباب المنطقة والمساهمة في دفع التنمية، لاسيما وقد أدت أشغالها إلى تلويث مياه كل الأراضي الموجودة في أحوازها وأصبحت غير صالحة للزراعة، وفق تعبيره، لافتًا إلى أن مطالبهم التي ينادون بها ليست جديدة بل هي تفعيل لاتفاقية سابقة تم الالتزام بها منذ 2017 لكن لم يقع الإيفاء بما جاء فيها من تعهدات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

القصرين: استئناف اعتصام "الدولاب" وغلق "الفانا" من جديد (فيديو)

تصاعد الاحتجاجات بعد وفاة محتج مصاب في سبيطلة