23-سبتمبر-2019

شرك "طوماس كوك" أعلنت إفلاسها في نهاية المطاف (أنيس ميلي/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تسلّط الضوء، الأحد 22 سبتمبر/أيلول 2019، على خبر احتجاز أحد النزل بالحمامات لسياح بريطانيين بسبب عدم خلاص المصاريف من طرف منظم الرحلات وكالة الأسفار العالمية "طوماس كوك"، خاصة مع تغطية وسائل إعلامية بريطانية لهذا الحدث ومتابعة وزارة السياحة.

"الغارديان" وخبز الاحتجاز

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد نشرت خبرًا الأحد مفاده تعرّض سياح تابعين لوكالة "طوماس كوك" للاحتجاز من قبل صاحب أحد النزل بمنطقة الحمامات بسبب مخاوف من أن الوكالة المذكورة لن تكون قادرة على دفع الفواتير.

وقال هؤلاء للصحيفة إنه تمت إعادة الحافلات التي جاءت لنقلهم إلى مطار النفيضة ووقع منعهم من مغادرة النزل حتى يتمّ دفع مبلغ قيمته 6000 دينار تونس (1680 جنيه استرليني)، مبنين أن ممثلًا محليًا لـ"طوماس كوك" عمل لساعة متأخرة قبل أن يعود صباح الأحد مجددًا للتعامل مع استفسارات السياح العاجلة. هذا وقد تمكن السياح من المغادرة وتمّ رفع الاحتجاز، بحسب الصحيفة.

وزارة السياحة على الخط

أكدت وزارة السياحة والصناعات التقليدية أن ما الخبر الذي نقلته وسائل إعلام تونسية عن صحيفة بريطانية ومفاده احتجاز عدد من السياح البريطانيين ليلة السبت 21 سبتمبر/ أيلول 2019 ومنعهم من السفر، مبالغ فيه، مبينة أن السياح لم يتمّ احتجازهم بل تعطّلت إجراءات خروجهم من النزل لمدة وجيزة بطلب من صاحب هذه المؤسسة السياحية إلى حين التثبت مع منظم الرحلات الذي يتعامل مع وكالة الأسفار العالمية "طوماس كوك"، من طريقة خلاص مدة إقامة هؤلاء السياح وهو ما تمّ فعلًا.

وزارة السياحة: الوزارة بصدد  متابعة الوضعية الصعبة التي تمرّ بها وكالة "طوماس كوك" منذ مدة

وأضافت وزارة السياحة، في بلاغ أصدرته الأحد 22 سبتمبر/ أيلول، أنه "بتدخل من وزير السياحة روني الطرابلسي الذي شدّد على عدم إقحام أي سائح، أجنبيًا كان أو تونسيًا قادمًا عن طرق وكالة أسفار، في مشاكل وإجراءات الحجز" باعتبارها مسألة يجب حلّها مهنيًا بين الأطراف المعنية وبمتابعة الوزارة، تمّ على إثر ذلك تمكين الوفد البريطاني من القيام بإجراءات الخروج بصفة عادية بعد تقديم الاعتذار عن هذا التعطيل الإجرائي ثم تمت مرافقتهم والإحاطة بهم لمغادرة تونس في أحسن الظروف.

وأكدت الوزارة أنه بصدد متابعة الوضعية الصعبة التي تمرّ بها وكالة "طوماس كوك" منذ مدة، خاصة من الناحية المالية وهي بصدد العمل، بالتعاون مع الجامعات المهنية للسياحة ولوكالات الأسفار خاصة، على وضع استراتيجية لتفادي الانعكاس السلبي على النزل ولتجنب وقوع أي إشكال خاصة فيما يتعلّق بمغادرة السياح بعد انقضاء فترة إقامتهم في تونس.

وشددت على أنها ستحرص على عدم تكرار ما حصل يوم السبت بالحمامات وأنها في تنسيق متواصل مع أصحاب النزل ووكالات الأسفار لضمان مغادرة كلّ الوفود السياحية الأجنبية بتونس في أحسن الظروف.

بيرم كيلاني.. تدوينة تكشف المستور

وفي سياق متصل، أفاد الفنان التونسي والناشط بيرم الكيلاني، المعروف بـ"بندير مان"، أن مجموع ديون وكالة "طوماس كوك" لدى النزل التونسية بلغ 237 مليون دينار مبينًا أن الشركة تعيش إشكالًا منذ مدة طويلة وتحتاج إلى 200 مليون جنيه استرليني لإنقاذ نفسها.

وأبرز، في تدوينة  نشرها بحسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الأحد، أن هذه الوضعية من شأنها أن تجبر الشركة على إعادة 600 آلاف سائح يقضون إجازة مع "طوماس كوك"، متسائلًا عن كيفية قيام وزير السياحة بتوقيع اتفاقية مدتها 3 سنوات في ماي/ أيار الفارط مع وكالة الأسفار المعنية دون أن يدرك الكارثة للعملاق الانجليزي، ومشيرًا إلى "طوماس كوك" مدين للدولة بـ100 مليون دينار.

واعتبر الكيلاني أن كارثة اقتصادية واجتماعية ستقع موضحًا أن أول من سيدفع الثمن هم الموظفون الذين سيجدون أنفسهم دون عمل.

إفلاس "طوماس كوك" رسميًا

وفي الإطار ذاته، أشهرت شركة "طوماس كوك"، الإثنين 23 سبتمبر/ أيلول 2019، إفلاسها بعد محاولات إنقاذها من ديون ومتأخرات مستحقة عليها مبينة أن عدة محاولات جرت خلال الأيام الماضية بين مساهمي الشركة ومجموعة ممولين لإنقاذها إلا أنه كان لا بد من إشهار إفلاسها.

وذكرت الشركة، في بيان لها، أنها قرّرت اليوم الإعلان عن تصفية إلزامية يبدأ تنفيذ إجراءاتها فوريًا مضيفة أن ذلك يعدّ أفضل الحلول التي كانت مطروحة على المساهمين. ومن المتوقع أن تصدر الشركة خلال وقت لاحق اليوم، بيانا ثانيًا بشأن موظفيها حول العالم وعددهم 22 ألفا، منهم قرابة 9 آلاف موظف ينشطون داخل المملكة المتحدة، وفق ما أوردته وكالة الأناضول.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رئاسية 2019: في هذا التاريخ التصريح بالأحكام المتعلقة بطعون النتائج الأوّلية

هذه الأحزاب والائتلافات تدعم قيس سعيّد في الدور الثاني للرئاسية