18-يناير-2022

اعتبر أن ذلك يشكل "خطرًا ينذر بتخلي الدولة عن دعم الجامعة العمومية" (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبر اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة"، الاثنين 17 جانفي/يناير 2022، أن تحويل صبغة مؤسسات جامعية عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية يثير "نقاط استفهام عديدة" مناديًا بـ"عدم التسرع" خاصة وأن "التعليم العالي العمومي مهدد منذ سنوات بأجندات من قبل لوبيات تعمل على تدجينه"، وفقه.

واستغرب، في بيان له، عدم نشر وزارة التعليم العالي للإطار القانوني للإطار، مستطردًا: "طالعتنا وزارة التعليم العالي بتاريخ 17 جانفي/يناير 2022 ببيان لا يحمل إمضاء تخبرنا فيه أنه تم مؤخرًا تحويل صبغة جملة من المؤسسات مدّعية أن ذلك من أجل دعم استقلاليتها وإكسابها مرونة في التصرف وتمكينها من تعبئة مواردها الذاتية، ثم تربط تحويل الصبغة بالانخراط في الجودة والاعتماد وتعتبر أن تحويل الصبغة يدعم قدرة المؤسسات على مواصلة مسار الاعتماد و يشجع المؤسسات على تحمل مسؤولياتها".

اتحاد "إجابة": دعم الموارد الذاتية للمؤسسات لا بد أن يشترط بعدم المساس بمجانية التعليم والتكوين للطالب التونسي وألّا يكون بابًا مقننًا للخوصصة وضرب مجانية التعليم وجودته

وأشار اتحاد "إجابة" في هذا الصدد إلى أن "ادعاء تحويل صبغة المؤسسات من مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية شرطاً أساسياً للجودة والاعتماد هو خاطئ لأن المضي والعمل على إرساء الجودة والاعتماد لا يشترط تغيير الصبغة بل له مقاييس موحدة حسب كل تصنيف ولا يمنع مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية من دخول الاعتماد والجودة".

كما اعتبر أن "دعم استقلالية الجامعات والمؤسسات دون مراجعة الحوكمة والتصرف بها بشكل يضمن الشفافية ويعطي دفة التسيير لمن يستحق حسب مقايس تجمع ما بين التأهيل والكفاءة يعتبر أمرًا خطيرًا جدًا إذ أن الحوكمة الحالية بالجامعات على درجة كبيرة من السوء"، مضيفًا أن "دعم استقلالية الجامعات والمؤسسات دون آليات متابعة ومراقبة بشكل موضوعي وفعال يفتح أبواب سوء تصرف وفساد لا يمكن تلافيها"، حسب رأيه.

اتحاد "إجابة": تغيير صبغة المؤسسات بهدف تعبئة موارد ذاتية دون وضع خطط وأهداف وطنية يمكن أن يجعل من المؤسسات والجامعات إمارات صغيرة تبحث عن الربح ويدخل التعليم في السلعنة

ويرى اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين أن "دعم الموارد الذاتية للمؤسسات لا بد أن يشترط بعدم المساس بمجانية التعليم والتكوين للطالب التونسي وألّا يكون بابًا مقننًا للخوصصة وضرب مجانية التعليم وجودته"، مشيرًا إلى أن "ما تعتبره الوزارة تشجيعًا للمؤسسات على تحمل مسؤولياتها هو خطر ينذر بتخلي الدولة عن دعم الجامعة العمومية وضخ الأموال لها بتعلة تغيير الصبغة"، وفق تصوّره.

وأكد اتحاد "إجابة" أن "تغيير صبغة المؤسسات بهدف تعبئة موارد ذاتية دون وضع خطط وأهداف وطنية يمكن أن يجعل من المؤسسات والجامعات إمارات صغيرة تبحث عن الربح ويدخل التعليم في السلعنة ويهدد الإنسانيات والعلوم الأساسية بالاندثار ويهدد أحد أهم ركائز التعليم العمومي ألا وهي تكوين مواطن سليم يدعم استراتيجيات وطن منيع"، على حد توقعاته.

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أعلنت، الاثنين 17 جانفي/يناير 2022، أن "مجلس الوزراء، المنعقد السبت 15 جانفي/يناير 2022، صادق على 6 مشاريع أوامر رئاسية تتعلق بتحويل صبغة جامعة (جامعة المنستير، جامعة صفاقس، جامعة قابس، جامعة القيروان، جامعة سوسة، جامعة تونس المنار) و9 مشاريع أوامر رئاسية تتعلق بتحويل صبغة مؤسسة تعليم عال وبحث (المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة، المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير، كلية الطب بسوسة، كلية الطب بتونس، كلية الطب بصفاقس، كلية العلوم بقابس، المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر، المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بسوسة)، من مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لفرض جواز التلقيح وعدم تمديد فترة المراجعة.. عدد من الطلبة يقاطعون الامتحانات

قالت إن معطيات الطلبة معرضة للانتهاك.. هيئة حماية المعطيات الشخصية تقدم توصيات