14-أبريل-2022
تلميذة القايدي

سبق أن أثارت الحادثة جدلًا واسعًا في تونس (صورة توضيحية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

كشف مدير المدرسة الابتدائية مدرسة "السبالة" بمنطقة المغيلة من ولاية سيدي بوزيد، جمال محمدي، الخميس 14 أفريل/نيسان 2022، أنه تمت إقالته من وظيفته، على خلفية تدوينة كان قد فضح فيها "تعرّض تلميذة للوخز بالإبر من زوجة أبيها" في فيفري/شباط المنقضي وكانت قد أثارت الجدل آنذاك.

وقال محمدي، في تصريح له على إذاعة "شمس أف أم"، إنه "لم يتم إعلامه بقرار الإعفاء بالمرّة، بل إن شخصًا يعرفه من خارج الإدارة تواصل معه وأخبره بأنه هناك قرارًا في المندوبية الجهوية للتربية بسيدي بوزيد بإعفائه من خطته الوظيفية كمدير لمدرسة السبالة. 

مدير المدرسة المُقال: توجهت يوم 12 أفريل إلى مندوبية التربية، فوجدت أن هناك قرارًا بإعفائي صدر منذ تاريخ 25 مارس المنقضي مع توبيخ، وقد تم تعمّد عدم تبليغي بالقرار

وتابع: "توجهت يوم 12 أفريل/نيسان 2022 إلى المندوبية، فوجدت بالفعل أن هناك قرارًا بإعفائي صدر منذ تاريخ 25 مارس/آذار المنقضي مع توبيخ، وقد تم تعمّد عدم تبليغي بالقرار، وبقيت أشتغل لمدة 18 يومًا وأنا معفًى وغير محميّ قانونيًا"، على حد قوله.

وبالعودة إلى تاريخ الحادثة الذي يرجع ليوم 15 فيفري/شباط 2022، أشار جمال محمدي إلى أنه عند تفطنه لتعرض الطفلة للتعذيب، أول ما قام به هو توجيه استدعاء لوليّ الطفلة، ثم الاتصال عديد المرات بمسؤولي المندوبية الجهوية للتربية دون تلقّي أيّ ردّ"، متابعًا: "قمت إثر ذلك بتوجيه تقرير تفصيلي للمندوب الجهوي للتربية وأرسلته بريديًا"، على حد قوله.

وتابع: "ولأن الحادثة استعجالية وتستوجب التدخل العاجل، لم يهدأ لي بال فاتصلت عشية اليوم ذاته بعمدة المنطقة وأخبرته بوضعية الطفلة وطلبت منه إيجاد حلّ عاجل لإنقاذها، كما قمت بنشر تدوينة على فيسبوك توجهت من خلالها إلى مندوبيْ التربية والطفولة بسيدي بوزيد للمسارعة بإنقاذ الطفلة، ولم أقم بسبّ أحد أو اتهام أي طرف بالتقصير في التدوينة"، حسب تصريحه.

مدير المدرسة المُقال: يوم الحادثة اتصلت عديد المرات بمندوبية التربية دون تلقّي أي رد. ولأن الحادثة تستوجب التدخل العاجل نشرت تدوينة توجهت من خلالها لمندوبيْ التربية والطفولة بسيدي بوزيد للمسارعة بإنقاذ الطفلة

جدير بالذكر أن جمال محمدي كان قد نشر، على صفحته بفيسبوك بتاريخ 15 فيفري/شباط 2022، صورة جانبية لوجه الطفلة تظهر عليها علامات الوخز بالإبر، ودوّن: "إلى المندوب الجهوي للتعليم ومندوب حماية الطفولة بسيدي بوزيد، الرجاء التدخل الفوري لإنقاذ هذه الطفلة اليتيمة البالغة من العمر سبع سنوات والمرسمة بالسنة الثانية ابتدائي بالمدرسة الابتدائية بالمغيلة من هول التعذيب الذي تتعرض له من قبل زوجة أبيها، إذ عمدت إلى وخزها بالإبر والقيام بممارسات أخرى أخجل من ذكرها"، على حد قوله.

وسرعان ما تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورة الطفلة المعنفة، مطالبين من جهة مندوبية حماية الطفولة ووزارة المرأة والأسرة والطفولة إلى التحرك العاجل من أجل إنقاذ الطفلة، ومن جهة أخرى النيابة العمومية للتحرك والتحقيق مع زوجة الأب وكل من ستكشف عنه الأبحاث. 

يذكر أنه إثر الجدل الذي أثارته تدوينة المدير سارعت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة بتكليف المندوب العام لحماية الطفولة بالتعهّد الفوري بقضية "سوء معاملة طفلة بمنطقة المغيلة من ولاية سيدي بوزيد"

وبالفعل، على إثر الجدل الذي أثارته تدوينة المدير، سارعت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، مساء اليوم ذاته، بتكليف المندوب العام لحماية الطفولة بالتعهّد الفوري بقضية "سوء معاملة طفلة بمنطقة المغيلة من ولاية سيدي بوزيد".

وأضافت، في بلاغ لها، أنه "بعد التنسيق مع مندوب حماية الطفولة بسيدي بوزيد تم تحديد هوية الأب وزوجته وعنوانهما بالتعاون مع السلطة المحلية. كما تم التنسيق مع النيابة العمومية لمباشرة الأبحاث في سوء معاملة طفلة واتخاذ التساخير اللازمة لوضعيتها واتخاذ التدابير الحمائية لفائدتها بناء على تنسيق مندوب حماية الطفولة الحيني مع قاضي الأسرة وتعيين جلسة الأربعاء".

كما طلبت وزيرة الأسرة من المندوبة الجهوية لشؤون المرأة والأسرة بسيدي بوزيد إجراء بحث اجتماعي حول ظروف أسرة هذه الطفلة لاتخاذ ما يمكن من تدابير مرافقة في الغرض، وفق ما ورد في نص البلاغ.