14-أغسطس-2022
إشراف شبيل

على اعتبار أن لا صفة رسمية لها تخوّل لها ذلك

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار إشراف حرم الرئيس التونسي قيس سعيّد، إشراف شبيل، السبت 13 أوت/أغسطس 2022، على موكب الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية وإلقاؤها خطابًا بالمناسبة، قبل خطاب رئيسة الوزراء نجلاء بودن، جدلًا في تونس على اعتبار أن لا صفة رسمية تخوّل لها ذلك.

ندد سياسيون ونشطاء بإشراف حرم الرئيس على موكب حكومي للاحتفال بعيد المرأة معتبرين أنه يذكّر بعهد حكم بن علي وإشراف زوجته ليلى الطرابلسي على عدد من الفعاليات بصفتها "السيدة الأولى"

 

وندد سياسيون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بما حصل، معتبرين أنه يذكّر بعهد حكم بن علي وإشراف زوجته ليلى الطرابلسي على عدد من الفعاليات وإدلائها بخطابات، بصفتها "السيدة الأولى".

وقال الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، الأحد 14 أوت/أغسطس 2022، "ماهي الصفة التي تخول لإشراف شبيل الإشراف صحبة نجلاء بودن على نشاط حكومي رسمي، سوى أنها حرم رئيس الجمهورية؟"، متسائلًا: "هل تمنحها تلك الصفة أهلية التوجه بكلمة إلى التونسيات والتونسيين تتحدث فيها عن فخرها بالمنجزات التي تحققت بفضل دستور الجمهورية الجديدة التي يحاول الرئيس، زوجها، فرضها من خلال تطويع مؤسسات الدولة وإخضاعها لمشروعه الخاص؟"، وفق تعبيره.

عصام الشابي: ماهي الصفة التي تخول  لإشراف شبيل الإشراف على نشاط حكومي رسمي سوى أنها حرم الرئيس؟ هل تمنحها تلك الصفة أهلية التوجه بكلمة للتونسيين تتحدث فيها عن فخرها بدستور الجمهورية الجديدة التي يحاول زوجها فرضها؟

وأضاف، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: هذا لم يحصل أبدًا بعد الثورة، لا مع فؤاد المبزع ولا مع المنصف المرزوقي من بعده ولا مع المرحوم الباجي قائد السبسي أو محمد الناصر الذين تداولوا على رئاسة الجمهورية خلال ما يسميها الرئيس "العشرية السوداء".

وتابع قائلًا إن ذلك "لم يحصل إلا زمن الحكم الفردي للرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي عندما أصاب مؤسسات الدولة ما أصابها من وهن وضعف"، معقبًا: "خلال عام واحد من الحكم الفردي المطلق لقيس سعيّد استرجعت تونس بصورة مكثفة كل السلبيات التي راكمتها دولة الاستبداد على مدى خمسة عقود"، وفق ما ورد في نص التدوينة. 

عصام الشابي: "خلال عام واحد من الحكم الفردي المطلق استرجعت تونس بصورة مكثفة كل السلبيات التي راكمتها دولة الاستبداد على مدى خمسة عقود"

ومن جهته، قال القيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام، ليل السبت 13 أوت/أغسطس 2022، ساخرًا إن "السيدة الأولى استنسخت شخصية ليلى بن علي شكلًا ومضمونًا،  وخطبت  في الوزراء والوجهاء، بينما تنقل القناة البنفسجية كلمتها السحرية المليئة بالحكم والدرر النادرة على الهواء مباشرة، ولا تنسى أن تذكركم السيدة الأولى  بأنها سليلة الذوات والباشوات، وهي تحمل في يدها اليمنى محفظة ثمنها 50 ألف دينار، بما يفوق كلفة القرية الحرفية نفسها التي دشنها الرئيس في الصباح"، على حد قوله.

رفيق عبد السلام: ما حصل لم يسبق أن فعله أسلاف سعيّد بعد الثورة لا المبزع ولا المرزوقي ولا الباجي ولا محمد الناصر، ولم يتجرأ عليها من قبل سوى بن علي وسيدته الأولى ليلى الطرابلسي

وأضاف عبد السلام، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أن ما حصل لم يسبق أن فعله أسلاف سعيّد بعد الثورة "لا المبزع ولا المرزوقي ولا الباجي ولا محمد الناصر، ولم يتجرأ عليها من قبل سوى بن علي وسيدته الأولى ليلى الطرابلسي، معقبًا: "فعلًا كل ما يحصل اليوم يذكر بالطرابلسية وعصرهم الذهبي"، وفق ما ورد في التدوينة.

 

 

وبدوره، انتقد المحلل السياسي نصر الدين السويلمي ما اعتبره "عودة طقوس تقديم زوجة الرئيس على جميع المسؤولين أصحاب المناصب الرسمية في الدولة، رئيسة الحكومة ووزيرة المرأة وثلة من المسؤولين الذين رافقوا زوجة الرئيس وهي تتصدر الحضور في الكلمة والمشية وحتى في الجلوس"، على حد قوله.

ووصف السويلمي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، هذه الطقوس بـ"الخطيرة" التي لم تعرفها تونس بعد الثورة، مذكرًا بأنها نفس الممارسات التي كانت تحصل مع ليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، وأن "نفس المفردات التي استعملتها ليلى تستعملها اليوم إشراف"، حسب تقديره.

 

صورة

 

ومن جهته، قال المحامي عزيز بن سليمان إنه "لا يوجد في أي نصّ قانوني لمركز عقيلة رئيس الجمهورية، مضيفًا: "كفانا من خطابات زوجة الرئيس في عيد وطني".

وأضاف، في تدوينة له على فيسبوك "فضلًا عن ذلك، هي قاضية مباشرة للقضاء، فبأي صفة تخطب بصفتها زوجة الرئيس؟ مع الملاحظة قيس سعيّد لم يحترم المرأة عندما تعدّى على عرض قاضية ونعتها بالزانية وعندما تعرّض بسوء التلميح لزوجة رئيس هيئة دستورية"، معقبًا: "قيس سعيّد لا يحترم المرأة فعلى آله الصمت والتزام عدم التدخّل في السياسة الرسمية لإيالة الباي سعيّد"، وفق تعبيره.

 

 

في المقابل، لم يمانع نشطاء آخرون على منصات التواصل الاجتماعي إشراف حرم الرئيس على عيد المرأة في تونس، معتبرين أنها مسألة عادية ولا تستوجب الجدل الحاصل بخصوصها، حسب تقديرهم.

 

وأمام الضجة التي أثارتها المسألة ومعارضة كثيرين لتصدر زوجة الرئيس المشهد في الاحتفال الوطني بعيد المرأة، دافع أنصار للرئيس التونسي قيس سعيّد عن زوجة الرئيس. وفي تعليقه على ذلك، قال الكاتب عامر بوعزة: أنصار الرئيس هذا الصباح يتصدون لكل من يعلق على خطاب إشراف شبيل في عيد المرأة بقولهم: "لقد كنتم صامتين أيام ليلى الطرابلسي".

وتابع في تدوينة له على فيسبوك: "أنا شخصيًا لا أنصحهم باعتماد هذه الحجة، وأحثهم على البحث عن حجة أخرى فقيس سعيّد في زمن بن علي كان آلهة الصمت والخنوع، والثورة أصابته على كبر"، وفق تعبيره.