24-ديسمبر-2018

الشاب التونسي يبحث عن دعم لاستكمال مشروعه في الولايات المتحدة

يعمل الطالب التونسي في العلوم المالية في الجامعة الأمريكية بشمال إفريقيا أشرف خلولي على تصور جديد لشبكات التواصل الاجتماعي يقوم على إعادة خلق معنى التواصل.

يقول الخلولي، الذي يبلغ من العمر 22 سنة، إن العلاقات على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار "فيسبوك" مبنية على العلاقات الشخصية في حين أن الموقع الذي يسعى لإطلاقه مبني على تقاسم نفس الاهتمامات والآراء والأفكار ويتيح للمتصفح أن يتحدّث إلى أشخاص من الصعب جدًا أن يلتقيهم واقعًا أو حتى في العالم الافتراضي.

اقرأ/ي أيضًا: ياسمين القرمازي.. عندما تكون التجربة الشخصية حافزًا للاختراع

والمشروع الذي يعمل على تطويره رفقة طالبين تونسيين آخرين، يحمل اسم "Idook" وهي اختصار لـ"Ideas Book" أي كتاب الأفكار، وهو شبكة تواصل اجتماعي مصممة لاستقطاب الأشخاص الذين يبحثون عن تواصل حقيقي على قاعدة الأفكار، وفق حديثه لـ"الترا تونس".

وانطلق أشرف الخلولي من الحاجة إلى إنشاء شبكة تواصل اجتماعي تختلف عن الشبكات الموجودة حاليًا والتي تؤسس، وفق توصيفه، لتواصل سطحي بين مستخدميها، في حين أن الشبكة التي يعمل على إنشائها تبني علاقات عميقة تقوم على قاعدة الأفكار، وهي شبكة تجمع أشخاصًا من مختلف أصقاع العالم جامعيين وذوي ثقافة واسعة.

أشرف خلولي هو شاب تونسي يعمل على تطوير موقع تواصل اجتماعي يقوم على فكرة إنشاء علاقات على قاعدة تقارب الأفكار

وتستهدف الشبكة متصفحي الانترنت الباحثين عن إثراء معارفهم أو اكتساب معارف أخرى في مواضيع مختلفة وإثراء النقاش حولها بأفكار وآراء جديدة، وبالتالي الانفتاح على مواضيع وثقافات جديدة، على عكس "فيسبوك" الذي من الممكن أن تتحدّث فيه مع شخص لا تتقاسم معه أي اهتمامات ولا تتشاركون نفس الميولات الفكرية.

ويؤكّد محدّثنا أنّ "أي دوك" ليس منافسًا مباشرًا لـ"فيسبوك" وأن القاسم المشترك بينهما أنّهما منصّتي تواصل اجتماعي لكنّهما لا تقدّمان نفس الخدمات لمتصفح الانترنت، فالأول يسعى لتشكيل دوائر اجتماعية يقاسمك أفرادها نفس الأفكار في حين أن الثاني يستنسخ حياتك في عالم افتراضي، على حدّ تعبيره.

ويقول الشاب التونسي، عن خصوصية الشبكة التي يسعى لإطلاقها، إنها توفّر محرّك بحث يستعمله الأشخاص على أساس المواضيع التي يريدون الخوض فيها مما يتيح لكل فرد العثور على دائرته الاجتماعية التي يعثر فيها على أجوبة لأسئلته وينمي فيها معارفه.

اقرأ/ي أيضًا: حينما ننتصر إرادة التحدي.. قصة شاب يعاني "الديسلكسيا" يجتاز الباكالوريا بنجاح

وفي حال أراد أي متصفح أن يتحدث عن موضوع ما يكفي أن يكتب الموضوع في شريط البحث الذي يظهر على الصفحة الرسمية للشبكة التي ستتوفر على شاكلة موقع على الانترنت وتطبيقة في الهواتف الجوالة، وفي الوقت الفعلي سيتواصل المتصفح مع أشخاص من كافة أنحاء العالم وينطلق معهم في دردشة حول موضوع البحث.

ويعتبر محدّثنا أنّ عملية التواصل على موقع " أي دوك" فعالة وناجعة وأنّ مخرجاتها ستكون أفضل من تلك التي تتم على الفايسبوك أو مواقع التواصل الاجتماعية الأخرى، وأحيانًا تكون أكثر فاعلية حتى من التواصل على أرض الواقع.

وقد مكّن مشروع شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة أشرف الخلولي من منحة دراسية كاملة من معهد "واتسن" لمواصلة العمل على تطوير مشروعه وتحويله إلى نموذج قد يشدّ إليه أجد المستثمرين. 

 مكّن مشروع شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة أشرف الخلولي من منحة دراسية كاملة من معهد "واتسن" لمواصلة العمل على تطوير مشروعه

ومعهد "واتسن" بالولايات المتحدة الأمريكية، حاضنة أعمال ممولة، وهو يقدّم نموذجًا جديدًا للتعلم والابتكار ويساعد الطلاب على تجسيد أفكار مشاريعهم وتبليغها للمستثمرين أو المتبرّعين، ويخضع المقبولون في المعهد لبرنامج يدوم 4 أشهر لتصميم أفكارهم وتصوراتهم.

وبعد تصميم نموذج الموقع خلال الأشهر الأربع، يعرضه الشاب التونسي على المستثمرين وإذا نال إعجابهم يطلق الموقع الفعلي الذي سيكون قادرًا على منافسة مواقع أخرى مثل "تويتر" و"استغرام"، مع العلم وأنه تم قبول المشروع التونسي في معهد "واتسون" من ضمن آلاف المشاركات التي أفضت في النهاية إلى قبول 22 شخصًا.

ويفصل بين أشرف الخلولي وحلمه مبلغ 5 آلاف دولار، على اعتبار أن تكاليف الدراسة تقدّر بـ15 ألف دولار في حين أن المنحة التي تحصّل عليها اقتطعت منها 5 آلاف دولار وهي امتياز للطلبة الأمريكيين، ويواجه الطالب مشكلة في جمع هذا المبلغ ورغم اتصاله ببعض أصحاب القرار لم يتلقّ أي دعم، على حدّ تعبيره، وهو ما دفعه إلى اللجوء إلى موقع "شقاقة" لمحاولة جمع المبلغ قبل العاشر من شهر جانفي/كانون الثاني. 

وفي الوقت الذي تغطّ فيه الدولة في سبات عميق، تفاعل العديد من رواد "فيسبوك" مع الفيديو الذي سجّله الخلولي ودعا فيه التونسيين إلى مساعدته على توفير منحة الدراسة ليتمكّن من تجسيد حلمه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بحثًا عن لعب لابنه: تونسي يخترع ألعابًا تساعد أطفال التوحد

هل تفضح مقابلات العمل سوق الشغل في تونس؟ (شهادات)