08-يناير-2022

نادت المنظمة كل الأوفياء إلى النزول إلى الشارع يوم 14 جانفي "لإنقاذ تونس من العبث (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)"

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

دعت منظمة أوفياء لشهداء الثورة وجرحاها (منظمة تونسية)، الرئيس التونسي قيس سعيّد، إلى "الرجوع إلى مسار الثورة الحقيقي"، وفق تعبيرها، كما عبرت عن "رفضها القطعي حالة الارتجال والانفراد بالرأي فيما يتعلّق بالثورة وإلغاء مؤسّساتها وتوجيه أهدافها، وصولاً إلى إلغاء عيدها الرمزي أي يوم 14 جانفي"، داعية "كل الأوفياء، إلى النزول يوم 14 جانفي 2022 في ذكرى الثورة لإنقاذ تونس من العبث".

رئيسة المنظمة لمياء الفرحاني: جرحى الثورة وعائلات الشهداء سيكونون في الصفوف الأولى يوم 14 جانفي، جنبًا إلى جنب مع كل الناس الذين استبشروا بالثورة وآمنوا بها

وقالت رئيسة المنظمة لمياء الفرحاني، خلال ندوة صحفية تحت عنوان "لن نكون شهود زور"، السبت 8 جانفي/يناير 2022 بالعاصمة التونسية، "يجب على سعيّد أن يتحرّك ويوقف مهزلة تهميش جرحى الثورة وعائلات الشهداء"، معتبرة أن لديه فرصة، حتى يوم 14 جانفي، ليقوم بتصحيح المسار بحق وليس بمجرّد شعارات والاعتراف بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى على مدى 11 سنة"، ملاحظة أن جرحى الثورة وعائلات الشهداء سيكونون في الصفوف الأولى يوم 14 جانفي، جنبًا إلى جنب مع كل الناس الذين استبشروا بالثورة وآمنوا بها".

واعتبرت أنّ سعيّد فعل كلّ ما فعلته الحكومات السابقة منذ 2011 في علاقة بحق شهداء الثورة وجرحاها، "نظرًا إلى أنه لا يعترف بتاريخ 14 جانفي، كتاريخ للثورة التونسية، وهو بذلك انقلب على دماء الشهداء ومعاناة الجرحى، كما انقلب الذين حكموا من قبله"، مشيرة إلى أن الانقلاب على الثورة وعلى دماء الشهداء تم منذ أول يوم من إرساء المجلس الوطني التأسيسي والذي تمّ تحت قبّته، رفض قانون العزل السياسي، وصولاً إلى تعيين راشد الغنوشي، رئيس البرلمان، لمحمد الغرياني، (التجمعي) بديوانه وتكليفه بالاهتمام بملف العدالة الانتقالية".

رئيسة المنظمة لمياء الفرحاني: بعدم اعترافه بتاريخ 14 جانفي كتاريخ للثورة التونسية يكون سعيّد قد انقلب على دماء الشهداء ومعاناة الجرحى كما انقلب الذين حكموا من قبله

وأضافت الفرحاني، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن "الخطر الداهم الحقيقي، هو خطر الوضع الاقتصادي المزري ومزيد تفقير الشعب والرجوع لدولة البوليس وتقسيم التّونسيين وتغذية الاحتقان الكبير الذي تعيشه فئات واسعة من الشعب التونسي"، داعية سعيّد إلى "التحاور مع الجميع والتوقف عن المسار الاستثنائي والعمل على توحيد كل الفرقاء السياسيين وتغليب المصلحة الوطنية العليا والاهتمام بالحلول الاقتصادية".

وبيّنت، في ذات المداخلة التي نقلتها الوكالة الرسمية، أن الثورة قامت ضد الحكم الفردي والاستبداد بالسلطة ولكن رئيس الدولة في طريقه إلى تكريس هذا الحكم الفردي والتخلي عن كل مكتسبات الثورة، بما فيها مجلس نواب الشعب، على علاّته، وفقها.

ولاحظت أن منظّمة أوفياء تشدد على ضرورة التمسك بالمحاسبة، بوصفها شرطاً جوهريًا لتأسيس دولة القانون، ابتداء من الأمنيين الذين قالت بخصوصهم: "أكدنا منذ 2011 على أن محاسبتهم هي المعركة الكبرى وهي المفهوم الحقيقي لهيبة الدولة، انتهاءً بالمصالحة الحقيقية".

رئيسة المنظمة لمياء الفرحاني: "أكدنا منذ 2011 على أن محاسبة الأمنيين هي المعركة الكبرى وهي المفهوم الحقيقي لهيبة الدولة، انتهاءً بالمصالحة الحقيقية"

كما شددت على أن هذه المنظمة التي تضم ممثلين عن عائلات الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الفترة ما بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 متمسكة بمواجهة كل أشكال استهداف القضاء كسلطة مستقلة، رغم المظالم التي عاشتها عائلات الشهداء في المحاكم، وقالت إنه "لا يشرّفها أحكام قضائية مغلّفة بحسابات سياسية أو ترضيات، على حساب روح القانون ودولة المؤسسات".

من جهتها، قالت وريدة كدّوسي، أم الشهيد رؤوف كدوسي (من مدينة الرقاب في ولاية سيدي بوزيد): "استبشرنا بوصول قيس سعيّد للحكم ودعمناه وانتخبناه، لكنّه خيّب أملنا، إذ أنه همّش ملف شهداء الثورة وجرحاها ولم يدفع باتجاه أن تتقدّم أعمال الدوائر القضائية المتخصصة ولم يدفع باتجاه المحاسبة الحقيقية"، ملاحظة أن المصابين وعائلات الشهداء "لن يفرّطوا في الثورة حتى آخر رمق" ومعتبرة أن "من لم يعترف بدماء الشهداء، ليس له عزة ولا كرامة".

كاتب عام منظمة أوفياء وشقيق الشهيد عبد الباسط الخضراوي: سعيّد حاد كثيراً عن المبادئ التي كان يروّج لها قبل صعوده إلى السلطة وما يفعله الرئيس الآن ليس هو ما انتُخب من أجله

أما ميمون الخضراوي (كاتب عام منظمة أوفياء)، شقيق الشهيد عبد الباسط الخضراوي (قُتل في شوارع العاصمة يوم 13 جانفي 2011)، فقد اعتبر أن قيس سعيّد "حاد كثيراً عن المبادئ التي كان يروّج لها قبل صعوده إلى السلطة"، قائلاً إنه "صديق شخصي" لسعيّد وساعده كثيرًا في حملته الانتخابيّة، وأنّ ما يفعله الرئيس الآن ليس هو ما انتُخب من أجله، داعيًا إلى "العودة إلى مسار الثورة الحقيقي" وتمكين عائلات الشهداء وجرحى الثورة من المنزلة التي تليق بهم.

وعلى صعيد آخر ذكر الخضراوي أن منظمة أوفياء ترفض التخلي عن كلّ مكتسبات الثورة وتغيير الدستور، بهدف ضرب الحقوق والحريات والعودة إلى برلمان مشوّه كما كان عليه سابقاً، حاثًّا رئيس الجمهورية على "تشريك الصادقين، للوصول بتونس إلى برّ الأمان"، وفق تعبيره.

يُذكر أن الرئيس التونسي كان قد أصدر، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أمراً رئاسياً، غيّر بمقتضاه تاريخ عيد الثورة التونسية، ليصبح يوم 17 ديسمبر، عوضًا عن 14 جانفي من كل سنة، وهو ما أثار جدلًا حينها واستياء عدد من المنظمات ومكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية واعتبروه "تلاعبًا بالتاريخ وتهميشًا ليوم مفصلي في تاريخ تونس الحديث".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تغيير سعيّد تاريخ الاحتفال بالثورة.. جدل على منصات التواصل

وفاة شاب من جرحى الثورة في تونس بعد أن أضرم النار في نفسه