08-سبتمبر-2022
بوليس أمن أنا يقظ

أنا يقظ: "دولة البوليس باقية وتتمدد" (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أصدرت منظمة أنا يقظ، الخميس 8 سبتمبر/ أيلول 2022، بيانًا، على خلفية ما أثارته حادثة إصابة شاب بطلق ناري خلال مطاردته من قبل الحرس الديواني في منطقة حديقة الباساج، في تونس العاصمة، مساء الأربعاء، من حالة احتقان وتوتر، أكدت فيه أنّ "دولة البوليس باقية وتتمدد" وفقها.

منظمة أنا يقظ: الانتهاكات تساهم في مزيد تقويض السلم الاجتماعي وتكريس ثقافة الإفلات من العقاب وتقوية شعور الأفراد بالظلم والنقمة

وجاء في بيان المنظمة أنّ "تواتر هذه الاعتداءات لم يقطع مع ممارسات ما قبل 25 جويلية/ يوليو 2021 القمعية ومنظومة الحكم السابقة والتي لا تقل عنها دموية وعنفًا". 

واعتبرت منظمة أنا يقظ أن "ما خلّفته هذه الانتهاكات من إفلات من العقاب سيساهم في مزيد تقويض السلم الاجتماعي ومزيد تكريس ثقافة الإفلات من العقاب وتقوية شعور الأفراد بالظلم والنقمة في وطنهم المغتصب من عصابات مارقة عن القانون" على حد تعبيرها.

منظمة أنا يقظ: شهدت الفترة التي تلت المصادقة على "دستور الجمهورية الجديدة" اعتداءات قمعية متواترة

وقالت منظمة "أنا يقظ": "واصلت آلة القمع والإجرام البوليسي ومن ورائها قضاة التعليمات وبتواطؤ منهم، سياسة التنكيل بالشباب والنشطاء والصحفيين وتوالت الانتهاكات في الآونة الأخيرة حيث شهدت الفترة التي تلت المصادقة على (دستور الجمهورية الجديدة) والتي لم يمض عليها أكثر من شهر، مقتل الشاب كريم السياري بجهة تينجة التابعة لولاية بنزرت جرّاء تعرضه للتعذيب داخل مركز الأمن". 

كما شهدت هذه الفترة "اعتداء أمنيين على الشاب مالك السليمي أصيل حي الانطلاقة مما تسبب له في أضرار بدنية جسيمة وآخرها مقتل الشاب محسن الزياني على يد أعوان الحرس الديواني وبالجرم المشهود في مشهد وحشي سيبقى وصمة عار تلاحق دولة البوليس لينضم هذا الشاب إلى قائمة طويلة من ضحايا حاملي السلاح وقضاة قصور اللاعدالة، فضلًا عن الاعتداءات الهمجية التي أقدمت عليها النقابات الأمنية تجاه الفنانين والمبدعين خلال الآونة الأخيرة" وفقها.

منظمة أنا يقظ تطالب بمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم والكف عن إهانة الشباب والتنكيل بهم 

وأشارت المنظمة إلى أنه "تم في نفس الفترة اقتحام منزل الصحفي والناشط السياسي غسان بن خليفة واعتقاله بصفة تعسفية وفي خرق واضح للإجراءات ولحقه الإنساني في الدفاع عن نفسه بحضور محاميه مع احترام قرينة البراءة، وحقه كذلك في المحاكمة العادلة بعيداً عن التشفي أو التدخل السياسي ومحاولات السحل الإلكتروني من مساندي الرئيس وأنصاره"، معتبرة أن اعتقال غسان بن خليفة "نكسة جديدة لحرية التعبير ومحاولة فاشلة لتكميم الأفواه الحرة والقلم المتمرد".

وأكدت منظمة أنا يقظ أن "حق الإنسان في الحياة هو حق مقدس، وأن استعمال السلاح والرصاص الحي في وجه مواطنين عزل هي جريمة إنسانية"، مطالبة بمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم و"الكف عن إهانة الشباب والتنكيل بهم وبالإفراج الفوري عن الصحفي غسان بن خليفة".

 

 

ويتعلق الأمر، وفق مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي وبعض الشهادات لـ"الترا تونس"، بإطلاق أعوان دورية تابعة للحرس الديواني النار أثناء محاولة حجز بضائع قيل إنها "مهربة" وأدى ذلك إلى إصابة مواطن، تم نقله إلى المستشفى، أين توفي.

وتناقل نشطاء صورًا ومقاطع فيديو لتجمع عدد من المواطنين أمام مستشفى "شارل نيكول" بالعاصمة التونسية في حالة احتقان وغضب، ورفعوا شعارات منددة بالعنف الأمني.

وقد علقت الإدارة العامة للديوانة، صباح الخميس 8 سبتمبر/أيلول 2022، على الحادثة بأن "الأبحاث الإدارية بيّنت أن مصالح الحرس الديواني بتونس تحصلت على معلومات حول وجود سيارة محملة بكمية كبيرة من السجائر المهربة في جهة الباساج فتمّ توجيه دورية على متن سيارة نظامية على عين المكان أين تمّ ضبط السيارة المشبوهة وسائقها وتمت مباشرة إجراءات حجزها"، وفقها.

وأضافت، في بيان اطلع عليه "الترا تونس"، "إلا أن مجموعة كبيرة من المهربين تجمهرت على عين المكان واعتدت على الدورية بالعنف وبالمقذوفات لمساعدة سيارة التهريب على الفرار".

وتابعت "نتج عن هذا الاعتداء إصابة أحد أعوان الدورية إصابة بالغة على مستوى الرأس سقط على إثرها أرضًا وحاول سائق سيارة التهريب دهسه ممّا أجبر أحد زملائه على إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء وعلى عجلات السيارة أصابت إحداها السائق"، وفق روايتها.