"أريار القدام".. سلسلة مختلفة اقتنصت من التسعينيات نوستالجيا الذكريات

مع احتدام المنافسة بين القنوات التلفزية في شهر رمضان في تونس، لعرض مسلسلاتها سواء الكوميدية أو الدرامية، اختار بسام الحمراوي أن يغرّد خارج السرب، والتعويل على منصة يوتيوب لبثّ مسلسله "أريار القدام" الذي ارتأى أنه سيحقق نجاحًا وإقبالًا على المشاهدة، وهو الأمر الذي تحقق فعليًا.

فقد تعدّدت الآراء المشيدة بهذا العمل الذي شارك فيه بسام الحمراوي، كتابة وتمثيلًا وإخراجًا، ووجيهة الجندوبي وأحمد العجيمي ولبنى السديري وجلال الدين السعدي وغيرهم.. واعتبر عدد كبير من المتابعين أنّ مسلسل "أريار القدام" نجح في استقطابهم والعودة بهم إلى "الزمن الجميل".. فترة التسعينيات المليئة بالذكريات.

تعدّدت الآراء المشيدة بمسلسل "أريار القدام" معتبرين أنه نجح في استقطابهم والعودة بهم إلى "الزمن الجميل".. فترة التسعينات المليئة بالذكريات

ودوّن الكاتب فاروق الفرشيشي، المهتم بالنقد السينمائي، من جهته، بخصوص تجربة بسام الحمراوي في مسلسل "أريار الڤدام" فوصفها بأنها تجربة ناجحة وستفتح عديد الأبواب، على اعتبار أنّ الحمراوي راهن على عمل كان يؤمن به، ولم يخضع لطرق التوزيع التقليدية وبثّ عبر اليوتيوب، ليحصد تفاعل الناس وحبهم، وفقه.

وتابع بقوله إنّ "اللوذ بالتسعينات صار وصفة ناجحة، وتثبت كل مرة أنها ظاهرة حقيقيّة يعيش فيها المجتمع التونسي.." لافتًا إلى أنّ "فكرة العمل القائمة على السفر عبر الزمن، هي فكرة قديمة وتغري الكُتّاب والقرّاء لما فيها من احتمالات، وأفكار مجنونة، تتحدى المنطق، وفي نفس الوقت تستفز الخيال والتأمّل".

وعن طرافة العمل، فقد أكد الفرشيشي أنها لا تنبع من فكرة السفر عبر الزمن، بل من إسقاط فكرة الخيال العلمي القائمة على السفر في الزمن، على الثقافة التونسية، بحيث صارت مقبولة وممكنة التداول، وفق تقديره.

فاروق الفرشيشي: مسلسل "أريار الڤدام" تجربة ناجحة وستفتح عديد الأبواب، تكمن طرافتها أساسًا في إسقاط فكرة الخيال العلمي القائمة على السفر في الزمن، على الثقافة التونسية، بحيث صارت مقبولة وممكنة التداول

وأشاد في سياق آخر بالأزياء والديكور والماكياج، قائلًا إنه كان ثمة اجتهاد كبير، لافتًا إلى أنّ المسلسل عمومًا خفيف وجميل، أخطاؤه بسيطة وعيوبه لا تفسد متعة المشاهدة، راجيًا أن يشجع مسلسل "أريار القدام" أكثر على الانفتاح على القصص العالمية والجيّدة والمضمونة، وعلى الاهتمام أيضًا بالخيال العلمي.

أما الصحفي العربي بطيني، فقد كتب من جانبه أنّ مسلسل "أريار القدام" يستحق فعلًا هذا العدد من المشاهدات التي تجاوزت المليون لكل حلقة، قائلًا إنّ "جو التسعينات وحكاية السفر عبر الزمن تجلب اهتمام المشاهدين على الدوام، بالإضافة إلى "عودة المسلسل لأسلوب واقعي قريب من الناس في الأحداث".

وتعرّض الصحفي إلى بعض الأخطاء في بعض التفاصيل مثل الأغاني التي صدرت سنة 1993 لكنها ظهرت في المسلسل الذي من المفترض أن يكون سنة 1991، وغيرها من الأخطاء التي لا تفسد متعة المشاهدة، منوّهًا بالمستشهرين الذين دعموا العمل على اليوتوب، بشكل سيخلّف بلا شك استتبعات أخرى" وفقه.

الصحفي عامر بوعزة، تساءل من جهته حول سر نجاح مسلسل "أريار القدام"، وأرجع ذلك لأنه "اشتغل بكل بساطة على التفاصيل الصغيرة التي تستفز مشاعر الحنين لدى كل من يعرفها: محلات كراء الأفلام، التاكسيفونات، المقهى الشعبي، صوت المزود في الخلفية، التلفزيون الصغير، الكاسيتات، طاولة العشاء، الغربال.." وفقه.

وتعرّض الكثيرون إلى فكرة النوستالجيا، والحنين إلى فترة التسعينات بكل ما تمثله من طفولة أو مراهقة أو شباب، في فترة زمنية بديعة يحنّ إليها المتفرّج المتعلّق بدأبه بالماضي، الذي يعتبره جميلًا.. "أريار القدام" ابتعد وفقهم عن التكرار وطرح فكرة جديدة في صورة جميلة تجعل كل فرد يتمنى السفر إلى الماضي، منوّهين بنجاح بسام الحمراوي تمثيلًا وإخراجًا وكتابة.. وقالوا إنّ العيب الوحيد ربما هو قصر الحلقة.