24-سبتمبر-2018

ظاهرة الفيضانات ظاهرة ضاربة في القدم في تاريخ تونس

الترا تونس - فريق التحرير

 

تُعتبر الفيضانات ظاهرة طبيعية ضاربة في القدم في تاريخ تونس، إذ تكشف دراسات أكاديمية أن الفيضانات اجتاحت عدة مناطق تونسية منذ القرن التاسع ميلادية على الأقل، على غرار فيضانات عرفتها القيروان سنة 861 ميلادية، كما شهدت جزيرة جربة فيضانات عارمة عام 1612 خلفت خسائر بشرية ومادية فادحة، فيما سببت فيضانات في الشمال الغربي سنة 1761 في دمار هائل لمحصول القمح.

ظاهرة الفيضانات هي ظاهرة ضاربة في القدم في تاريخ تونس وقد عرفت مختلف مناطق البلاد من شمالها إلى جنوبها فيضانات تفاوتت في خسائرها البشرية والمادية

ويؤكد باحثون أن عدد الفيضانات التونسية انطلاقًا من سنة 1900 أكثر كثافة من عدد الفيضانات طيلة الفترات السابقة، وذلك بصفة مبدئية باعتبار أن كتب التاريخ القديمة تحدثت عن فيضانات في العاصمة والقيروان وبعض المناطق الأخرى ومن المرجّح أنها لم تذكر فيضانات أخرى شهدتها مناطق لم يقع تأريخها. وعمومًا شملت خارطة الفيضانات مختلف مناطق البلاد من الشمال إلى الجنوب مرورًا بالوسط والساحل.

اقرأ/ي أيضًا: الأودية في تونس.. الوجه الآخر لأزمة الفيضانات

نعرض لكم بذلك أكثر 10 فيضانات دمارًا في تاريخ تونس منذ القرن العشرين منذ أقدمها إلى أحدثها:


1/ فيضانات قابس 1962

هي فيضانات شهدتها مدينة قابس ومنها اجتاحت أيضًا منطقة الجريد وبالخصوص توزر ونفطة وذلك تحديدًا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1962، وقد أدت لوفاة 50 شخصًا وتسجيل 7000 متضرّر دون مأوى.

وقد جاءت هذه الفيضانات بعد ثلاث سنوات من فيضانات كانت قد شهدتها مناطق الساحل والقيروان وقابس سنة 1959،لم تخلّف حينها خسائر بشرية ولكنها خلفت خسائر مادية كبيرة بلغت قيمتها حينها 2 مليون دينار.

2/ فيضانات سبتمبر 1969

هي الفيضانات الأكثر دمارًا في تاريخ تونس، إذ تسببت في وفاة 542 تونسيًا على الأقل، وتدمير 70 ألف مسكن ما أدى لتضرر 300 ألف عائلة مع تسجيل خسائر مادية ضخمة بلغت حينها بين 30 و35 مليون دينار.

مشاهد من فيضانات 1969

هذه الفيضانات الذي لازالت تتذكرها الأجيال السابقة وتنقل شهاداتها حولها، شملت مختلف مناطق البلاد وبالخصوص وسط تونس وتحديدًا القيروان. حيث أدت الأمطار الطوفانية بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 1969 إلى ارتفاع منسوب مياه واد الزرود في القيروان إلى 3 أمتار فوق مجراه حيث وصل صبيبه إلى 18 ألف متر مكعب في الثانية الواحدة.

3/ فيضانات مارس 1973

شملت هذه الفيضانات شمال تونس وتحديدًا المناطق المجاورة لواد مجردة، وقد سببت وفاة 100 شخص مع تسجيل خسائر مادية فادحة.

4/ فيضانات صفاقس 1982

تسببت هذه الفيضانات التي عرفتها صفاقس المدينة في أكتوبر/تشرين الأول 1982 في خسائر بشرية، وكذلك سببت خسائر مادية كبيرة إذ أدت لدمار كامل لما يقل عن 1000 مسكن، مع دمار جزئي لـ8500 مسكن، ما أدى لتضرر نحو 10 آلاف عائلة.

تسببت فيضانات صفاقس 1982 في خسائر بشرية وأخرى مادية بتضرر نحو 10 آلاف عائلة

وقد دفعت هذه الفيضانات الناتجة عن أمطار طوفانية إلى حفر الحزام بمدينة صفاقس لحماية المدينة من خطر الفيضانات.

5/ فيضانات سيدي بوزيد 1990

من أكثر الفيضانات دمارًا في تاريخ تونس هي فيضانات جانفي/يناير 1990 التي شهدتها مناطق الوسط وبالخصوص سيدي بوزيد.

أدت لتسجيل 60 حالة وفاة على الأقل ونفوق 7800 رأس غنم في سيدي بوزيد. قدّرت قيمة الخسائر المادية بـ90 مليون دينار بعد تضرر 58 في المائة من المساحات الزراعية ودمار 14 ألف مسكن.

أدت فيضانات سيدي بوزيد 1990 لانتفاضة شعبية احتج خلالها المتظاهرون من تخاذل السلطة في نجدتهم

أدت الأوضاع الكارثية وقتها لانتفاضة لمواطني سيدي بوزيد ردًا على ما اعتبروه التضليل الإعلامي وتخاذل السلطة في نجدتهم، وقد رفع المتظاهرون شعار "بالروح بالدم نفديك يا غريق" وقام المحتجون بإحراق العجلات المطاطية أمام الولاية. ولا يزال لليوم يحتفل ناشطون بهذه الانتفاضة التي تُعرف بـ"انتفاضة الفيضان".

اقرأ/أيضًا: وسط مخاوف من انتشار الكوليرا: "بنزرت تغرق" إثر تهاطل أمطار غير مسبوقة

6/ فيضانات تطاوين 1995

عرفت ولاية تطاوين فيضانات عارمة إثر أمطار غزيرة سنة 1995، ما أدى لوفاة 20 شخصًا على الأقل، مع تسجيل خسائر مادية بقيمة 10 مليون دينار.

مشاهد من فيضانات تطاوين 1995

7/ فيضانات 2003

أدت هذه الفيضانات التي عرفتها تونس الكبرى لوفاة 4 أشخاص، مع تسجيل 2500 شخص دون مأوى إضافة لخسائر مادية فادحة.

8/ فيضانات 2007

هي فيضانات حدثت تحديدًا بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الثاني 2007 في ثاني أيام عيد الفطر، وتضررت بموجبه بالخصوص منطقة تونس الكبرى وتحديدًا منطقة سبالة بن عمار.

تسببت فيضانات 2007 في تونس الكبرى في تسجيل 19 حالة وفاة

نتجت هذه الفيضانات إثر منخفض جوي مع عواصف رعدية ورافقته هطول أمطار غزيرة، وقد خلفت 19 حالة وفاة إضافة لخسائر مادية.

9/ فيضانات الرديف 2009

شهدت منطقة الرديف من ولاية قفصة موجة فيضانات في شهر سبتمبر/أيلول 2009 أدت لوفاة 17 شخصًا على الأقل مع خسائر مادية كبيرة.

فاقت كميات الأمطار الغزيرة تحديدًا يوم 23 سبتمبر/أيلول ما يزيد عن 150 ملم ووصلت سرعة الرياح إلى 100 كم في الساعة، وهو ما أدى إلى فيضان وادي الدخلة بالرديف بسيول جارفة بالأتربة وكذلك قطع الطريق بين أم العرائس والرديف، وقد امتدت الفيضانات إلى مدن قابس وصفاقس والمهدية وغيرها من المدن.

أدت فيضانات الرديف الناتجة عن فيضان وادي الدخلة لسيول جارفة بالأتربة ما أدى لتسجيل 17 حالة وفاة

ولا تزال للآن الدعوات للتحقيق حول هذه الفيضانات وسط اتهام للسلطات حينها بالتقصير.

10/ فيضانات نابل 2018

هي الفيضانات التي عرفتها ولاية نابل إثر الأمطار الطوفانية السبت 22 سبتمبر/أيلول 2018. أدت لوفاة 6 أشخاص حتى الآن، مع خسائر مادية فادحة شملت الممتلكات العامة والخاصة لم يقع حصرها بعد، فيما تشير التقديرات الأولية وفق وزارة الداخلية لتضرر 2500 مسكن منها 150 مسكن آيل للسقوط.

وقد عرفت منطقة نابل فيضانات قبل ما يزيد عن 30 سنة وهي فيضانات 1986، سببت وقتها في وفاة 7 أشخاص على الأقل وتضرر 300 مسكن، فيما لم تكن الأمطار حينها بغزارة أمطار فيضانات 2018 حاليًا التي بلغت السبت في بني خلاد رقمًا قياسيًا هو 290 ملم، وهي كمية لم يقع تسجيلها في تاريخ تونس.

مشاهد من فيضانات نابل 1986

 

اقرأ/ي أيضًا:

ولاية نابل تحت وقع الكارثة.. إنها الفيضانات مجددًا!

أزمة المياه.. هل باتت تونس مهددة بالعطش؟