31-مارس-2020

"الروبوت" تونسي الصنع واسمه "PGuard"

 

تفاجأ التونسيون خلال الأيام الماضية بتجوّل "روبوت" في العاصمة يستجوب المارّين عن سبب عدم التزامهم بالحجر الصحي ويطالبهم بالاستظهار ببطاقة الهوية أو ترخيص العمل، كما يدعو المواطنين عبر مكبر الصوت لملازمة بيوتهم.

هو "روبوت" على هيئة مدرعة صغيرة مزود بكاميرات ومكبرات صوت يتجوّل بتوجيه من غرفة عمليات في وزارة الداخلية التي بدأت باستعماله مع بداية الحجر الصحي العام في العاصمة، على أن يتم تعميم التجربة في بقية الجهات، في مبادرة لافتة لاقت متابعة إعلامية واسعة تونسيًا وعالميًا.

اقرأ/ي أيضًا: طبيبة تونسية في إيطاليا تروي لـ"ألترا تونس" تجربتها في مواجهة كورونا

"روبوت" بصناعة تونسية

هذا "الروبوت" هو تونسي الصنع واسمه "PGuard" قدمته شركة "اينوفا روبوتيكس" (ENOVA Robotics) لصاحبها أنيس السحباني. وهو شاب أصيل منطقة سجنان من ولاية بنزرت، اشتغل أستاذًا بجامعة السوربون، لكنّه استقال ليبعث شركة تصنع روبوتات تونسية منذ سنة 2014 موجهة أساسًا للتصدير. إذ توصلت الشركة اليوم إلى إنتاج أربعة أنواع مختلفة من الروبوتات التي تخدم قطاعات الصحة والأمن والتعليم وغيرها.

عمل أنيس السحباني أستاذًا بجامعة السوربون ثم استقال ليؤسس عام 2014 شركة "اينوفا روبوتيكس" لصنع روبوتات تونسية موجهة أساسًا للتصدير

تحصّل السحباني في جانفي/كانون الأول 2017 على تتويج بالكويت إثر مشاركته في المعرض الدولي التاسع للاختراعات بالشرق الأوسط الذي جمع 200 مخترعًا من 36 بلدًا، إذ تحصل الوفد التونسي على 8 جوائز منها الجائزة الكبرى للمعرض. كما نال المخترع التونسي جائزة المنظمة الدولية للملكية الفكرية، علاوة على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف لاختراع روبوتات لحماية الفضاءات في الكويت.

أنيس السحباني يقدم "الروبوت" الذي تستعمله وزارة الداخلية

 

في أفريل/نيسان 2017، تمّ تكريم أنيس السحباني رفقة مخترعين آخرين من وزير الصناعة السابق زياد العذاري بعد حصولهم على أربع ميداليات ذهبية خلال مشاركتهم في الدورة 45 للصالون الدولي للاختراعات بجنيف وهو يعدّ أهم ملتقى على المستوى العالمي، وقد نال خلاله أنيس ميدالية ذهبية لاختراعه روبوتات لحماية الفضاءات. وجاءت مشاركة المخترعين التونسيين بعد تفوقهم في المناظرة الوطنية للاختراع لسنة 2016.

مخترع "الروبوت": على كل شخص التشبت بحلمه

يقول أنيس السحباني، في حديثه لـ"ألترا تونس"، إنّ شركته تعدّ الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط التي تصنع الروبوتات وتصدّرها. وبيّن أنه تحصّل على الجائزة الأولى في فئة المخترع المؤسساتي لصنع أول "سيارة آلية" لحراسة المنشآت الصناعية الكبرى مجهزة بكاميرا حرارية و4 كاميرات بالأشعة تحت الحمراء وميكروفون ونظام تحديد الموضع "ج بي آس".

اقرأ/ي أيضًا: كيف استعدت أقسام الاستعجالي لتقبل المصابين بكورونا؟.. أطباء يجيبون

السحباني رغم أنّه كان أستاذًا جامعيًا محاضرًا في إحدى الجامعات الفرنسية، خيّر العودة إلى تونس لبعث مؤسسته الخاصة وتحقيق حلمه في تصنيع الروبوتات واستغلالها في عدّة قطاعات على غرار الحراسة والصحة والأمن والتعليم. وقد أنتج رفقة بقية المهندسين معه بالشركة روبوت يهدف إلى تقديم خدمات إلى المسنين ممن يعيشون بمفردهم وتوفير جملة من الخدمات. كما يساعدهم على التخفيف من الوحدة التي يعيشونها، وقد حصل بهذا الاختراع على جائزة أفضل اختراع في مسابقة سنة 2014 التي نظّمتها وكالة النّهوض بالصّناعة والتّجديد.

أنيس السحباني لـ"ألترا تونس": على كل شخص صاحب حلم أو فكرة مشروع مهما كان نوعها أن يبحث عن الطرق التي تجعله يحقق ما يريد

كما اخترع الشاب روبوت يمكن أن يحلّ محلّ الحارس ويؤمن عمليات المراقبة أمام الشركات والبنوك والمؤسسات العمومية مزود بكاميرات مراقبة وبأجهزة استشعار حراريّ وأشعّة تحت الحمراء وبكمبيوتر داخلي يُسمح بالتّواصل عن بعد مسافات طويلة.

يخبرنا أنيس إنّه بالرغم من التعقيدات الإدارية التي واجهها في بداية بعث مشروعه، إلاّ أنّه تمكن من النجاح بعد تلقيه الدعم من المدير الجهوي لوكالة النّهوض بالصّناعة والتّجديد بسوسة وانضمام بعض أصدقائه من المهندسين إليه ممن آمنوا بالمشروع قائلًا: "أنّه على كل شخص صاحب حلم أو فكرة مشروع مهما كان نوعها أن يبحث عن الطرق التي تجعله يحقق ما يريده ويتمسك بمشروعه، والعديد من الشباب في تونس قادر على ذلك".

من اختراعات الشاب أنيس السحباني

 

وقد أشار محدّثنا إلى أنّ اختراعاته ربّما لم تكن معلومة لدى المواطن العادي لأنّها لم تكن موجهة لاستعمال المواطن بل موجهة لقطاعات حيوية على غرار الصحة والأمن والتعليم، ووجهت أساسًا للتصدير واليوم تفطن البعض لما توصل إليه بفضل الروبوت الذي استعملته وزارة الداخلية وخروجه في الشوارع.

تبرعت شركة " دراكسلماير" مؤخرًا، في الأثناء، بروبوت لمعاضدة جهود الإطار الطبي في مجابهة وباء كورونا وتدعيم سبل الوقاية داخل المؤسسات الاستشفائية. وسيقع وضع الروبوت على ذمة مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة المخصص لعلاج المصابين بالفيروس. كما سيمكن الروبوت المرضى من التواصل مع عائلاتهم الذين لا يمكنهم رؤيتهم أو زيارتهم. وسيتنقل بطريقة آلية بين مختلف المرضى مجنبًا الإطار الطبي خطر العدوى، ومما سيمكن من تركيز جهود الأطباء على مجابهة الفيروس وتقديم العناية اللازمة للمرضى. وقد تمّ تصنيع هذا الروبوت بكفاءات تونسية من طرف شركة "اينوفا روبوتيكس" أيضًا.

روبوت لمعاضدة جهود الإطار الطبي في مجابهة وباء كورونا 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الحاجة أمّ الاختراع"... كفيف تونسي يخترع كاشفًا للحواجز

بحثًا عن لعب لابنه: تونسي يخترع ألعابًا تساعد أطفال التوحد